كتاب ومقالات

سامي النجعي والنائمون..!

بعد السلام

سلطان الزايدي

لا أحد يستطيع أن يقدم عملاً جيداً دون أن يشعر بهذا العمل وبأهميته، ومدى ارتباط الناس به خصوصاً حين يكون هذا العمل مرتبطاً بالجمهور، وكرة القدم في كل العالم مرتبطة وقائمة على شغف الجمهور وحبه، وبالتالي كل تفاصيلها مهمة، وقت الخسارة تجد الحالة المزاجية للمشجع المتيم سيئة جداً، وقد تصل من السوء لأبعد درجة، كأن تتأثر صحته، وهذا أمر موجود ونلاحظه في المدرجات أو في الأماكن العامة، هذا الإحساس المرير في تصوري لم يصل بعد للاعبين الذين يشكلون الجزء الأكبر من هذه المنظومة؛ لهذا نجد في كثير من المباريات التنافسية في دورينا أو في الدوريات الأوروبية الكبيرة ارتخاء بعض اللاعبين، وعدم إحساسهم بأن ما يحدث داخل الملعب له تأثيرات خارجية تمتد إلى المدرجات، وقد تكون سبباً في أن يفقد مشجع أو مشجعة حياته من فرط الحماس والشغف والتعطش للانتصار، هذه الحالة مرتبطة بظروف خارجية تجعل المشجع يندمج مع حالة الفوز وينسجم معها، ويتضايق من الهزيمة، ويكون في أسوأ حالة من التوتر والحزن، خاصة إذا كانت الخسارة من فريق منافس يرتبطان بمكان جغرافي واحد. هنا يكون للحزن وخيبة الأمل تأثير مختلف، وربما يندرج تحت الجوانب الإنسانية التي يجب أن يستشعرها لاعب كرة القدم.

هذا الصخب الجماهيري الموجه لكرة القدم تحديداً له سلبيات كما له أيضاً إيجابيات، وربما من أهم سلبياته السيطرة التامة على حالة المشجع النفسية لدرجة أن تصبح الخسارة بالنسبة له وكأنها نهاية العالم، وهذا الإحساس تترتب عليه مضاعفات كبيرة؛ لذلك حري بلاعب كرة القدم إذا كان ينتمي لنادٍ كبير يملك شعبية جارفة، ويعلم يقينا أن هناك مدرجا يحترق أن يتغلب على كل المعوقات، ويقدم لهذا المدرج ما يسعده، ليس المطلوب هو الانتصار في كل مباراة، بل أن ينجح في إيصال عمله المميز للمتابع، وتبقى الخسارة والفوز بيد الله ومدى توفيق الفريق في استثمار الفرص، لكن أن يتألم مدرج بأكمله وهو يشاهد بعض النجوم يتهاونون في أداء عملهم داخل الملعب دون أن يشعروا بمدى حرقتهم؛ فهذا بالتأكيد فيه من التبلد وعدم التقدير الشيء الكبير، ومن المهم أن يستشعر لاعب كرة القدم هذا الشيء، وأن يعلم أن وجوده في الملعب ليس لكي يستمتع فقط متى ما أراد ذلك، بل إن وجوده في خارطة هذا الفريق لكي يقدم كل شيء حتى يخرج هذا المدرج من الملعب راضياً وسعيداً بما كان يشاهد.

ودمتم بخير،،،