رياضة

«أجانب الطائرة».. ضررهم أكثر من نفعهم

المهتمون باللعبة انتقدوا القرار وطالبوا بدعم الأندية واللاعب المحلي

ايمن تازي

صالح محفوظ الغامدي (جدة) okaz_sports@

ما بين مؤيد ورافض، رأى عدد من المهتمين بلعبة كرة الطائرة قرار اتحاد اللعبة بزيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى 3 بجانب اثنين من المواليد في المباراة الواحدة، أنه قرار متسرع ولا يخدم اللاعب السعودي، وكان الهدف منه زيادة المنافسة وقوة المسابقة وكثافة الحضور الجماهيري، لكن مر حتى الآن 5 أسابيع من البطولة ولا جديد، بل يمثل عبئاً مادياً على الأندية، إضافة إلى تضرر اللاعب المحلي ما ينعكس على المنتخبات الوطنية.

وانتقد آخرون القرار، خصوصاً أن أغلب الأجانب المتواجدين حاليا في فرق الدوري مستواهم متواضع، وسبق أن مثلوا أندية أخرى ولم يقدموا المستوى المطلوب منهم، وبالتالي فإن أكبر المستفيدين من القرار هم السماسرة واللاعبون أنفسهم، إذ يحصلون على مقدمات عقود ورواتب شهرية مرتفعة مقابل تدني الوضع المادي للأندية التي تعاني من عدم وجود دعم مالي أو عقود رعاية.

«عكاظ» استطلعت آراء عدد من المهتمين باللعبة، وخرجت بالمحصلة التالية:

اللاعب السعودي المتضرربداية، تحدث مدير عام المنتخبات الوطنية ومشرف طائرة الوحدة سابقا تركي مدخلي، قائلا: « قرار فيه من الإيجابيات والسلبيات مثل غيره من القرارات، لكن يجب أن تكون التجربة اختباراً حقيقياً، وتقيّم قبل المطالبة بالاستمرارية أو الإلغاء أو التقليص». وأضاف: « تضجرت أندية الدوري الممتاز من القرار بسبب ارتفاع نسبة الصرف على لعبة الكرة الطائرة، وإذا نظرنا إلى معظم الأندية حالياً نجد أن من يستطيع جلب 3 لاعبين أجانب على مستوى عالٍ هم قليل والباقي يضطر لجلب لاعبين بمستوى دون المتوسط، والبعض الآخر قلص العد لـ2 فقط بحسب إمكانية النادي، وعلى المستوى القريب سنشاهد أندية لا تستطيع جلب هذا العدد من الأجانب، والبعض سينهي عقودهم بعد الاطمئنان من الثبات بالدوري بغرض التوفير، وسنشاهد في السنوات القادمة عدم جلب 3 أجانب لبعض الأندية التي لم تحقق عائداً مادياً يغطي مستوى الصرف السابق، وأيضاً المتضرر مع النادي مادياً هو اللاعب المحلي بسبب توفير الميزانية لجلب محترفين، وهذا مؤشر خطير قد يتسبب في العزوف عن اللعبة وعدم الاستمرار في مزاولتها أو الإهمال في المواظبة إلا إذا أوجدنا احترافاً للاعب السعودي يحفزه ويضمن حقوقه وحقوق النادي.

وذكر أنه من الجانب الفني سيستفيد جميع اللاعبين من الاحتكاك باللاعب الأجنبي، ومحاكاته من حيث الحضور المبكر والاستعداد والتركيز والجدية والقوة والمهارات العالية التي ستنعكس إيجابياً على اللاعب السعودي وبالذات اللاعب الناشئ عندما يشاهد سيطبق ويقلد، وبذلك سيتطور المستوى. كما سيرتفع المستوى الفني في المباريات بوجود 3 أجانب و 2 مواليد، لكن في الوقت نفسه نجد عدد المستفيدين من اللاعبين السعوديين هو قليل جداً، وهذا سينعكس على منتخباتنا الوطنية مستقبلاً.

وقال: «حسب تصريح الاتحاد السعودي للكرة الطائرة الهدف من جلب 3 أجانب هو الجانب الاستثماري وعودة حضور الجماهير للصالات في المقام الأول، وحتى الآن نحن بالجولة الخامسة ولا يزال العزوف عن حضور المباريات مستمراً، ولم نشاهد رعاة للمباريات ولا للفرق المشاركة، وربما يحتاج ذلك للجانب الإعلامي والإعلان المستمر عن قوة اللاعبين الأجانب وتمزيهم بإنزال منشورات ومعلومات ومقاطع عن نجوم الأسبوع وغيرها من الحوافز حتى نستطيع لفت انتباه المهتمين وإشعال حب الفضول لديهم والحضور للمتابعة المباشرة والاستمتاع بفنون ومهارات المميزين».

لا يخدم اللعبة والأنديةمن جانبه، أوضح مشرف عام طائرة الأهلي أيمن تازي أن القرار لا يخدم اللعبة، ولن يقوي بطولة الدوري الممتاز أبداً، والمتضرر اللاعب السعودي والمنتخب الأول، إذ سيكونون حبيسي دكة الاحتياط وحتى مكافآتهم ورواتبهم ستكون متأخرة؛ كون الأجانب والمواليد لن تتأخر حقوقهم المادية، وللأسف أكثر الأندية تعاني من الشح المالي، وهذا القرار سيضعفهم أكثر وحتى الأندية التي تستطيع جلب هؤلاء الأجانب في ظل عدم وجود رعاه وحضور جماهيري ستضطر للتقليص مستقبلاً، ونحن بالأهلي قد اعترضنا على هذا القرار الذي لا يخدم أندية الممتاز. واضاف: « اللعبة ستخسر لاعبين مميزين من الموجودين ومن الشباب الذين لن يجدوا مكاناً لهم في ظل هذا النظام الغريب».

القرار مرهق مادياً

وانتقد مشرف عام طائرة الهلال الكابتن ماجد التويم القرار، وقال: «من واقع تجربتي حينما كنا نلعب وهناك اثنان أجانب كان الإعداد للاعب الأجنبي بالفريق ونحن نتفرج إلا في بعض الأوقات البسيطة من المباريات، كون الفريق يريد الكسب والتركيز على الأجانب فما بالك الآن بوجود 5 لاعبين أجانب ومواليد؟»، وزاد: « في نظري القرار أضعف اللاعب المحلي وأضعف أيضا منتخبنا الأول وقضينا على اللاعب الشاب الذي انتقل للفريق الأول، كما أثقل كاهل الأندية بأعباء مادية كبيرة خصوصاً في ظل افتقار الرعاة والدعم من اتحاد اللعبة»، وزاد من تكاليف الرواتب للأجهزة الفنية والإدارية ومقدم عقود ورواتب الأجانب الثلاثة والمواليد، وخلافه والأهم سنفقد عدداً كبيراً من اللاعبين من الدرجة الأولى والشباب كونهم لن يجدوا فرصة للمشاركة، ويجب الاهتمام باللاعبين أصحاب المهارة من الشباب وصقلهم، صحيح أن الطول بالشباب مطلوب ولكن اللاعب المهاري مطلوب بدليل في البطولة الخليجية بالبحرين كان هناك لاعبين طوال القامة بالمنتخبين السعودي والبحريني وكان اللاعب السعودي المهاري الكعبي أقل طولا منهم إلا أنه كان علامة فارقة وأفضل لاعب بالبطولة». واختتم حديثه مطالبا بالنظر في مصلحة اللاعب السعودي والمنتخب الأول خصوصاً أننا لم نلمس أي قوة أو حضور وبعيدون عن الرعاة.

أضر بميزانيات اللعبة

وشدد الكابتن ناصر القحطاني المشرف العام على طائرة النصر على أن القرار كان متسرعا ولا يخدم اللاعب السعودي وأضر بميزانيات اللعبة 3 أجانب ومواليد ومدربون وعقود لاعبين ورواتبهم يتحملها النادي وليس هناك أي رعاة أو دخل، مطالبا اتحاد اللعبة بالتكفل بلاعب أجنبي واحد والثاني على النادي واستبعاد الثالث، مضيفا أن القرار مستعجل ومضر بالأندية مالياً، وسيكون سببا في تحجيم اللاعب المحلي. واختتم حديثه بقوله: « نريد معرفة تاريخ انتهاء المسابقة لنبني عليها عقود اللاعبين، ولكن للأسف لا مجيب».

منتخباتنا الأكثر تضرراً

وذكر نادر الجهني مشرف طائرة الاتحاد أنه من خلال الأسابيع الخمسة من الدوري لا جديد على المسابقة لا رعاة، لا حضور جماهيري، ولا المستويات عالية، بل هذا النظام أكثر ضررا على اللاعبين الموجودين بالدرجة الأولى والشباب، والأكثر تضرراً منتخباتنا الوطنية.

في غير مصلحة اللعبة

وأوضح مشرف الطائرة بنادي النهضة ولاعب منتخبنا سابقا عبدالله القرين، أن تواجد 3 لاعبين واثنين مواليد لن يرتقي باللعبة، والآن نحن في نهاية الأسبوع الخامس ولا تفاعل بالدوري، وبهذه الطريقة قضينا على اللاعب السعودي وأضعفنا منتخبنا الأول وسيكون هناك عزوف شديد من اللاعبين بالممتاز والشباب؛ لأنهم لن يأخذوا فرصتهم باللعب في ظل وجود هذا العدد الكبير من الأجانب بالممتاز، وهناك أعباء مادية كبيرة على الأندية.

وأضاف: « حتى هبوط 4 فرق من الدرجة الأولى مضر باللعبة واللاعبين، بل نطمع في زيادة دوري الأولى وهبوط اثنين بدلاً من أربعة».

واقترح أن يكون هناك دوري للدرجة الثانية؛ لأن هناك عدداً من اللاعبين موجودين بمعظم مناطق المملكة، وحتى الآن تنقصنا لوائح الاتحاد لمعظم المسابقات؛ لذلك لا يمنع أن يكون هناك اجتماع بالمشرفين عن اللعبة والموجودين بالميدان وأخذ مقترحاتهم للنهوض بالطائرة السعودية.