ثقافة وفن

هل ينجح الشورى في حفظ كينونة الأندية الأدبية؟

بين التحوير والتطوير والإلغاء

ظافر الشهري

علي الرباعي (الباحة) @Al_ARobai

تترقب الأوساط الثقافية والأدبية، في المملكة والعالم العربي، ما ستُسفر عنه مناقشة مجلس الشورى، لتقرير وزارة الثقافة للعام المالي الحالي، وما سيُطرح الأعضاء من مداخلات تحت قُبة البرلمان المؤلف من نخبة مثقفة حريصة على تعزيز الفعل الثقافي الوطني.

وتطلع عدد من المراقبين لنجاح المجلس في تعزيز دور الأندية الأدبية، وحفظ كينونتها، بحكم ما أسدت للثقافة الوطنية من منجزات على مستوى الحراك والتفاعل والنشر وتبني المواهب طيلة نصف قرن.

الأحمدي: المناخ الثقافي

قبل الرؤية غير داعم

مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتورة حنان بنت عبدالرحيم الأحمدي كانت قد توقفت في مداخلة سابقة منذ عامين، عند الدراسة التي تبنتها وزارة الثقافة، بخصوص «واقع المؤسسات الثقافية غير الربحية»، وذهبت الأحمدي بحكم اطلاعها على نشاط بعض المؤسسات الثقافية غير الربحية وخصوصاً الأندية الأدبية، إلى أنها تدرك أسباباً عدة لتراجع أدائها في الأعوام الأخيرة، وأغفلتها الدراسة، منها عدم وضوح مرجعيتها، إذ ظلت لسنوات تتأرجح بين وزارتي الإعلام والثقافة، وكانت تشكو من ضعف الدعم المقدم لها من هذه الوزارات، ومن القيود البيروقراطية التي تفرضها عليها، إلى جانب غياب الرؤية الثقافية الموجهة في القطاع الثقافي ككل، وتؤكد الأحمدي أن المناخ الثقافي في السابق، وقبل إعلان رؤية المملكة 2030، لم يكن داعماً للحراك الإبداعي والثقافي، ما تسبب في دخول المؤسسات في مواجهات لأجل الدفع بالحراك الثقافي، ودعم المثقفين الذين واجه بعضهم شتى أشكال الإقصاء والتصنيف. وتطلّعت حينها للتواصل مع المثقفين المخضرمين لمعرفة مرئياتهم ومقترحاتهم حيال تطوير المؤسسات الثقافية غير الربحية، وقالت: من الناحية النظامية، فإن الأندية الأدبية حسب المادة الثانية من لائحتها المعتمدة مؤسسات ذات شخصية اعتبارية مستقلة مالياً وإدارياً، واتخاذ قرار بحلها سيدخل الوزارة في دائرة شائكة وغير مجدية من التحديات والإجراءات اللوجستية؛ لذا فإن التساؤل الذي يطرح نفسه مجدداً: لماذا تبدأ الوزارة من الصفر، بينما الخيار الاستراتيجي المستدام هو دعم المناشط والمبادرات الثقافية القائمة ووضع الأطر التنظيمية لها وتوجيهها ورعايتها؟

عبدالعزيز خوجة: الميزانية أعاقتني عن تطويرها

من جهته، أكد وزير الثقافة والإعلام السابق الدكتور عبدالعزيز خوجة لـ«عكاظ» أن تطوير الأندية الأدبية كان هاجسه، إلا أن الميزانيات اللازمة لم تتوفر، ما أعاق تحويلها إلى مراكز ثقافية، ولفت إلى أن وزارة الثقافة مهتمة بها، ولديها أفكار جديدة، لتطويرها لتضطلع بدور جديد، وقال خوجة في اتصال هاتفي: كان عندي رؤية لتحويلها لبيوت ثقافية، أو مراكز تضم كل الآداب والفنون لتكون واجهة ثقافية لكل منطقة، إلا أن الميزانيات

(ما كانت تشجع) على أي تطوير للثقافة -بحسب وصفه- مشيراً إلى أنه أوّل من دعا لفصل الثقافة عن الإعلام. مضيفاً: إن الأندية الأدبية أدت دورها بصورة جيدة ولم تقصر، إلا أن الزمن تغيّر ولا بد لها أن تتغيّر، وتسابق الزمن في استيعاب المتغيرات، لتجاوز الرتابة والاتجاه للتجديد، موضحاً أن الإمكانات اليوم كبيرة والثقافة ستعزز دور الأندية بصورة أكثر فعالية. مستعيداً ما أُنجز زمن توزيره، من اللوائح، والانتخابات، وإشراك المرأة.

رئيس أدبي الباحة: ستُصان في عهد سلماناستبعد رئيس أدبي الباحة الشاعر حسن الزهراني تعرّض الأندية الأدبية (ذاكرة الوطن) الأدبية والثقافية ومعلم الثقافة في العالم العربي للانهيار، مؤكداً أنها ستُصان في عهد قائد الثقافة والعلم والأدب سلمان بن عبدالعزيز وحامل لواء رؤية الوطن الثقافية والتنوير محمد بن سلمان، كونهما يدركان أهمية الأندية الأدبية، محلياً وعربياً، وأضاف: «عشمنا في وزير ثقافتنا لا حدود له، وأملنا في رموز مجلس الشورى كبير فهم في الأصل أدباء ومثقفون، وكثير منهم أسهم في نجاح نشاطات الأندية ويقع على عاتقهم حماية هذا المكتسب الوطني العظيم، ولن ننسى دفاع كثير منهم عن الأندية والإصرار على بقائها مع تطوير أدائها، وأعدهم صوتاً للوطن والمواطن لدى القيادة والجهات المعنية، وأرى أن تحويل هذا الكنز الوطني إلى جهة أخرى أو ذهابه خسارة وطنية فادحة لا تعوض». رئيس أدبي الأحساء:

فليذهب الرؤساء غير المرغوب بهمأوضح رئيس أدبي الأحساء الدكتور ظافر الشهري أن عدداً من الأندية تأسست بأمر ملكي، وأبدى تعجبه من الهجمة على الأندية، وقال: إذا كان رؤساء الأندية غير مرغوب فيهم، فيؤتى بغيرهم ليستمر أداء المؤسسات كونها للمجتمع وليست لأشخاص. ولفت إلى صعوبة شطب تاريخ الأندية التي طبعت أكثر من 30 ألف كتاب، وعمر بعضها يقارب 50 عاماً، وتمتلك مقرات ومباني نموذجية.