كتاب ومقالات

التوجيه والإرشاد المهني عن طريق الموجه الطلابي

سعاد سفير الشهري

يقدم التوجيه والإرشاد المهني المعلومات والنصائح من الموجه للطالب، ومشاركة خبراته معه فيما يتعلق بالتخصص أو المهنة، وكيفية الإعداد لهما والالتحاق بهما من خلال عمليتي التوجيه والاختيار؛ لتنمية النضج لديه في الجانبين الأكاديمي والمهني. إذ يساعد على تعزيز صورة الذات لدى الطالب، ومدى ملاءمتها للعالم الواقعي؛ كخلفية تكفل له مستوى جيد من الصحة النفسية. ويساعده أيضاً، أن تكوّن لديه صورة ذات مهنية تتناسب مع صورة ذاته الواقعية.

ومن هنا تأتي أهمية دور الموجه الطلابي في عمليتي التوجيه والاختيار، في حين يكون دوره في عملية الاختيار، وضع الطالب المناسب في المكان المناسب بناءً على المعلومات التي بين يديه. وفي ضوء ذلك، يجب عليه مراعاة أهداف التوجيه المهني من جميع الجوانب المختلفة، التي تشمل الطالب وسوق العمل. والعمل تحت مظلة أسسه القائم عليها بذاته كركائز أساسية لا يستقيم إلا بها. وأن يحرص أثناء جمع المعلومات أن تكون على صعيدي الطالب وسوق العمل.

وعلى الجانب الآخر، ينبغي على الطالب أن يعلم بأن الخط الفاصل بين عمليتي التوجيه والاختيار، يكمن في مسؤوليته الكاملة في اتخاذ القرار سواء كان أكاديميًا أو مهنيًا في عملية التوجيه، بينما تكون المسؤولية الكاملة في اتخاذ القرار في عملية الاختيار، للجهة المتقدم إليها لدراسة تخصص معين، أو لطلب الحصول على وظيفة شاغرة لديهم. أيضًا، ينبغي أن ينقب عن ذاته للكشف عن مواطن الضعف والقوة بها؛ حتى يسهل عليه عملية اتخاذ القرار. وأن يبقى على اطلاع دائم على المهن الناشئة، والتغيير المستمر لبعضها واندثار البعض منها، والعمل على التأهيل الذاتي المتجدد. كذلك، يحرص على مراعاة استيفاء متطلبات الوظائف الشاغرة التي يود الالتحاق بها؛ حتى تزيد فرص قبوله. وليضع ذلك في الحسبان، أن وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ليس بمعنى أنه غير مرن ولا يمكنه أن يكون في مكان آخر. فالشخص الناجح هو من يجعل المهنة ناجحة وليس العكس.