كتاب ومقالات

لن أقتل نفسي إذا وجدت من يبتسم لي اليوم

مي خالد

يبدو البشر في عصرنا المادي كما لو كانوا تروسا صغيرة في ماكينة الاستهلاك، لذا لا يبدو غريبا أن الانتحار ينمو ليقترب في السنوات القليلة الماضية إلى تعداد مليون شخص في السنة.

أصبح الانتحار هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا على مستوى العالم.

في الهند وحدها وخلال ثلاثة أعوام فقط، أي بين عامي 2012 و2015 انتحر أكثر من عشرة آلاف مزارع.

يعتقد المحللون الهنود وترى صحافة بلادهم أن عدم قدرتهم على بيع محاصيلهم وسداد ديونهم كانت السبب الرئيس في تفاقم أعداد المنتحرين بين المزارعين. وإذا وسعنا نطاق الدائرة نستطيع أن نقول إن ضعف المحصول سببه الجفاف والفيضانات، فهي لذا أحد أسباب الانتحار، إلى جانب الموقع الجغرافي، حيث تسجل أعلى معدلات الانتحار في الشمال، حيث درجات الحرارة المنخفضة والبرد.

وارتفع معدل الوفيات بشكل كبير في روسيا بعد الأزمة الاقتصادية في عام 1998، حيث انخفض متوسط العمر المتوقع إلى 58 عامًا بين الرجال و71 عامًا بين النساء بحلول عام 2001. وتشير التقديرات إلى وفاة أكثر من مليونين ونصف بالغ روسي في منتصف العمر بين عامي 1992 -2001.

عندما نتحدث عن الانتحار يجب أن نذكر أصحاب الأرواح الطيبة الذين يحمون الآخرين ويدعمونهم، والذين يعملون في مجالات الحفاظ على الصحة أو الذين ينشئون أسرًا ومجتمعات دافئة متحدة. مثل هذه البيئات الأسرية هي شبكات أمان.

أما أكثر رسالة انتحار أثرت بي فكتبها مجهول:

«أنا لن أقتل نفسي. ما دام هناك شخص ما يبتسم لي اليوم».

لذا ابتسم لشخص ما اليوم، فقد تحدث ابتسامتك فرقًا كبيرًا. وربما تنقذ حياته..