أخبار

«كريسماس» أوروبا.. يتلاشى

وزير الصحة: كل شخص في ألمانيا إما يتطعم أو يتعافى.. أو يموت!

وزير الصحة الألماني: الناس لا يريدون فهم فداحة الوضع. (وكالات)

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

سيكون موسم آخر العام، الذي يشمل عيد الميلاد والاحتفال برأس السنة الجديدة، موسم شقاء آخر في معظم أنحاء العالم، خصوصاً في أوروبا والولايات المتحدة. فقد زاد فايروس كورونا الجديد تسارع تفشيه، إلى درجة أن عدد إصاباته الجديدة بلغ (الإثنين) 713050 إصابة، رافقتها 7356 وفاة إضافية. وبذلك ارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم أمس (الثلاثاء) إلى 258.48، ومعه ارتفع عدد وفيات العالم منذ بدء نازلة كورونا إلى 5.18 مليون وفاة. وليست ثمة دولة لم تشكُ أمس من تفاقم أزمتها الصحية. فقد سجلت الولايات المتحدة (الإثنين) 157580 إصابة جديدة، رافقتها 1092 وفاة إضافية. وسجلت بريطانيا (الإثنين) 44917 حالة جديدة. وانضمت سلوفاكيا أمس إلى قائمة الدول الأوروبية التي أعلنت نيتها إغلاق البلاد ثلاثة أسابيع، لكبح تسارع التفشي الفايروسي. وفيما أكد البيت الأبيض الأمريكي الليل قبل الماضي أن لا نية للإغلاق، ولا فرض قيود تمس النشاط الاقتصادي، قالت وزارة الصحة الأمريكية إن الإصابات تتزايد في 15 ولاية أمريكية. وأضافت أن كثيراً من تلك الولايات توشك على استنفاد طاقات وحدات العناية المكثفة في مشافيها. وقال عدد كبير من الأمريكيين في استطلاعات أمس إنهم لا يعرفون ماذا يجب عليهم أن يفعلوا للاحتفال بأعياد الشكر التي تقترب. وأعلنت فرنسا أمس أن رئيس الوزراء جان كاستكس أصيب بالفايروس، بعد عودته إلى باريس من زيارة قام بها لبلجيكا. وقالت السلطات الصحية الفرنسية إنها رصدت 5266 حالة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، وهو العدد الأكبر منذ نحو ثلاثة أشهر. وجاء أقوى تحذير في العالم الليل قبل الماضي من وزير الصحة الألماني يانس سبان الذي قال: «من المحتمل بحلول نهاية الشتاء سيكون كل شخص في ألمانيا إما تم تطعيمه، أو تعافى من الإصابة، أو مات!». وأعلنت بريطانيا أمس أنها سجلت 44917 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية. وكشفت صحيفة «الغارديان» (الثلاثاء) أن حكومة بوريس جونسون ألغت فجأة خطة أعدتها في وقت سابق تسمح لثلاث عائلات بالاختلاط مدة خمسة أيام في إنجلترا أثناء موسم نهاية السنة. وأضافت الصحيفة أن علماء الحكومة البريطانية نصحوا الأسر البريطانية بأن تكون معايدتهم بعضهم بعضاً من خلال تطبيق «زوم». وقالوا إذا أرادت هذه الأسر لقاء على مائدة أو نحو ذلك فليتم على أرصفة الطرقات، وليس داخل البيوت! وقال أستاذ الصحة العامة في جامعة بريستول البروفيسور غابرييل سكاللي: «لا معنى للاحتفال بعيد ميلاد سعيد ليتم دفن المشاركين فيه في يناير أو فبراير». وفرضت اليونان تدابير وقائية متشددة، في مسعى لكبح تفشي الفايروس، الذي زاد وفياتها إلى ضعف المعدل السائد في بلدان الاتحاد الأوروبي.

ورفض وزير الصحة الألماني سبان أمس استبعاد فرض الإغلاق. وارتفع متوسط الإصابات إلى درجة مفزعة في أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، إذ بلغ أمس (الثلاثاء) 400 إصابة من بين كل 100 ألف شخص. والحال أشد سوءاً في مقاطعات ألمانية بعينها. فقد ارتفع معدل الإصابة بمقاطعة سكسونيا إلى نحو 650 إصابة من كل 100 ألف شخص. وارتفع المعدل إلى نحو 1000 شخص من كل 100 ألف من سكان مقاطعة بافاريا. وقال الوزير سبان إن المستشفيات في بعض المقاطعات لم تعد قادرة على استيعاب مزيد من المرضى. وكانت المستشارة أنجيلا ميركل قالت الليل قبل الماضي إن تسارع التفشي الوبائي في بلادها «أسوأ من أي شيء شهدناه في أي مكان آخر». وأضافت أنها تعتقد أن كثيرين من الألمان لا يريدون أن يفهموا مدى فداحة الوضع؛ في إشارة إلى أن نحو 30% من السكان الذين يرفضون الخضوع للقاحات كوفيد-19. وقال الوزير سبان إن ألمانيا ستصل إلى «مناعة القطيع». لكنه تساءل: هل سيتم ذلك من خلال الإصابة أم من خلال التطعيم؟ ورد بالقول: نحن نفضل أن يكون ذلك من خلال التلقيح. وقالت جمعية أطباء العناية المكثفة الألمانية إن عدداً من المستشفيات تستعد لنقل مرضى إلى مرافق علاجية أخرى، بسبب الضغوط الكثيفة على قدراتها الاستيعابية.

وأشارت «نيويورك تايمز» أمس (الثلاثاء) إلى أن أكثر من 30 ولاية أمريكية تشهد ارتفاعاً في عدد الإصابات الجديدة؛ وإلى أن عدد الحالات الجديدة في أمريكا أضحى لا يقل عن 90 ألفاً يومياً. وقال أستاذ مكافحة الأمراض المعدية الأمريكي المعروف البروفيسور مايكل أوسترهولم إن الفايروس تحدى كل التنبؤات، ولا يزال يتحداها. ولا يعرف كثير من الأمريكيين ما إذا كان سيتعين عليهم إلغاء استعداداتهم للاحتفال بأعياد الشكر نهاية الشهر الجاري. ووصفت بلومبيرغ الارتفاع الحالي في عدد الإصابات في أمريكا بأنه بالسوء نفسه الذي كان عليه في نوفمبر 2020. وأضافت أن المصابين في 15 ولاية يشغلون أسرّة وحدات العناية المكثفة، خصوصاً في ولايتي كولورادو وميشيغان. وزادت أنه على رغم توافر كميات كبيرة من لقاحات كوفيد-19؛ فإن سلالة دلتا المتحورة وراثياً تظهر قدرة مخيفة على اصطياد الأشخاص غير المطعّمين، ما حدا بعدد كبير من الولايات الأمريكية إلى إعادة فرض القيود الوقائية. وأشارت بلومبيرغ إلى تكهنات الرئيس السابق لشركة ميكروسوفت بيل غايتس الأسبوع الماضي بأن تؤدي اللقاحات، والأدوية الفموية الجديدة، ومناعة القطيع إلى تحويل كوفيد-19 إلى مرض موسمي أشبه بالإنفلونزا بحلول منتصف العام 2022. واستبعد منسق عمليات التلقيح في البيت الأبيض جيف زيانتس الليل قبل الماضي أن تلجأ أمريكا إلى الإغلاق، أسوة بما تشهده بلدان الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن التطعيم، والجرع التنشيطية، والأدوية الجديدة ستؤدي إلى تسريع نهاية الوباء العالمي.

مرضى «العناية» معظمهم غير مطعمين!

قال مخترع لقاح أسترازينيكا البروفيسور سير جوناثان بولارد أمس إن «الرعب» المتمثل في منظر المرضى غير القادرين على التنفس في وحدات العناية المكثفة في مستشفيات بريطانيا يمكن تلخيصه في عبارة موجزة: هؤلاء جميعاً ممن رفضوا الخضوع للتطعيم بلقاحات كوفيد-19. وأضاف العالم البارز بجامعة أكسفورد أنه على رغم تسارع عدوى سلالة دلتا المتحورة وراثياً، لتصيب عشرات الآلاف يومياً؛ إلا أن من تم تحصينهم باللقاحات إصاباتهم لا تتجاوز الطفيفة إلى المتوسطة. وقال- في مقال نشرته صحيفة «الغارديان» أمس- إنه يمكن القول بوجه عام إن كوفيد-19 لم يعد مرضاً يصاب به الأشخاص المطعّمون، لأن اللقاحات تمنع مضاعفاته الخطيرة، عدا استثناءات ضئيلة. وعلى صعيد آخر؛ ذكرت نتائج دراسة أجراها علماء الجامعة الإمبريالية في لندن أمس أن السلالة المتفرعة من سلالة دلتا، التي تعرف علمياً بـ A.Y.4.2، ليس من المحتمل أن تسبب بأعراض ظاهرة. لكن الدراسة رجحت أن هذه السلالة الفرعية ستصبح المهيمنة على المشهد الصحي في بريطانيا خلال الأشهر القادمة. وأشارت الدراسة إلى أن تحليلاً لأكثر من 100 ألف مسحة فحص أظهر أن هذه السلالة الفرعية شكلت ما يمثل إلى 12% من الإصابات خلال الفترة من 19 أكتوبر الماضي إلى 5 نوفمبر الجاري. وذكرت أن نحو ثلثي المصابين بهذه السلالة الفرعية أبلغوا عن شعورهم بأعراض كوفيد-19، كفقدان حاستي الشم والذوق، أو الشعور بالحمّى، أو السعال المتواصل. وتقول أرقام وكالة الأمن الصحي البريطانية إن الإصابات بهذه السلالة الفرعية تنمو بما يراوح بين 1% و2% أسبوعياً. وكان العلماء تكهنوا في أوقات سابقة بأن يتحول كوفيد-19 بمرور الزمن إلى مرض مُعدٍ أشبه بالإنفلونزا، سيواصل تفشيه، لكنه لن يتسبب في وفيات أو تدهور حالات المصابين به.