مواسم الاعتذار للحياة
السبت / 23 / ربيع الثاني / 1443 هـ الاحد 28 نوفمبر 2021 00:00
حمود أبو طالب
كنت تحت سيطرة دهشة بالغة ونشوة عظيمة وأنا أدلف بوابة بوليفارد الرياض؛ لأنه حقق فعلاً شعار موسم الرياض «تخيل أكثر»، إذ لم يكن خيالي يتوقع ما شاهدته، لا سيما أن كل تلك المرافق تم إنشاؤها وتجهيزها في وقت قياسي، وهذا في حد ذاته أكبر تحدٍّ كبير للخيال. كنت ذاهباً لمشاهدة عرض «رحلة الست»، وهذا أيضاً أكبر من الخيال، فمن يتصور أنه بعد أن كان صوت أم كلثوم محظوراً سماعه في الأماكن العامة، ها هي الآن تحضر بتأريخها وملاحمها الغنائية وتفاصيل رحلة حياتها في عرض مسرحي باهر في الرياض اكتملت فيه كل عناصر الإبداع.
كان مساء الرياض منعشاً بنسائمه اللطيفة، وضجيج الفرح واضح على كل الوجوه في تلك المساحة الكبيرة التي تحولت إلى كرنفال صاخب بالبهجة، الحقيقة أن الرياض كلها كانت صاخبة ذلك المساء، لكنه صخب جميل، منظم، ومنضبط، يخلو من الإسفاف والابتذال. كان بجانبي في عرض رحلة الست شيخ كبير ورفيقة عمره، يا الله كم وددت لو باستطاعتي استئذانه لتصويره وهو يتمايل طرباً مع دور من الأدوار التي كانت أم كلثوم تغنيها في بداية مشوارها العظيم، كيف تحققت لهذا الشيخ فرصة البهجة في وطنه، هنا أيضاً يتحقق بجلاء شعار الموسم: تخيل أكثر. بل تخيل أكثر وأكثر.
حدثني أحد المشرفين في البوليفارد عن دورة العمل، والمردود الاقتصادي، وانضباط الشباب والشابات العاملين على مدار الساعة، وعن العدد الضخم الذي يتزايد يومياً من المرتادين لذلك المكان، مع ملاحظة أن هناك مواقع أخرى غير البوليفارد تكتظ بالمرتادين من كل مناطق المملكة، ومن خارجها، فتأكد لي أن رحلة البهجة والفرح قد انطلقت بشكل غير قابل للتراجع في كل أرجاء الوطن، وهذا مطلب إنساني وحق لكل نفس بشرية.
لا أدري لماذا خامرني شعور بأننا ونحن نضج بالبهجة الآن كأننا نعتذر للحياة مما فعلناه بها في زمن مضى.
كان مساء الرياض منعشاً بنسائمه اللطيفة، وضجيج الفرح واضح على كل الوجوه في تلك المساحة الكبيرة التي تحولت إلى كرنفال صاخب بالبهجة، الحقيقة أن الرياض كلها كانت صاخبة ذلك المساء، لكنه صخب جميل، منظم، ومنضبط، يخلو من الإسفاف والابتذال. كان بجانبي في عرض رحلة الست شيخ كبير ورفيقة عمره، يا الله كم وددت لو باستطاعتي استئذانه لتصويره وهو يتمايل طرباً مع دور من الأدوار التي كانت أم كلثوم تغنيها في بداية مشوارها العظيم، كيف تحققت لهذا الشيخ فرصة البهجة في وطنه، هنا أيضاً يتحقق بجلاء شعار الموسم: تخيل أكثر. بل تخيل أكثر وأكثر.
حدثني أحد المشرفين في البوليفارد عن دورة العمل، والمردود الاقتصادي، وانضباط الشباب والشابات العاملين على مدار الساعة، وعن العدد الضخم الذي يتزايد يومياً من المرتادين لذلك المكان، مع ملاحظة أن هناك مواقع أخرى غير البوليفارد تكتظ بالمرتادين من كل مناطق المملكة، ومن خارجها، فتأكد لي أن رحلة البهجة والفرح قد انطلقت بشكل غير قابل للتراجع في كل أرجاء الوطن، وهذا مطلب إنساني وحق لكل نفس بشرية.
لا أدري لماذا خامرني شعور بأننا ونحن نضج بالبهجة الآن كأننا نعتذر للحياة مما فعلناه بها في زمن مضى.