كتاب ومقالات

نحروك يا أهلي !

لربما

مصطفى الفقيه

مصطفى الفقيه

‏ بالأمس القريب ومساء الجمعة المنصرمة تحديدا خذل لاعبو الأهلي أنصارهم ومجانينهم الذين زحفوا إلى مدرجات استاد الرمز الأهلاوي الكبير بظهور باهت وأجساد متهالكة وانكسار معيب وأشباح تتلكأ أجادوا في زيادة الإحباط وقهر الجماهير خلال شوطي مباراة النصر الماضية ولن أزيد.

أجزم ويتفق معي الكثير من العشاق الشرفاء أنه لن ينصلح حال الأهلي ويعود المارد الأخضر إلا بتسريح ولفظ أسماء بعينها خارج أسوار النادي، لكونها لم تعد مجدية وليست حريصة على سمعة وتاريخ كيان شامخ يعتلي الهامات والقامات ويطال عنان السماء كان في يوم ما صديقا لمنصات ورفيق الذهب باكتساحه للبطولات.

‏أجزم ولايخالفني الكثر أن هذا العملاق الساكن وحيدا في شارع التحلية تمرد عليه وتنصل منه أبناؤه وأي جحود وعقوق فعلوه.

‏فقد جعلتم الكيان أضحوكة وسخرية، ووضعتم مفرخة النجوم وصناديد الملاعب والأسود الأشاوس في منزلة لا تليق، والضحية في كل الأحوال إهدار سمعة هامة بحجم الأهلي وتقزيم تاريخ بقامة معشوق الملايين وزج به إلى قاع لا يمكن أن يصعد منه إلا بهمم الرجال ووقفة الأوفياء وتكاتف الشرفاء والعشاق الحقيقيين فقط ؟

‏الآن وبعد أن اتضحت الصورة كاملة حيال الأهلي وقيمة عناصره الأجنبية ومستوى الفريق وأين وصل بعد الجولات الثالثة عشرة بات من الضروري ولحفظ ماء الوجه أن يتم البدء من اللحظة وبتكاتف الجميع تغيير جلد الفريق في الميركاتو الشتوي بأربعة لاعبين محترفين سوبر ستار في مراكز المحور الدفاعي وصانع لعب متمكن وجناح أيمن مراوغ وسريع ومهاجم شاب وقوي وهداف حقيقي بدلا من فليب، نداو، النقاز، وباولينهو؛ ليضمن مقعدا آسيويا للموسم المقبل لاسيما والفرص مواتية لتحقيق بطولة كأس الملك والجلوس مع المتعنت هاسي لتغيير قناعاته ونهجه التكتيكي والتشكيل العناصري بما يتواءم ويتناغم ويتناسب خلال المباريات المتبقية إلى أن يغادر غير مأسوف عليه، ومتى ما توحدت القلوب وتعاضدت الأيادي وتقاربت الرغبات وحددت الأهداف للظفر بتحقيق المنجزات سيعود الأهلي وستعود معه جودة الحياة وسر سعادتها.

‏نعود ونكرر كل ذلك يمكن له أن يتحقق متى ما تآلفت النفوس واتفق الأهلاويون جميعا على نسيان ما حدث من تعثرات وما فات مات وليبدأوا بفتح صفحة جديدة لرد الوفاء للكيان وإرضاء جماهيره وعشاقه الذين مافتئوا عن مساندة الفريق والذهاب معه أينما حل وارتحل. ولعل المجانين يثبتون يوما بعد آخر -وبرغم كل الظروف التي عاشها ويعيشها فريقهم- أنهم العلامة المميزة خلف فريقهم محليا وخليجيا وإقليميا، وأنهم مع الكيان عند الانكسار قبل الانتصار، وأنهم السند الحقيقي للاعبين ونجوم الفريق وسيظلون يصدحون في المدرجات دوما ويرددون وعبر الزمان سنمضي معا.

ترنيمة:

خطاك الشر يا أهلي عسى في عداك كل ما جاك

سلامة جرحك وربي يعظّم في المصاب أجرك!