الطريق البري بين السعودية وعمان.. منفذ للسياح وقاصدي الحرمين.. وداعم للحركة التجارية
بمجموع أطوال بلغ 564 كلم.. وتكاليف تجاوزت 1,9 مليار ريال
الأربعاء / 04 / جمادى الأولى / 1443 هـ الأربعاء 08 ديسمبر 2021 14:56
«عكاظ» (جدة)
يأتي افتتاح الطريق البري بين السعودية وسلطنة عمان خطوة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، حيث سيسهم في تعزيز حركة التبادل التجاري بين البلدين وتنقل السياح، إضافة إلى تسهيل وصول ضيوف الرحمن إلى المشاعر المقدسة. ويعد المنفذ الحدودي البري بين السعودية وعمان الوحيد بين البلدين.
ونفذت وزارة النقل والخدمات اللوجستية مشروع (طريق بطحاء / شيبة / أم الزمول) الرابط بين الدولتين في منطقة الربع الخالي، بمجموع أطوال بلغ 564 كيلومترا من تقاطع البطحاء حرض حتى منفذ الربع الخالي، وبمجموع تكاليف وصل إلى 1,907,570,000 ريال، حيث يعد المشروع أعجوبة هندسية نفذتها وزارة النقل والخدمات اللوجستية؛ نظراً لصعوبة التضاريس والظروف المناخية.
وبلغت ساعات العمل على المشروع أكثر من 1,300,000 ساعة عمل، بينما بلغ عدد المعدات المستخدمة 750 معدة ثقيلة تلائم جغرافية الصحراء الواقعة في الربع الخالي، كما بلغت كمية الرمال المزاحة 150 مليون متر مكعب، ومواد الحماية الرمال 12 مليون متر مكعب، وطبقات الإسفلت مليون متر مكعب. فيما زُوِّد الطريق بجميع وسائل السلامة المرورية، بإنارة الجزء الأخير بطول 30 كيلومتراً لتسهيل حركة مستخدمي الطريق.
ونفذت الوزارة المشروع على مرحلتين، حيث كانت المرحلة الأولى من تقاطع طريق حرض – البطحاء بطول 319 كيلومترا، وتبدأ من نقطة تبعد نحو 25 كيلومترا من منفذ البطحاء ويصل حتى حقل شيبة، فيما كانت المرحلة الثانية من حقل شيبة حتى منفذ الربع الخالي على الحدود العمانية بمجموع أطوال يبلغ 246 كيلومترا.
وحرصت الوزارة على توفير جميع أدوات السلامة المرورية على الطريق، حيث وضعت الدهانات الأرضية بكمية بلغت نحو 12 مليون متر مربع، إضافةً إلى وضع عواكس الطريق «عيون القطط» بـ140 ألف وحدة، وتوفير الرؤية الليلية المناسبة للمسافرين، والإشارات التحذيرية والإرشادية على طول الطريق، إلى جانب زيادة عوامل السلامة لعابري الطريق، كما وفرت المواقف الجانبية للشاحنات والسيارات على جانبَي الطريق، ليكون الدخول للمواقف والخروج منها سليماً وآمناً، مع توفير 8 مواقف جانبية، بحيث تكون المسافة بينها 25 كيلومترا على الجانبين الأيمن والأيسر من الطريق.
ويعد مشروع الطريق المؤدي على المنفذ الحدودي بين السعودية وسلطنة عمان الشقيقة، من المشاريع الإستراتيجية والحيوية المهمة بين البلدين، التي ستسهم في تعزيز التعاون والشراكة في عدد من القطاعات التنموية والاقتصادية، التي ستعود بالنفع على السعودية والسلطنة. كما سيكون لمذكرة التفاهم التي وُقَّعت أخيراً بين وزارة النقل والخدمات اللوجستية السعودية ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العمانية في نوفمبر الماضي الأثر الكبير في رفع كفاءة تشغيل الطريق واستدامته، إضافةً إلى تعزيز مستويات السلامة عليه وفقاً لأعلى المعايير الدولية.
يذكر أن وزارة النقل والخدمات اللوجستية بإتمامها تنفيذ مشروع الطريق الرابط بين المملكة وسلطنة عمان الشقيقة تكون قد استكملت حلقات الربط المباشر للسعودية مع كل دول مجلس التعاون الخليجي بطرق برية على مستوى عالٍ من الجودة والأمان، كما سيسهم هذا المنفذ في تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي تهدف إلى ترسيخ مكانة المملكة بوصفها مركزاً لوجستياً عالمياً والوصول بالمملكة إلى أن تكون ضمن أفضل 10 دول عالمياً في مؤشر الأداء اللوجستي، كما سيسهم المشروع في تحسين الربط المحلي والإقليمي والدولي لشبكات التجارة والنقل، إضافةً إلى إسهامه في تمكين تحقيق أهداف عدد من القطاعات الوطنية، مثل: قطاع الحج والعمرة وقطاع السياحة، وذلك بتسهيل حركة المسافرين، ومن المتوقع أن يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي بلغ أكثر من 10 مليارات ريال في عام 2020.