الفن الهندي
الخميس / 06 / جمادى الأولى / 1443 هـ الجمعة 10 ديسمبر 2021 00:06
أسامة يماني
الهند دولة غنية بمواردها وفنونها وثقافاتها وتاريخها وعلومها وفلسفتها. والحضارة الهندية من أقدم الحضارات في العالم، وهي ثقافة متطورة للغاية. وتاريخ الحضارة الهندية موغل بالقدم والدول والأحداث والأسر التي حكمت الهند. وما يميز الحضارة الهندية استمرارها في حين «انتهت الحضارة السومرية في 2006 ق.م، وانتهت الحضارة المصرية في 322 ق.م، وانتهت الحضارة الآشورية في 611 ق.م، والحضارة البابلية في 539 ق.م، والحضارة الفارسية في 638 ق.م، والحضارة الرومانية في 476م» وغيرها من حضارات ومازالت الحضارة الهندية زاخرة بإرث حضاري كبير وثقيل، بكلّ تنوعاته الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأدبية والفنية والعلمية والمادية والتقنية والنفسية والأخلاقية.
ويرى الباحث خزعل الماجدي «إن ما يلفت النظر في الحضارة الهندية هو تميّزها في الجوانب العلمية والدينية في آن واحد، وثراؤها المهول في الجوانب الفنية والثقافية. فالعلماء الهنود برعوا براعة استثنائية في الرياضيات بشكل خاص، وقدّموا في الطب براعة نادرة لا نجدها في تراثات الشعوب الأخرى. وكانت أهراماتهم المعرفية في الدين مثار إعجاب لا حدود له، وخصوصاً في العقائد الدينية التي كان لهم الفضل في وضعها مدوّنة، إذ لم توضع العقائد والأفكار الدينية في أية حضارة علمية كما وضِعت في الهند واضحة وصريحة».
ويقول الدكتور ثروت عكاشة في كتابه فنون الشرق الأقصى (الفن الهندي): «الفن الهندي موضوع متشعب تصعب الإحاطة به كاملا، بل يكاد يستحيل الإلمام بكل آثاره وإيفائها حقها من البحث المتأني العميق، فبلاد الهند على اتساعها موشاة بل مرصعة بما لا حصر له من الآثار والأطلال. ولما كانت دراسة أثر ما من زاوية واحدة فحسب هي دراسة منقوصة، لذا وجب استكمالها بالكشف عن الزمن الذي وجد فيه الأثر الفني والربط بينهما تاريخياً، وكذا الإلمام بآداب العصر القديم والعصر الوسيط، وفحص النقوش المدونة على جدران المعابد والعملات والنقود المختلفة على مر العصور التي تروي لنا التتابع التاريخي للأسرات الحاكمة وعقائدهم وتطلعاتهم ومثلهم العليا».
إن مصطلح «الهندومانيا» (Indomania)، الذي يعني «الهوس بالهنديات وبكلّ ما يتعلق بتأريخ وتراث الهند من قِبل المستشرقين أو الأجانب بشكل عام، وحتى من قِبل الهنود أنفسهم. وهو يناظر مصطلح الهندوفيليا الذي يعني الحبّ المفرط لكل ما هو هندي، وخصوصاً ما حصل في الغرب منذ القرن التاسع عشر في ألمانيا، بحيث جرى زرع الجذور التأريخية المشتركة في التاريخ المعاصر للثقافة والتعليم في ألمانيا». يظهر مدى أثر هذه الحضارة وفنونها.
الحضارة الهندية القديمة وضعت وجعلت الفلسفة أساس تطور العقيدة البوذية في آسيا، أو في نهضة الشعر والموسيقى والدراما التي بلغ بها الشاعر «كاليداسه» ذروتها في مسرحية «شاكونتله». وقد وصلت العلوم المنتشرة في الهند إلى العرب قديماً، وذلك عن طريق ترجمة الكتب الهندية إلى العربية، واشتهرت بلاد الهند قبل عصر الإسلام بأنها بلد الفلسفة والعلوم، وأقر الجاحظ بتقدمهم في علم الفلك والحساب والطب، يقول المؤرخ اليعقوبي «والهند أصحاب حكمة ونظر». وكتاب كليلة ودمنة الذي ألّفه الحكيم الهندي «بيدبا» لملك الهند «دبشليم»، من الكتب التي له أثر على الأدب العربي والعالمي.
وفي بداية العصر العباسي استعان الخليفة أبو جعفر المنصور بأحد الأطباء الهنود لمداواته من مرضه، «وفي عهد الخليفة هارون الرشيد نشطت حركة الترجمة للعربية من باقي اللغات، وذلك امتداداً لبيت الحكمة الذي شيّده الرشيد، وفي هذه الفترة جاء إلى العاصمة العباسية الطبيب الهندي «منكه» بقصد معالجة الخليفة، وكان منكه على قدر عالٍ من العلم في الطب والفلسفة والفلك، مكث الطبيب الهندي في بغداد، واستطاع تنظيم العمل في المستشفيات وفي الوقت ذاته درّب بعض أهل المدينة على الطب وعلومه».
الهنود شعب عظيم متعدد الأعراق برعوا في الرياضيات قديماً وحديثاً والتقنية في عصرنا الحالي. وشبه القارة الهندية غنية بشعبها وحضارتها وثقافاتها ومواردها وتنوعها والوانها.
ويرى الباحث خزعل الماجدي «إن ما يلفت النظر في الحضارة الهندية هو تميّزها في الجوانب العلمية والدينية في آن واحد، وثراؤها المهول في الجوانب الفنية والثقافية. فالعلماء الهنود برعوا براعة استثنائية في الرياضيات بشكل خاص، وقدّموا في الطب براعة نادرة لا نجدها في تراثات الشعوب الأخرى. وكانت أهراماتهم المعرفية في الدين مثار إعجاب لا حدود له، وخصوصاً في العقائد الدينية التي كان لهم الفضل في وضعها مدوّنة، إذ لم توضع العقائد والأفكار الدينية في أية حضارة علمية كما وضِعت في الهند واضحة وصريحة».
ويقول الدكتور ثروت عكاشة في كتابه فنون الشرق الأقصى (الفن الهندي): «الفن الهندي موضوع متشعب تصعب الإحاطة به كاملا، بل يكاد يستحيل الإلمام بكل آثاره وإيفائها حقها من البحث المتأني العميق، فبلاد الهند على اتساعها موشاة بل مرصعة بما لا حصر له من الآثار والأطلال. ولما كانت دراسة أثر ما من زاوية واحدة فحسب هي دراسة منقوصة، لذا وجب استكمالها بالكشف عن الزمن الذي وجد فيه الأثر الفني والربط بينهما تاريخياً، وكذا الإلمام بآداب العصر القديم والعصر الوسيط، وفحص النقوش المدونة على جدران المعابد والعملات والنقود المختلفة على مر العصور التي تروي لنا التتابع التاريخي للأسرات الحاكمة وعقائدهم وتطلعاتهم ومثلهم العليا».
إن مصطلح «الهندومانيا» (Indomania)، الذي يعني «الهوس بالهنديات وبكلّ ما يتعلق بتأريخ وتراث الهند من قِبل المستشرقين أو الأجانب بشكل عام، وحتى من قِبل الهنود أنفسهم. وهو يناظر مصطلح الهندوفيليا الذي يعني الحبّ المفرط لكل ما هو هندي، وخصوصاً ما حصل في الغرب منذ القرن التاسع عشر في ألمانيا، بحيث جرى زرع الجذور التأريخية المشتركة في التاريخ المعاصر للثقافة والتعليم في ألمانيا». يظهر مدى أثر هذه الحضارة وفنونها.
الحضارة الهندية القديمة وضعت وجعلت الفلسفة أساس تطور العقيدة البوذية في آسيا، أو في نهضة الشعر والموسيقى والدراما التي بلغ بها الشاعر «كاليداسه» ذروتها في مسرحية «شاكونتله». وقد وصلت العلوم المنتشرة في الهند إلى العرب قديماً، وذلك عن طريق ترجمة الكتب الهندية إلى العربية، واشتهرت بلاد الهند قبل عصر الإسلام بأنها بلد الفلسفة والعلوم، وأقر الجاحظ بتقدمهم في علم الفلك والحساب والطب، يقول المؤرخ اليعقوبي «والهند أصحاب حكمة ونظر». وكتاب كليلة ودمنة الذي ألّفه الحكيم الهندي «بيدبا» لملك الهند «دبشليم»، من الكتب التي له أثر على الأدب العربي والعالمي.
وفي بداية العصر العباسي استعان الخليفة أبو جعفر المنصور بأحد الأطباء الهنود لمداواته من مرضه، «وفي عهد الخليفة هارون الرشيد نشطت حركة الترجمة للعربية من باقي اللغات، وذلك امتداداً لبيت الحكمة الذي شيّده الرشيد، وفي هذه الفترة جاء إلى العاصمة العباسية الطبيب الهندي «منكه» بقصد معالجة الخليفة، وكان منكه على قدر عالٍ من العلم في الطب والفلسفة والفلك، مكث الطبيب الهندي في بغداد، واستطاع تنظيم العمل في المستشفيات وفي الوقت ذاته درّب بعض أهل المدينة على الطب وعلومه».
الهنود شعب عظيم متعدد الأعراق برعوا في الرياضيات قديماً وحديثاً والتقنية في عصرنا الحالي. وشبه القارة الهندية غنية بشعبها وحضارتها وثقافاتها ومواردها وتنوعها والوانها.