هم الإخوان وليست «السلفية»
السبت / 08 / جمادى الأولى / 1443 هـ الاحد 12 ديسمبر 2021 00:04
وفاء الرشيد
يدور دائماً نقاش بين المثقفين العرب على أن السعودية هي مصدر التشدد والفكر المنغلق المتعصب! ليتم الحديث عن الدعوة الوهابية باعتبارها مصدرا للجمود والتكفير والعنف، وأنها منبع الجماعات المتطرفة من القاعدة إلى داعش وطالبان.
القليل من المثقفين العرب في هذا السياق يتحدث عن أصل التطرف تاريخياً وكيف بدأ بجماعات مثل الخوارج وبالأخص الأزارقة منهم الذين أدانوا جميع المسلمين الآخرين بالمرتدين وكفروهم، والقليل الأكثر منهم يناقش (قبل أن يفتي) ما هو التعريف الأكاديمي «للإسلام الأصولي»؟ وكيف أنه لا يعرف بالأصولي إلا إذا كان معاديا للحكومة الشرعية! ولا يمكن أن يكون أصوليا وهو مسير من الحكومات أو تابع لكياناتها.
من عاش التجربة التي عاشتها المملكة السعودية في الخمسين السنة السابقة، يدرك مدى العراك الفكري والأيديولوجي الذي عاشته هذه البلاد لمقاومة ما تمت محاولة فرضه علينا من فكر، وأنا كاتبتكم كنت ممن يقاومون التنميط والتسطيح وقتها، حتى عبرنا إلى أرض السلام.
في يوم من الأيام حارب الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة الحديثة، كل مظاهر الغلو والتطرف، ولم يتردد في مواجهة الجماعات المتشددة التي أرادت كبح حركة التطور والتحديث، وما لا يعرفه الكثيرون هو أن إصلاحية محمد عبدالوهاب يجب أن تفهم في سياقها التاريخي من حيث إنها دعوة أرادت محاربة الخرافة والجمود، وفتح باب الاجتهاد والتجديد، على غرار الكثير من الدعوات الإصلاحية التي عرفها العالم الإسلامي في تلك الفترة مثل السنوسية في ليبيا، والمهدية في السودان، والشوكانية في اليمن.
ولقد أثرت دعوة محمد بن عبدالوهاب في عموم العالم الإسلامي من العراق إلى المغرب، ولذا اعتبر المفكر الكبير محمد عابد الجابري أنها تعادل في التأثير الإسلامي الثورة الفرنسية في أوروبا ولا يزال إلى اليوم الكثير من المثقفين في الهلال الخصيب وبلاد المغرب يسمون الأفكار الإصلاحية بالسلفية.
الحقيقة الأهم سادتي، هي أن السلفية نفسها لم تكن المشكلة، بل هو الفكر الإخواني الذي دخل المملكة بقوة في الستينيات والسبعينيات، دخل على سجاد أحمر أصبح مسيطرا بعده على الإعلام والتعليم والثقافة، فأضاع على بلادنا ومن أعمارنا زمنا ثميناً لن يعود علمنا الدرس بأقسى صورة.
الفكر الإخواني هو الذي حول السلفية من دعوة إصلاحية اجتماعية إلى أيديولوجيا تكفيرية عنيفة تنبذ المجتمع وترفع السلاح على الدولة، ومما لا بد من إبرازه هو أن ملوك الدولة لم يشجعوا على هذا الخط بقدر ما أنه كان من يخترق الصفوف بيننا ليزرع الفتن.. فجاءت الفتنة الجهيمانية في السبعينيات وأيديولوجية ولاية الفقيه الحاكمة في إيران، لنقف ضد الإرهاب والعنف والغلو، وإلا لما وصلنا إلى أرض نيوم والقدية وكاوست والفورمولا ون.
السعودية استقبلت العديد من الزعامات والوجوه الإخوانية لأسباب إنسانية بحتة، استشعرت منذ بداية التسعينيات خطر هذه الأفكار الوافدة، ذلك ما عبر عنه وزير الداخلية المغفور له الأمير نايف بن عبدالعزيز، في مقابلة شهيرة بين فيها جحود الإخوان ونكرانهم للجميل واصطفافهم مع الأعداء، ومن لم يفكك الأحداث ويعشها فليرجع للتاريخ أو يقف خارجه.
أنا هنا لا أمحو ما مررنا به من ظروف وأبرر أيا من الاختراقات التي عشناها، ولكني فقط أنبش بموضوع يستفز (البعض) لأفرش على السطح معطيات وأحداث يتجاهلها ولا يجهلها الكثير من (البعض) والمثقفين.. العرب لشيء في أنفسهم، متغافلون أن السعودية هي من أكثر الدول التي عانت من هذا التيار الذي جاء بآثار مدمرة على أجيال تم إنقاذ الكثير منها من فكر تخريبي مدمر.
إن الطفرة الإصلاحية الكبرى التي تعيشها المملكة اليوم هي التعبير العميق عن قدرة المشروع الاجتماعي والحضاري السعودي على التجدد وفق حركة التاريخ ومستجدات العصر ومتطلبات المجتمع.. وفي ذلك ما يكفي للرد على من اختاروا الصمت لترويج الافتراءات على هذا الشعب.
القليل من المثقفين العرب في هذا السياق يتحدث عن أصل التطرف تاريخياً وكيف بدأ بجماعات مثل الخوارج وبالأخص الأزارقة منهم الذين أدانوا جميع المسلمين الآخرين بالمرتدين وكفروهم، والقليل الأكثر منهم يناقش (قبل أن يفتي) ما هو التعريف الأكاديمي «للإسلام الأصولي»؟ وكيف أنه لا يعرف بالأصولي إلا إذا كان معاديا للحكومة الشرعية! ولا يمكن أن يكون أصوليا وهو مسير من الحكومات أو تابع لكياناتها.
من عاش التجربة التي عاشتها المملكة السعودية في الخمسين السنة السابقة، يدرك مدى العراك الفكري والأيديولوجي الذي عاشته هذه البلاد لمقاومة ما تمت محاولة فرضه علينا من فكر، وأنا كاتبتكم كنت ممن يقاومون التنميط والتسطيح وقتها، حتى عبرنا إلى أرض السلام.
في يوم من الأيام حارب الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة الحديثة، كل مظاهر الغلو والتطرف، ولم يتردد في مواجهة الجماعات المتشددة التي أرادت كبح حركة التطور والتحديث، وما لا يعرفه الكثيرون هو أن إصلاحية محمد عبدالوهاب يجب أن تفهم في سياقها التاريخي من حيث إنها دعوة أرادت محاربة الخرافة والجمود، وفتح باب الاجتهاد والتجديد، على غرار الكثير من الدعوات الإصلاحية التي عرفها العالم الإسلامي في تلك الفترة مثل السنوسية في ليبيا، والمهدية في السودان، والشوكانية في اليمن.
ولقد أثرت دعوة محمد بن عبدالوهاب في عموم العالم الإسلامي من العراق إلى المغرب، ولذا اعتبر المفكر الكبير محمد عابد الجابري أنها تعادل في التأثير الإسلامي الثورة الفرنسية في أوروبا ولا يزال إلى اليوم الكثير من المثقفين في الهلال الخصيب وبلاد المغرب يسمون الأفكار الإصلاحية بالسلفية.
الحقيقة الأهم سادتي، هي أن السلفية نفسها لم تكن المشكلة، بل هو الفكر الإخواني الذي دخل المملكة بقوة في الستينيات والسبعينيات، دخل على سجاد أحمر أصبح مسيطرا بعده على الإعلام والتعليم والثقافة، فأضاع على بلادنا ومن أعمارنا زمنا ثميناً لن يعود علمنا الدرس بأقسى صورة.
الفكر الإخواني هو الذي حول السلفية من دعوة إصلاحية اجتماعية إلى أيديولوجيا تكفيرية عنيفة تنبذ المجتمع وترفع السلاح على الدولة، ومما لا بد من إبرازه هو أن ملوك الدولة لم يشجعوا على هذا الخط بقدر ما أنه كان من يخترق الصفوف بيننا ليزرع الفتن.. فجاءت الفتنة الجهيمانية في السبعينيات وأيديولوجية ولاية الفقيه الحاكمة في إيران، لنقف ضد الإرهاب والعنف والغلو، وإلا لما وصلنا إلى أرض نيوم والقدية وكاوست والفورمولا ون.
السعودية استقبلت العديد من الزعامات والوجوه الإخوانية لأسباب إنسانية بحتة، استشعرت منذ بداية التسعينيات خطر هذه الأفكار الوافدة، ذلك ما عبر عنه وزير الداخلية المغفور له الأمير نايف بن عبدالعزيز، في مقابلة شهيرة بين فيها جحود الإخوان ونكرانهم للجميل واصطفافهم مع الأعداء، ومن لم يفكك الأحداث ويعشها فليرجع للتاريخ أو يقف خارجه.
أنا هنا لا أمحو ما مررنا به من ظروف وأبرر أيا من الاختراقات التي عشناها، ولكني فقط أنبش بموضوع يستفز (البعض) لأفرش على السطح معطيات وأحداث يتجاهلها ولا يجهلها الكثير من (البعض) والمثقفين.. العرب لشيء في أنفسهم، متغافلون أن السعودية هي من أكثر الدول التي عانت من هذا التيار الذي جاء بآثار مدمرة على أجيال تم إنقاذ الكثير منها من فكر تخريبي مدمر.
إن الطفرة الإصلاحية الكبرى التي تعيشها المملكة اليوم هي التعبير العميق عن قدرة المشروع الاجتماعي والحضاري السعودي على التجدد وفق حركة التاريخ ومستجدات العصر ومتطلبات المجتمع.. وفي ذلك ما يكفي للرد على من اختاروا الصمت لترويج الافتراءات على هذا الشعب.