آثار السعودية ستعيد كتابة تاريخ الإنسان
الأحد / 22 / جمادى الأولى / 1443 هـ الاحد 26 ديسمبر 2021 22:46
سعد الصويان
يتركز البحث الأثري في منطقة الشرق الأوسط حتى الآن على وادي النيل ومنطقة الهلال الخصيب، كما نالت بلاد اليمن والبحرين قسطا لا بأس به من البحوث الأثرية. لكن وسط الجزيرة العربية ظل حتى الآن مُهَمّشا، عدا بعض الجهود المتواضعة -لكنها تبقى مشكورة- من الرحالة والمغامرين المحليين وبعض الجهود الإعلامية وعلى رأسها برنامج على خطى العرب، البرنامج الوثائقي الذي لبّى حاجة ماسة لتوعيتنا ولفت أنظارنا إلى عظمة التاريخ السحيق الموغل في القدم لبلادنا. ولا نغمط اليوتيربرز حقهم في التعريف بجواهر بلادنا الجيولوجية والأركيولوجية، فاليوتيوب مليء بالمعلومات الثرية والمثيرة عن العجائب الأثرية في جزيرة العرب. ما تم نشره حديثا من مواد إعلامية ويوتيوبية ومن مقاطع مصورة تتحدث عن تاريخ الجزيرة العربية أمر مذهل في عمقه الزمني وفي ثرائه الحضاري. نحن الآن نعيش حالة الدهشة والانبهار، إلا أني لا أشك أن دراسة هذه الشواهد الأثرية دراسة معمقة بعد أن يكتمل جمعها سوف تضطرنا لإعادة كتابة تاريخ البشرية وإعادة موضعة حضارات الجزيرة العربية بالنسبة لحضارات نهر النيل ووادي الرافدين وبلاد اليمن.
التضاريس والتشكيلات الطبيعية والطبوغرافية المبهرة التي تفوق تشكيلاتها الخيال وما نجد عليها من رسوم وكتابات صخرية تشكل مجالا خصبا للبحث والدراسة في تاريخ هذه الأرض، وكذلك المتعة السياحية. ومن المهم تحديد تاريخ هذه الخطوط والرسومات والخربشات والأشكال التي تعود إلى عصور موغلة في القدم والتي هي عبارة عن متاحف مفتوحة تعد الأكبر والأقدم من نوعها والأكثر متعة في العالم. كميات المنشآت الحجرية والمذيلات والمدافن والنقوش والكتابات والرسومات المحفورة على صخور الجزيرة العربية ربما تعادل في حجمها ما هو موجود في الشرق الأدنى قاطبة. أنا هنا أتحدث فقط عما تم اكتشافه حتى الآن من قِبل رحالة وهواة وبرامج إعلامية وجهود آركيولوجية محلية متواضعة. ومما يلوح في الأفق يبدو أن المستقبل يبشر بجهود تنقيب مكثفة على المستوى الرسمي، خصوصا بعد تشكيل الهيئة الملكية لتطوير محافظة العلا، لاسيما أن التحفظات الأيديولوجية التي كانت تحول دون تكثيف التنقيب قد تم التعامل معها وتحييدها.
ما يلفت الانتباه في آثار الجزيرة العربية هو كثافتها وتنوعها وضخامتها ومستوى الإتقان في تنفيذها. تشييد مثل هذه الآثار الضخمة الفخمة يتطلب وقتا وجهدا ووفرة في الغذاء وسلطة مركزية ثرية لديها قوة ضاربة تمكنها من تسخير البشر وكثافة ديموغرافية، بحيث يتسنى تفريغ نسبة لا بأس بها من السكان لإشادة مثل ما نشاهده من آثار شاخصة بأحجام مهولة وتصاميم معقدة في تشييدها وزخرفتها.
ولقد بذل قسم الآثار في جامعة الملك سعود جهوداً مشكورة في التنقيب في عدة مناطق أهمها الفاو والعلا، لكن المهمة ضخمة، ضحمة جداً وتحتاج إلى تكاتف دولي وخبرات متنوعة وعمل مكثف لا ينقطع وأيدٍ عاملة وميزانيات معتبرة؛ نظرا للمسافات الجغرافية الشاسعة والتضاريس الوعرة والعمق التاريخي الموغل في القدم وعدد الممالك والحضارات التي تعاقبت على هذه الأرض. المملكة العربية السعودية بلاد شاسعة جدا وكمية وتنوع ما تحتويه من نقوش وآثار عبر العصور أمر يفوق الخيال. فبالإضافة إلى الخبرة المحلية، نحتاج إلى تعاون دولي والاستعانة بخبرات عالمية للنهوض بهذه المهمة النبيلة. ويا حبذا لو يُعقد مؤتمر سنوي عالمي في المملكة يجتمع فيه الخبراء والمهتمون، عرب وأجانب، لتقديم البحوث وتبادل الآراء والخبرات والمكتشفات في ما يخص آثار الجزيرة العربية. وأي جهد بشري أو كلفة مادية تبذل في هذا الصدد ستكون لها مردودات مادية وتاريخية ومعنوية فوق ما نتصور. لو تزامن هذا مع ما تشهده بلادنا من انفتاح على العالم الآخر فهذا كفيل بأن يرفع رؤوسنا ويرفع من شأن المملكة إلى مقامات عُلى في مصاف الأمم والشعوب المتحضرة، والمثل يقول: اللي ما له ماضي ما له حاضر.
ولطالما راودتني فكرة مقترحات كنت أود طرحها على وزارة الثقافة ربما يكون هذا محلّها. أقترح تأسيس جمعية لأصحاب المتاحف الشخصية وجمعية أخرى للرحالة السعوديين، جمعية تجمع شمل الرحالة والمهتمين بتراث المملكة وتوحد جهودهم وتنسق في ما بينهم وترصد كل ما توصلوا إليه جميعا حتى الآن من مواقع ومن معلومات لتشكل نواة تنطلق منها أبحاثاً آثارية أكاديمية لكشف ما تخبئه أرض الجزيرة من كنوز وأسرار. وينبغي تقنين نشاطات هؤلاء الرحالة والإشراف عليها حتى لا تتحول إلى حركات عبثية مدمّرة. كما ينبغي رفدهم ماليا لمساعدتهم في أداء مهمتهم، وهذه ليست مسؤولية الدولة فقط وإنما مسؤولية الأثرياء والمؤسسات المالية في البلد.
ونظراً لمساحة المملكة الشاسعة ووعورة الطرق الصحراوية علينا أن نبدأ التفكير جدياً بالسياحة الجوية على البالونات الطائرة أو طائرات الهيلكوبتر منخفضة الارتفاع وبطيئة الحركة، مما يسمح للسائح الذي لا يستطيع الإقامة بالمملكة أكثر من بضعة أيام أن يتمكن من رؤية أكبر قدر ممكن من معالم المملكة الآثارية وتضاريسها المدهشة والمنشآت الحجرية التي تضاهي منشآت Stone Henge في بريطانيا والتكوينات الجيولوجية التي تفوق في روعتها ودهشتها موقع Grand Canyon في ولاية أريزونا في الولايات المتحدة.
التضاريس والتشكيلات الطبيعية والطبوغرافية المبهرة التي تفوق تشكيلاتها الخيال وما نجد عليها من رسوم وكتابات صخرية تشكل مجالا خصبا للبحث والدراسة في تاريخ هذه الأرض، وكذلك المتعة السياحية. ومن المهم تحديد تاريخ هذه الخطوط والرسومات والخربشات والأشكال التي تعود إلى عصور موغلة في القدم والتي هي عبارة عن متاحف مفتوحة تعد الأكبر والأقدم من نوعها والأكثر متعة في العالم. كميات المنشآت الحجرية والمذيلات والمدافن والنقوش والكتابات والرسومات المحفورة على صخور الجزيرة العربية ربما تعادل في حجمها ما هو موجود في الشرق الأدنى قاطبة. أنا هنا أتحدث فقط عما تم اكتشافه حتى الآن من قِبل رحالة وهواة وبرامج إعلامية وجهود آركيولوجية محلية متواضعة. ومما يلوح في الأفق يبدو أن المستقبل يبشر بجهود تنقيب مكثفة على المستوى الرسمي، خصوصا بعد تشكيل الهيئة الملكية لتطوير محافظة العلا، لاسيما أن التحفظات الأيديولوجية التي كانت تحول دون تكثيف التنقيب قد تم التعامل معها وتحييدها.
ما يلفت الانتباه في آثار الجزيرة العربية هو كثافتها وتنوعها وضخامتها ومستوى الإتقان في تنفيذها. تشييد مثل هذه الآثار الضخمة الفخمة يتطلب وقتا وجهدا ووفرة في الغذاء وسلطة مركزية ثرية لديها قوة ضاربة تمكنها من تسخير البشر وكثافة ديموغرافية، بحيث يتسنى تفريغ نسبة لا بأس بها من السكان لإشادة مثل ما نشاهده من آثار شاخصة بأحجام مهولة وتصاميم معقدة في تشييدها وزخرفتها.
ولقد بذل قسم الآثار في جامعة الملك سعود جهوداً مشكورة في التنقيب في عدة مناطق أهمها الفاو والعلا، لكن المهمة ضخمة، ضحمة جداً وتحتاج إلى تكاتف دولي وخبرات متنوعة وعمل مكثف لا ينقطع وأيدٍ عاملة وميزانيات معتبرة؛ نظرا للمسافات الجغرافية الشاسعة والتضاريس الوعرة والعمق التاريخي الموغل في القدم وعدد الممالك والحضارات التي تعاقبت على هذه الأرض. المملكة العربية السعودية بلاد شاسعة جدا وكمية وتنوع ما تحتويه من نقوش وآثار عبر العصور أمر يفوق الخيال. فبالإضافة إلى الخبرة المحلية، نحتاج إلى تعاون دولي والاستعانة بخبرات عالمية للنهوض بهذه المهمة النبيلة. ويا حبذا لو يُعقد مؤتمر سنوي عالمي في المملكة يجتمع فيه الخبراء والمهتمون، عرب وأجانب، لتقديم البحوث وتبادل الآراء والخبرات والمكتشفات في ما يخص آثار الجزيرة العربية. وأي جهد بشري أو كلفة مادية تبذل في هذا الصدد ستكون لها مردودات مادية وتاريخية ومعنوية فوق ما نتصور. لو تزامن هذا مع ما تشهده بلادنا من انفتاح على العالم الآخر فهذا كفيل بأن يرفع رؤوسنا ويرفع من شأن المملكة إلى مقامات عُلى في مصاف الأمم والشعوب المتحضرة، والمثل يقول: اللي ما له ماضي ما له حاضر.
ولطالما راودتني فكرة مقترحات كنت أود طرحها على وزارة الثقافة ربما يكون هذا محلّها. أقترح تأسيس جمعية لأصحاب المتاحف الشخصية وجمعية أخرى للرحالة السعوديين، جمعية تجمع شمل الرحالة والمهتمين بتراث المملكة وتوحد جهودهم وتنسق في ما بينهم وترصد كل ما توصلوا إليه جميعا حتى الآن من مواقع ومن معلومات لتشكل نواة تنطلق منها أبحاثاً آثارية أكاديمية لكشف ما تخبئه أرض الجزيرة من كنوز وأسرار. وينبغي تقنين نشاطات هؤلاء الرحالة والإشراف عليها حتى لا تتحول إلى حركات عبثية مدمّرة. كما ينبغي رفدهم ماليا لمساعدتهم في أداء مهمتهم، وهذه ليست مسؤولية الدولة فقط وإنما مسؤولية الأثرياء والمؤسسات المالية في البلد.
ونظراً لمساحة المملكة الشاسعة ووعورة الطرق الصحراوية علينا أن نبدأ التفكير جدياً بالسياحة الجوية على البالونات الطائرة أو طائرات الهيلكوبتر منخفضة الارتفاع وبطيئة الحركة، مما يسمح للسائح الذي لا يستطيع الإقامة بالمملكة أكثر من بضعة أيام أن يتمكن من رؤية أكبر قدر ممكن من معالم المملكة الآثارية وتضاريسها المدهشة والمنشآت الحجرية التي تضاهي منشآت Stone Henge في بريطانيا والتكوينات الجيولوجية التي تفوق في روعتها ودهشتها موقع Grand Canyon في ولاية أريزونا في الولايات المتحدة.