أخبار

2.000.000 حالة يومياً.. من ينافس كورونا ؟

8.27 مليون إصابة في أسبوع فقط.. منها 2.49 مليون حالة في أمريكا

«فحص السيارة»... في ميامي بولاية فلوريدا أمس الأول. (وكالات)

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

سنة جديدة وأرقام مفزعة. أوميكرون متحورةٌ بلا قلب! فقد واصلت وشمس 2021 توشك على الغروب هجمتها الشرسة على أرجاء العالم؛ بذات القدرة «المليونية» على التفشي. فقد سجلت دول المعمورة في 29 ديسمبر 2021 أكثر من 1.73 مليون إصابة جديدة، رافقتها 6354 وفاة جديدة. وقفزت أوميكرون بإصاباتها في 30 ديسمبر 2021 إلى مليوني إصابة جديدة، رافقتها 6123 وفاة إضافية. أما في اليوم الأخير من السنة المنصرمة، حققت أوميكرون 1.69 مليون إصابة جديدة، مرفوقة بـ6001 وفاة إضافية. وهكذا ما حل صباح الأول من يناير 2022 إلا وارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم منذ اندلاع نازلة كورونا إلى 288.56 مليون إصابة. وارتفع بالتوازي مع ذلك عدد وفيات العالم منذ بدء النازلة إلى 5.45 مليون وفاة. وهكذا فإن الأسبوع الماضي شهد وحده 8.27 مليون حالة جديدة عالمياً. كما شهد 41766 وفاة إضافية حول العالم. وكانت الولايات المتحدة، وكندا وغالبية دول أوروبا الغربية الأشد نكبة بهجمة أوميكرون الراهنة. وتشمل الدول الأوروبية المتضررة بريطانيا، وقبرص، والدنمارك، واليونان، وآيسلندا، وآيرلندا، وإيطاليا، ومالطا، وإسبانيا، وسويسرا، وفرنسا التي تجاوز عدد حالاتها اليومية 200 ألف إصابة جديدة.

وبالطبع فإن الولايات المتحدة وبريطانيا كان لهما النصيب الموجع من هذه النازلة. فقد استمر التفشي في أمريكا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من السنة 2021 بمعدل نصف مليون إصابة يومياً. 512500 حالة جديدة في 29 ديسمبر (رافقتها 1207 وفيات إضافية)، بعد يوم واحد من تسجيل 512533 إصابة جديدة، و647067 إصابة جديدة و1221 وفاة إضافية في 30 ديسمبر. و497151 إصابة و1242 وفاة إضافية في 31 ديسمبر 2021. وسجلت أمريكا 2.49 مليون إصابة جديدة خلال الأسبوع المنصرم، متجاوزة بذلك الرقم القياسي السابق الذي شهد تسجيلها 1.7 مليون حالة جديدة خلال الفترة 3 - 6 يناير 2021. غير أن أمريكا تَعَزّت بالحقيقة المتمثلة في أن هذا الجحيم الوبائي لم يرافقه جحيم مماثل في عدد الوفيات الجديدة، الذي ظل بحدود 1400 وفاة، ما أثار أملاً كبيراً في أن أوميكرون لن تكون وحشاً مُهلكاً، كما هي حال سلالة دلتا المتحورة وراثياً. وعلاوة على ذلك لا تزال الولايات المتحدة تعاني من الفوضى التي اجتاحت مطاراتها، بسبب اضطرار شركات الطيران إلى إلغاء أكثر من ألف رحلة (1198 رحلة) عشية رأس السنة الجديدة. ونجم ذلك عن تغيب مزيد من موظفي الشركات، جراء الإصابة، أو العزل نتيجة مخالطة مصاب. وغدا مشهداً مألوفاً في المدن الأمريكية أن ترى الطوابير المتلويّة، بانتظار الفحص للكشف عن الإصابة بأوميكرون. ومن الأرقام القياسية الأمريكية إعلان حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشل الليل قبل الماضي أنه تأكدت إصابة 76500 شخص في مبنى امباير ستيت الخميس. وسبقه بيوم واحد تسجيل 67 ألف إصابة جديدة في المنطقة نفسها. وقالت هوشل إن عدد المنومين في مشافي نيويورك بلغ 3925 شخصاً، توفي منهم 80 شخصاً أمس الأول. وذكرت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أمس أن 15 ولاية أعلنت أرقاماً قياسية من الحالات الجديدة، تشمل واشنطن وواشنطن دي سثي. وأبلغت ولاية فلوريدا وحدها عن تسجيل 77848 إصابة جديدة الخميس، بحسب صحيفة «ميامي هيرالد».

أما في المملكة المتحدة؛ فقد ارتفع عدد الحالات الجديدة في 30 ديسمبر إلى 189846 إصابة جديدة. كما قفز عدد المصابين المنومين في المشافي بنسبة 65%. وقررت حكومة بوريس جونسون تخصيص مليار جنيه استرليني لشراء كميات كافية من العقار الذي أنتجته شركة فايزر الدوائية الأمريكية لمعالجة كوفيد في المنزل، دون حاجة إلى تنويم بالمستشفى. وحض خبراء صحيون وعلماء رئيس الوزراء المحافظ جونسون بالمسارعة إلى فرض تدابير وقائية أكثر تشدداً، لئلا تنهار الخدمة الصحية الوطنية. فقد أعلنت الخدمة الصحية أمس أن عدد كوادرها قيد العزل الصحي في اليوم التالي لعيد الميلاد (26 ديسمبر) بلغ 25 ألفاً، وهو ضعف ما كان عليه الوضع قبل أسبوعين. وذكر مسؤولو الخدمة الصحية أن عدد الأطباء والممرضين المتغيبين عن العمل تضاعف خلال الأسبوعين اللذين سبقا عيد الميلاد إلى نحو 28 ألفاً. وعلى رغم إعراض جونسون عن اللجوء إلى تدابير مشددة؛ فإن ارتفاع عدد الحالات الجديدة، وامتلاء المشافي بالمرضى المنومين كثفا الضغوط عليه لاتخاذ قرار قبل فوات الأوان. فقد تعدى عدد المنومين في العاصمة لندن أمس الأول 400 شخص في اليوم. وهو العدد الذي تقول الحكومة إنه سيضطرها إلى التدخل إذا تم تجاوزه. وأشار المكتب الوطني للإحصاءات في لندن أمس إلى أن أكثر من مليوني بريطاني أصيبوا بكوفيد في إنجلترا قبيل حلول عيد الميلاد.

وجبة الطائرة.. بعد الهبوط !

لم يكتفِ فايروس كورونا الجديد بما صنعه لصناعة السفر الجوي منذ اندلاع نازلته قبل سنتين. فقد ضرب أخيراً وجبة الطعام التي دأبت شركات الطيران على تقديمها لركابها في الجو. وأعلنت شركة الطيران النيوزيلندية أمس أنها لن تقدم أية وجبة لركابها إلا بعد هبوط الطائرة، ونزول الركاب منها! وذكرت، في بيان، أنها تريد بهذا الإجراء ضمان ارتداء المسافرين قناع الوجه (الكمامة) طوال وقت الرحلة في الجو. وأضافت أنها ستسلم كل مسافر عند خروجه من باب الطائرة وجبة خفيفة ليستمتعوا بأكلها عند وصولهم إلى منازلهم أو فنادقهم. وقالت مسؤولة خدمات العملاء والمبيعات في الشركة لين غيرغاثي، في البيان، إن هذه الإجراءات نجمت عن توقعات بظهور سلالة أوميكرون في المجتمع النيوزيلندي. وزادت أن ارتداء قناع الوجه (الكمامة) هو أحد الوسائل الرئيسية للحد من تفشي تلك السلالة.