رياضة

الرياضيون لـ «عكاظ»: الأسباب كثيرة.. وهذا الحل

لماذا تعاني مدرجات «المحالة» من العزوف الجماهيري؟

صالح أبو نخاع

خالد آل مريّح (أبها) Abowajan@

تعاني مدرجات ملعب استاد مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية بالمحالة في أبها، من العزوف الجماهيري والمُلاحظ بشكل كبير في معظم مباريات ناديي أبها وضمك، التي تُقام أمام أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وكذلك الحال خلال ديربي عسير الذي يجمع الفريقين. «عكاظ»، تسأل: لماذا هذا العزوف الجماهيري المستمر؟ وترصد الأسباب من مهتمين بالشأن الرياضي في عسير.

معاناة الجماهير

أوضح رئيس نادي ضمك صالح أبو نخاع، أن من ضمن أسباب العزوف الجماهيري في مدرجات ملعب استاد مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية بالمحالة، مواقف السيارات حيث تستغرق الجماهير وقتاً طويلاً، يصل إلى الساعتين تقريباً ما بين البحث عن مواقف لإيقاف سياراتهم، والجلوس في المدرجات، حيث يُفترض أن تكون مواقف السيارات في جميع الجهات المجاورة للمدينة الرياضية لكي تستطيع الجماهير اختصار الوقت، وتحضر قبل بداية المباريات بربع ساعة إلى ثلث ساعة تقريباً، وكذلك يُفترض أن تُفتح البوابة الرئيسية للجماهير، ثم يتم توزيعهم على مدرجات الملعب، حسب الدرجة المختارة لكل مشجع، فيما شبكة الانترنت تكاد تكون معدومة علاوة على الكافيهات إضافة إلى عدم نظافة المدرجات، بينما يُلاحظ أن هناك عددا كبيرا من المنظمين أمام البوابة الرئيسية وهذا الأمر يؤدي إلى تعقيد وزحام المركبات والجمهور.

تدني مُستوى المنبر الإعلامي

وأكد المتابع للشأن المجتمعي في عسير بندر آل مفرح، أن أسباب عزوف الجماهير لحضور مباريات ناديي أبها وضمك، تعود إلى تدني مُستوى المنبر الإعلامي لكِلا الفريقين، وضعف التواصل مع المجتمع المحلي في مدينة أبها، ومحافظة خميس مشيط بوجه خاص، ووجود مُغردين يُسيئون لقيادات الناديين الحالية علناً في وسيلة التواصل الاجتماعي «تويتر»، وخاصة استهداف نادي أبها، رئيساً، وأعضاء، والجهازين الفني والرياضي بشكل غير مُبرر، وهذا العبث الرقمي، يُشوّه الرياضة، ويُعطي انطباعاً غير مقبول للغير، ما يوجب العقوبة لتوجيه البوصلة لوجهتها الصحيحة.

وقال، كانت الجماهير في التسعينات الهجرية، وما بعدها بقليل، تحضر بأرقام قياسية خاصة في موقع الصالة الشعبية المجاورة للنادي الأدبي بأبها، ومصدرهم لذلك هو عشق الرياضة، وتسويق منتجها في المناسبات والمدارس وكذلك الحال، لنادي ضمك. وأضاف: إنشاء رابطة للمُشجعين، بشكل مُنظّم واحترافي، سيحد من ظاهرة عدم الحضور، وتم إطلاق هذا المقترح في حفل تكريم نادي أبها من قبل مجموعة أبها عطاء ووفاء في منتصف عام 1441، بعد تميّز الإدارة السابقة بشكل راقٍ، جذب من خلاله انتباه المحللين والمتابعين. وقال: ادعو ناديي أبها وضمك إلى الانفتاح على المجتمع، واحترافية الإعلام في التسويق للناديين، بعبارات راقية، وغير تصادمية.

لا توجد حوافز كبيرة

وأشار المحاضر الآسيوي نائب المشرف العام على كرة القدم بنادي أبها سابقاً يحيى جابر، الى أن هناك عدة أسباب جوهرية تتسبب في عزوف الجماهير عن حضور مباريات أبها وضمك في دوري المحترفين، حيث لا توجد حلول إبداعية للناديين، ولا توجد توعية ودعاية وإعلان مستمر، ترتبط جميعها بحوافز كبيرة وكثيرة وهذا بسبب فقدان أنديتنا الرياضية ومع الأسف الشديد للمتخصصين في هذا الاتجاه.

وأضاف: سأعطيك مثالا كدافع لحضور الجماهير الآن في وقت شتاء وبرد قارس، فلو أن «أبها» و«ضمك»، أعلنا حضور لاعبين دوليين سابقين، كماجد عبدالله أو فهد الهريفي أو يوسف الثنيان أو سامي الجابر أو صالح النعيمة أو غيرهم من الممثلين أو المغنين المعروفين، ويقدمون أيضاً بين الشوطين، فقرة للجماهير، إضافة لـ2000 هدية واقعية، ستكون تلك الإجراءات محفزة وداعمة لحضور آلاف الجماهير. وقال: لن تعود الجماهير إلا بالحوافز والتوعية والإعلان القوي، والتنافس الفعّال حتى لو تكون هناك تصريحات إعلامية حماسية رياضية من الجماهير لصالح أنديتها، ويجب أن يهتم الإعلام الرسمي بذلك خصوصاً القنوات، والبرامج الرياضية التي تهمش الناديين عن قصد أو بجهل.

المشجع معزول عن برامج ناديه

وقال كاتب الرأي علي العكاسي: من الطبيعي أن يظل المشجع الرياضي في ناديي أبها وضمك مقتنعاً بالغياب الصريح عن المدرجات والتدريبات ما دام أنه ظل ولم يزل معزولا عن اهتمامات وبرامج ناديه، وحتى نتمكن فعلاً من عودة ضجيج العشاق والمحبين إلى المدرجات في الناديين وغيرهما من الأندية، فإن علينا أن نقتنع بتفعيل المجالس الجماهيرية داخل مقرات الأندية بالدعم المادي والمعنوي، وتفعيل لغة التواصل الإعلامي من خلال منصات النادي المختلفة، وعلينا أن نحفّز روابطها الجماهيرية، والعمل على فتح مقراتها لكل أطياف المجتمع حتى تستفيد من هذه المنشآت، وتتحرك المناشط المختلفة، والدورات الرياضية داخل مقراتها على اختلاف الألعاب، والدرجات والشراكة الحقيقية مع المدارس والجامعات في اكتشاف المواهب والنجوم، والاستفادة من الرواد والخبراء والنجوم المعتزلين.

وقال، إذا اقتنعنا بهذا التواصل المجتمعي في هذه الأندية وفي غيرها من الأندية، فإننا بلا شك سنزرع في الطريق الطويل قاعدة جماهيرية حقيقية تواكب الأفراح والأعراس وحتى الانتكاسات والأزمات التي تمر بها هذه الأندية. وأضاف، أن الانتماء للكيانات والمؤسسات والرياضة، علم وحضارة، ولن نستطيع صناعتها ونحن نمارس إقصاءها وستظل أبداً تمارس تحليقها خارج السرب. وقال: أعيدوا أصواتنا الجماهيرية لمدرجاتنا، بفتح النوافذ عليها والالتفاف حولها وتحقيق رغباتها والاستماع لها. وأضاف: الأبراج العاجية والمحسوبيات وإهدار المواهب والنابغين، وفي ظل توافر المقرات والمنشآت لن نتمكن من زرع الانتماءات في أرواحها وسيبقى الحصاد خالياً من الأثر والتأثير!

لم تتعدَّ منافساتهما الجغرافيا

وقال الإعلامي محمد آل ماطر، إن هناك أسبابا ربّما تكون تقليدية، تقف خلف عزوف الجماهير عن الحضور، منها بشكل أساسي البُعد الجغرافي لمدينة الأمير سلطان الرياضية بالمحالة، ولكن أعتقد أن هناك سببا رئيسيا، وهو ثقافة التشجيع لناديي أبها وضمك، فلا يمكن مقارنتها بالأندية الأخرى، وجماهيريتها التي بُنيت منذ سنوات طويلة، فالواقع يكشف لنا أن ناديي أبها وضمك لم تتعد منافساتهما الحدود الجغرافية للمنطقة منذ أعوام، حيث فقط بدأت تصدح وتسجل حضوراً رياضياً بعد صعودهما لدوري المحترفين قبل سنوات قليلة، وقريبة جداً، فقد ظل الناديان مجرد اسمين فقط، ولا يملكان مواقع مهيأة تمنح عشاقهما الحضور والمشاهدة والدعم، فأثر ذلك سلباً على الجماهيرية، وثقافة الدعم والحضور بالمدرجات.

وأضاف: ناديا أبها وضمك، سجلا خلال السنوات القليلة الماضية، حضوراً رياضياً، وأصبحت لهما مواقع رياضية، ودعم من المؤسسة الرياضة في الدولة، إضافة إلى دعم أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، بالحضور، والتحفيز، والمشاركة في المدرجات، فانتقلت الحالة للناديين من الهدوء والضعف، إلى المنافسة والوصول لدوري المحترفين، ومع الإصرار وزيادة التحدي، أصبحا ينافسان على الصدارة بوجود الفرق الكبيرة، فزادت أرقام الجماهير في الحضور والمشاركة، فالعلاقة طردية بين مكان الناديين في السابق، وعملهما في محيط جغرافي بسيط، إلى خروجهما ومنافسة الأندية الكبيرة، فزادات الجماهرية والحضور بالمدرجات، ومع الزمن واستمرار مستويات الناديين، حتماً ستزيد ثقافة العشق ومنها إلى الحضور الجماهيري الكبير.