مكة الوجه الآخر
الثلاثاء / 01 / جمادى الآخرة / 1443 هـ الثلاثاء 04 يناير 2022 23:51
مالك عبيد
لا توجد مدينة حول العالم تمتع بالمواصفات التي تتمتع بها مكة المكرمة من حيث الخصوصية والأهمية التاريخية. فالحج إليها هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وأداؤه واجب على كل مسلم بالغ مقتدر. وهذا ما يجعل العاصمة المقدسة مرتبطة بصلب العقيدة الإسلامية وكل من يدينون بها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. يتوافدون إليها بأعداد ضخمة ستصل إلى 30 مليون زائر وفقاً لما تطمح إليه رؤية 2030.. سواء جاء الزائر ليؤدي مناسكه لأيام معدودة أو لأكثر من ذلك، فإنه بحاجة إلى العديد من الخدمات الحيوية متحملاً تكاليف ذلك. الأمر الذي يجعل الحجاج والمعتمرين بذات الوقت عامل تأثير اقتصادي وثقافي واجتماعي مهم على المدينة بشكل خاص وعلى المملكة بشكل عام.
زرت العاصمة المقدسة خلال الأسابيع الماضية لمدة 4 أيام سائحاً ومعتمراً أشبه غيري ممن يحتاجون لخدمات يعد توفرها مطلباً مهماً في أية مدينة عالمية. ولم يكن بالأمر الصعب اكتشاف حجم الهوة بين سلوك القطاع الخاص هناك وبين ما تقوم به الدولة من مشاريع مبهرة تسابق من خلالها الزمن وسط تحديات كثيرة، أبرزها الأعداد الضخمة للحجاج والمعتمرين حتى خلال جائحة كورونا، ومواعيد أداء المناسك التي لا تتغير، وتأمين احتياجات ملايين الحجاج من أمن وسلامة وطبابة وسهولة حركة وتدفق بين المشاعر المقدسة بأوقات ضيقة. حيث تنتشر ورش العمل في كل مكان وتعمل على قدم وساق دون أن تتوقف المناسك أو تتأثر سلباً بذلك. وهذا ما يعد إنجازاً ونموذجاً حضارياً يحتذى به.
على الجهة الأخرى تغرد أغلب مؤسسات القطاع الخاص خارج دائرة طموح الدولة وخططها. بل وربما خارج أدنى إحساس بأهمية المدينة وحساسية وجود الأعداد الضخمة للزائرين. فوعي وثقافة أغلب تلك المؤسسات لا يتعدى إطار ربحيتهم المضمونة من خلال حاجة الزائرين الملحة للخدمات. وبالتالي فإن فكرة تطوير الخدمات والمنتجات بشكل يرتقي أو يليق بزوار هذه المدينة وبالدولة بشكل عام، باتت معدومة أو مسألة ثانوياً على أقل تقدير.
مبانٍ تحتل مواقع استراتيجية تفوق قيمتها مئات الملايين بواجهات يتخيل لك حين تراها أو تدخلها أنك تدخل عشوائيات في أحد بلدان العالم الثالث، لبشاعتها وسوء منظرها وانعدام نظافتها. هذا بالإضافة إلى أسواق ومتاجر ومطاعم ومقاهي تفتقد لمستوى الجودة المقبول بل ولا يتمتع أغلب عمالتها بحسن معاملة الزائر وتجنب استغلاله مادياً بغض النظر عن هويته أو مكانته غنياً كان أو فقيراً، جاهلاً أو متعلماً. مروراً بسيارات أجرة تفتقد لأبسط أنواع الأمن والسلامة والنظافة، لا يجد الزائر فيها خارطة سياحية تدله على أبرز المعالم التي توضح ثقافة البلد وأهله على أقل تقدير.. ناهيك عن سائقين يفتقدون للتعليم والخبرة والمعرفة اللازمة لأداء دورهم بشكل يليق، أمام أسعار خيالية غير ثابتة تفوق المستوى المنطقي والقانوني.
على مؤسسات القطاع الخاص وملاكها أن يدركوا دورهم كشريك في عملية التنمية. وأن تحسين ما يقدمونه من خدمات ومنتجات ليس خياراً شخصياً، بل هو واجب أخلاقي ووطني غير مكلف أمام ما يجنونه من أرباح. وأن سلوك بعضهم يعد مساهمة فعلية في تجسيد حالة من التشوه البصري والنفسي والثقافي، غير مبرر أمام أعين الزوار. فكل من يأتي هو سفير لوطنه ينقل ما شاهده إلى عائلته ومجتمعه، شفوياً أو من خلال جهازه الذكي مؤرخاً تجربته التي لا تتكرر بالضرورة سلبية كانت أو إيجابية.
العاصمة المقدسة حالة ثقافية فريدة من نوعها وتفاصيلها. تشكل الواجهة الإسلامية الأهم والأكثر قدرة على تكوين صورة ذهنية جيدة عن الإسلام وأهله وعن المملكة بشكل خاص أمام العالم بأقل التكاليف والكيفية والوقت.
زرت العاصمة المقدسة خلال الأسابيع الماضية لمدة 4 أيام سائحاً ومعتمراً أشبه غيري ممن يحتاجون لخدمات يعد توفرها مطلباً مهماً في أية مدينة عالمية. ولم يكن بالأمر الصعب اكتشاف حجم الهوة بين سلوك القطاع الخاص هناك وبين ما تقوم به الدولة من مشاريع مبهرة تسابق من خلالها الزمن وسط تحديات كثيرة، أبرزها الأعداد الضخمة للحجاج والمعتمرين حتى خلال جائحة كورونا، ومواعيد أداء المناسك التي لا تتغير، وتأمين احتياجات ملايين الحجاج من أمن وسلامة وطبابة وسهولة حركة وتدفق بين المشاعر المقدسة بأوقات ضيقة. حيث تنتشر ورش العمل في كل مكان وتعمل على قدم وساق دون أن تتوقف المناسك أو تتأثر سلباً بذلك. وهذا ما يعد إنجازاً ونموذجاً حضارياً يحتذى به.
على الجهة الأخرى تغرد أغلب مؤسسات القطاع الخاص خارج دائرة طموح الدولة وخططها. بل وربما خارج أدنى إحساس بأهمية المدينة وحساسية وجود الأعداد الضخمة للزائرين. فوعي وثقافة أغلب تلك المؤسسات لا يتعدى إطار ربحيتهم المضمونة من خلال حاجة الزائرين الملحة للخدمات. وبالتالي فإن فكرة تطوير الخدمات والمنتجات بشكل يرتقي أو يليق بزوار هذه المدينة وبالدولة بشكل عام، باتت معدومة أو مسألة ثانوياً على أقل تقدير.
مبانٍ تحتل مواقع استراتيجية تفوق قيمتها مئات الملايين بواجهات يتخيل لك حين تراها أو تدخلها أنك تدخل عشوائيات في أحد بلدان العالم الثالث، لبشاعتها وسوء منظرها وانعدام نظافتها. هذا بالإضافة إلى أسواق ومتاجر ومطاعم ومقاهي تفتقد لمستوى الجودة المقبول بل ولا يتمتع أغلب عمالتها بحسن معاملة الزائر وتجنب استغلاله مادياً بغض النظر عن هويته أو مكانته غنياً كان أو فقيراً، جاهلاً أو متعلماً. مروراً بسيارات أجرة تفتقد لأبسط أنواع الأمن والسلامة والنظافة، لا يجد الزائر فيها خارطة سياحية تدله على أبرز المعالم التي توضح ثقافة البلد وأهله على أقل تقدير.. ناهيك عن سائقين يفتقدون للتعليم والخبرة والمعرفة اللازمة لأداء دورهم بشكل يليق، أمام أسعار خيالية غير ثابتة تفوق المستوى المنطقي والقانوني.
على مؤسسات القطاع الخاص وملاكها أن يدركوا دورهم كشريك في عملية التنمية. وأن تحسين ما يقدمونه من خدمات ومنتجات ليس خياراً شخصياً، بل هو واجب أخلاقي ووطني غير مكلف أمام ما يجنونه من أرباح. وأن سلوك بعضهم يعد مساهمة فعلية في تجسيد حالة من التشوه البصري والنفسي والثقافي، غير مبرر أمام أعين الزوار. فكل من يأتي هو سفير لوطنه ينقل ما شاهده إلى عائلته ومجتمعه، شفوياً أو من خلال جهازه الذكي مؤرخاً تجربته التي لا تتكرر بالضرورة سلبية كانت أو إيجابية.
العاصمة المقدسة حالة ثقافية فريدة من نوعها وتفاصيلها. تشكل الواجهة الإسلامية الأهم والأكثر قدرة على تكوين صورة ذهنية جيدة عن الإسلام وأهله وعن المملكة بشكل خاص أمام العالم بأقل التكاليف والكيفية والوقت.