كتاب ومقالات

لقاح الطمأنينة!

خالد السليمان

رغم دخولنا خانة الآلاف في أعداد الإصابات اليومية بعدوى كورونا ومتحوره الجديد، إلا أنني أكثر اطمئناناً لقدرتنا على مواجهة هذا المنحنى الطارئ في جائحة كورونا، فالدولة اكتسبت خبرة في مواجهة الأزمة بينما بات المجتمع أكثر وعياً ومعرفة بالجائحة وآثارها وكيفية الاحتراز منها!

المقصد أن حالة الرعب التي سيطرت على المجتمع عند بداية الجائحة لم تعد قائمة كما أن فهم الأجهزة الرسمية المختصة لتداعيات العدوى بات أكثر تعزيزاً لقدرات وكفاءة العمل على مواجهتها، ناهيك عن أن تلقي نسبة كبيرة من المجتمع للقاحات يسهم في تخفيف الآثار والأعراض!

الخلاصة أن التعايش مع الجائحة بات حتمياً على جميع الدول، ولم تعد خيارات الإغلاق والحجر حتمية لكثير من المجتمعات التي وجدت أن التعايش أقل كلفة على اقتصاداتها خاصة مع تحقيق نسب عالية من التطعيم وربما المناعة المجتمعية!

في المملكة ألاحظ أن الناس تراقب بحذر زيادة الأرقام لكن لا أجد كثيراً من الخوف أو الهلع الذي ساد في الأسابيع والأشهر الأولى للجائحة، فالثقة بكفاءة عمل الدولة وإجراءاتها باتت واقعاً ملموساً، كما أن استعادة المجتمع لإحساس الحذر وتطبيق إجراءات التباعد والوقاية باتت أكثر عقلانية من الإهمال والارتخاء الذي سيطر على المجتمع خلال الفترة السابقة!

باختصار.. لم تعد المسألة متعلقة بأرقام الإصابات المرتفعة بقدر تعلقها باستمرار أرقام الوفيات المنخفضة، لكن تبقى الطمأنينة رهناً باستعادة المجتمع لحذره!