أخبار

من يحسم الصراع على رئاسة الحكومة العراقية الجديدة؟

وسط تحركات داخلية وضغوط خارجية

مقتدى الصدر

غانم العابد (بغداد) GH3ABID@

على الرغم من شح التفاصيل المتعلقة بمفاوضات القوى السياسية في العراق خلال الأسبوعين الماضيين فيما يتعلق بملف تسمية رئيس الحكومة القادمة بعد اجتماعين في بغداد والنجف؛ إلا أن جميع المؤشرات تؤكد أن الأطراف المعنية بهذا الاستحقاق ما زالت حتى الآن بعيدة عن أي توافق يلوح في الأفق.

معسكرا البيت السياسي الشيعي في العراق (التيار الصدري، وقوى الإطار التنسيقي) ما زال كل منهما بانتظار لحظة انشقاق غير محسوبة أو تدخل خارجي ينجح بممارسة ضغوط على الطرف الآخر؛ لتعزيز موقفه بالوصول إلى الكتلة النيابية الأكبر التي منحها الدستور حق تشكيل الحكومة، يقابله صمت سياسي سني رغم وجود ما يؤكد أيضاً أن أي اتفاق نهائي لم يتوصل له تحالفا (تقدم وعزم) بشأن منصب رئيس البرلمان القادم، رغم أنهما أجريا جولات خارجية تفاهمية مع بعض الأطراف المرتبطة بهم.

والأمر لا يختلف عند الطرف الكردستاني؛ الأكثر خبرة من بين كل الأطراف في مجال مفاوضات تشكيل الحكومة. ومع كل هذه التحركات، كشف مصادر سياسية عراقية رفيعة في بغداد، لـ«عكاظ»، تحركات خارجية هي الأقوى من نوعها منذ إقرار نتائج الانتخابات نهاية الشهر الماضي من قبل المحكمة الاتحادية العليا، لحسم تسمية رئيس الحكومة الجديدة.

ووفقاً للمصادر، فإن حراكاً إيرانياً تدعمه دولة عربية تسعى لتوطيد علاقتها مع إيران لممارسة ضغوط على أطراف داخلية نافذة لتسمية شخصية سبق أن تم ترشحيها لأكثر من مرة لهذا المنصب وفشلت، وهذه الشخصية مقربة من «حزب الله» اللبناني ويدعمها محمد الكوثراني مسؤول الملف العراقي في المليشيا.

وأفصحت أن دولة أوروبية زار رئيسها العراق الفترة الماضية دخلت على الخط لدعم ترشيح شخصية جديدة غير محسوبة على الصف السياسي الأول تتحدر من جنوبي العراق ويحمل جنسية الدولة الأوروبية وحاصل على شهادة الدكتوراه في القانون ويتبنى الخطاب المدني في العراق.

بالمقابل، فإن التيار الصدري الذي يقدم نفسه على أنه يملك الأغلبية وعلى الرغم من كل الأسماء المتداولة للمفاوضات وحرق الأسماء؛ إلا أن مرشحه الحقيقي لا يزال شخصية مستقلة تمتلك برنامجا اقتصاديا متكاملا، ويحمل شهادة الماجستير من الولايات المتحدة.

لكن اللافت أنه لم تتضح بعد إلى أين تتجه الرغبة الأمريكية أمام الشخصيات المرشحة وسط حديث سياسي لقيادات عراقية عن تراجع رغبة واشنطن في دعم توجه معين بالعراق، وهو ما يظهر في مسارات عدة للولايات المتحدة منذ تسلم الرئيس الجديد جو بايدن إدارة البيت الأبيض.