تحية إلى سعد الصويان !
الأحد / 06 / جمادى الآخرة / 1443 هـ الاحد 09 يناير 2022 23:24
حسين شبكشي
المثقف الذي يحمل على كتفيه هم وطنه ويفكر في تحديات تواجه هذا الوطن ويقترح حلولا جذرية لمواجهة هذه التحديات حتى وإن كانت ضد التيار الشعبوي، هو مثقف يستحق الاحترام والتقدير دائما. تذكرت هذه الكلمات وأنا أتابع ردود الفعل المختلفة لمقابلة الدكتور سعد الصويان على إحدى القنوات الفضائية في برنامج معروف وهو يتحدث عن بعض القضايا الاجتماعية المختلفة في المملكة العربية السعودية، ويقدم اقتراحات وجيهة للتعامل مع هذه التحديات، وذلك لتكوين انصهار مجتمعي وطني يزيل الحوادث الحواجز والفروقات والتعصبات المصطنعة التي بقيت نتاج إرث تاريخي مبني على مفاهيم قديمة لم تعد صالحة في تركيبة وطنية مدنية لبلد ينشد المستقبل ويتعايش مع تحدياته.
آراء الدكتور سعد الصويان الآتية من مثقف مميز متخرج من جامعة بيركلي العريقة في كاليفورنيا في حقبة الستينات الميلادية من القرن الماضي، والآتية من مثقف متخصص في علم الانثربولوجيا التاريخ البشري وهو المطلع على تقلبات تاريخ الجزيرة العربية الإنساني والثقافي والمجتمعي بشتى أشكاله وأسبابه، لها من الوجاهة والاحترام ما يستحق التمعن فيها والتدبر فيها بتعمق وبجدارة، وليس التعاطي معها بأسلوب تلقائي فيه من ردة الفعل العصبية والانفعالية أكثر مما ينبغي ويلزم.
كانت بداية معرفتي الشخصية بالدكتور سعد الصويان بسبب أعماله وكتاباته ومؤلفاته ومقالاته في الصحف السعودية المختلفة التي كانت دائما مميزة وفريدة من نوعها باعتبارها تحاكي مجالا تاريخيا علميا منهجيا تفرد به وتميز به عن غيره من الكتّاب أثرى به الساحة السعودية بآراء جريئة علمية وغير تقليدية أثارت ردود أفعال تفاعلت معها شرائح مختلفة من المجتمع بين المؤيد وبين المعترض، ولكنه كان دوما ما يطرح فكرا مهما يضع فيه مكانة الوطن أولا وليست التعصبات الضيقة المختلفة التي تبني سدودا وحواجز بين أفراد المجتمع المختلفة. وقد كنت من المعجبين جدا بكتابات الرجل وأطروحاته ومنهجيته، وهو الذي دفعني للتواصل معه عندما بدأت في إعداد فيلمين وثائقيين عن العقيلات والزبير ومكانتهما في التاريخ السعودي الاجتماعي والاقتصادي ليكون المرجع الأول في المادة الإعدادية لهذين المشروعين، وتم التواصل معه عن طريق رئيس فريق الإعداد وقتها السيدة دينا أبو زيد، وقد كان كريما مرحّبا بالفكرة متعاونا، ولكن المشروع تعطل لأسباب ليس هنا مجال لذكرها ولا طرحها ولكنه كان كريم الخلق وواسع الصدر وحريصا على التواصل في ما يفيد الصالح العام لتاريخ وتوثيق الحقب الاجتماعية المختلفة في المملكة العربية السعودية وتاريخها المهم. وبالرغم من انشغالات الرجل الكثيرة إلا أنه وافق مبدئيا على إتاحة هذه الفرصة لنا للتعاون معه. وقد كانت لبعض ملاحظاته القيّمة الإضافة النوعية المهمة مما أكد لي أن الاختيار كان في مكانه. ولكنني أعود الآن إلى ردود الأفعال المختلفة على ما طرحه الدكتور سعد الصويان في لقائه الأخير من آراء تخص فكرة تحفيز وتشجيع مشروع وطني للانصهار المجتمعي وإزالة الفروقات المختلفة بشتى أنواعها ومسمياتها لتتحول السعودية تدريجيا من بلد يضم مجموعات من السكان إلى وطن لا فرق بين أهله ولا منتسبيه في أي مجال من المجالات، وهذه نقلة نوعية في التفكير ونقلة مهمة جدا تعكس مكانة وثقافة الرجل وفكره العميق والتي يستحق فيها التكريم والتشجيع والاحترام، وخصوصا أنه يسبح ضد تيار عظيم فيه من الموروثات الثقيلة والقديمة. همّ المثقف يحمله القلة، والدكتور سعد الصويان واحد من هؤلاء، وعليه فهو يستحق منا التقدير والاحترام والتشجيع، وشكرا له.
آراء الدكتور سعد الصويان الآتية من مثقف مميز متخرج من جامعة بيركلي العريقة في كاليفورنيا في حقبة الستينات الميلادية من القرن الماضي، والآتية من مثقف متخصص في علم الانثربولوجيا التاريخ البشري وهو المطلع على تقلبات تاريخ الجزيرة العربية الإنساني والثقافي والمجتمعي بشتى أشكاله وأسبابه، لها من الوجاهة والاحترام ما يستحق التمعن فيها والتدبر فيها بتعمق وبجدارة، وليس التعاطي معها بأسلوب تلقائي فيه من ردة الفعل العصبية والانفعالية أكثر مما ينبغي ويلزم.
كانت بداية معرفتي الشخصية بالدكتور سعد الصويان بسبب أعماله وكتاباته ومؤلفاته ومقالاته في الصحف السعودية المختلفة التي كانت دائما مميزة وفريدة من نوعها باعتبارها تحاكي مجالا تاريخيا علميا منهجيا تفرد به وتميز به عن غيره من الكتّاب أثرى به الساحة السعودية بآراء جريئة علمية وغير تقليدية أثارت ردود أفعال تفاعلت معها شرائح مختلفة من المجتمع بين المؤيد وبين المعترض، ولكنه كان دوما ما يطرح فكرا مهما يضع فيه مكانة الوطن أولا وليست التعصبات الضيقة المختلفة التي تبني سدودا وحواجز بين أفراد المجتمع المختلفة. وقد كنت من المعجبين جدا بكتابات الرجل وأطروحاته ومنهجيته، وهو الذي دفعني للتواصل معه عندما بدأت في إعداد فيلمين وثائقيين عن العقيلات والزبير ومكانتهما في التاريخ السعودي الاجتماعي والاقتصادي ليكون المرجع الأول في المادة الإعدادية لهذين المشروعين، وتم التواصل معه عن طريق رئيس فريق الإعداد وقتها السيدة دينا أبو زيد، وقد كان كريما مرحّبا بالفكرة متعاونا، ولكن المشروع تعطل لأسباب ليس هنا مجال لذكرها ولا طرحها ولكنه كان كريم الخلق وواسع الصدر وحريصا على التواصل في ما يفيد الصالح العام لتاريخ وتوثيق الحقب الاجتماعية المختلفة في المملكة العربية السعودية وتاريخها المهم. وبالرغم من انشغالات الرجل الكثيرة إلا أنه وافق مبدئيا على إتاحة هذه الفرصة لنا للتعاون معه. وقد كانت لبعض ملاحظاته القيّمة الإضافة النوعية المهمة مما أكد لي أن الاختيار كان في مكانه. ولكنني أعود الآن إلى ردود الأفعال المختلفة على ما طرحه الدكتور سعد الصويان في لقائه الأخير من آراء تخص فكرة تحفيز وتشجيع مشروع وطني للانصهار المجتمعي وإزالة الفروقات المختلفة بشتى أنواعها ومسمياتها لتتحول السعودية تدريجيا من بلد يضم مجموعات من السكان إلى وطن لا فرق بين أهله ولا منتسبيه في أي مجال من المجالات، وهذه نقلة نوعية في التفكير ونقلة مهمة جدا تعكس مكانة وثقافة الرجل وفكره العميق والتي يستحق فيها التكريم والتشجيع والاحترام، وخصوصا أنه يسبح ضد تيار عظيم فيه من الموروثات الثقيلة والقديمة. همّ المثقف يحمله القلة، والدكتور سعد الصويان واحد من هؤلاء، وعليه فهو يستحق منا التقدير والاحترام والتشجيع، وشكرا له.