أخبار

«دلتاكرون» حقيقة.. وليست خطأً مخبرياً

تنسيق عالمي لتجارب الجرعات المصممة لاستهداف الفايروس

هنغاريون يصطفون للحصول على لقاح كوفيد. (وكالات)

«عكاظ» (بروكسل) OKAZ_online@

دافع عالم قبرصي أمس بشدة عن إعلانه اكتشاف سلالة جديدة من فايروس كورونا الجديد تحمل خصائص التحورات الوراثية لكل من سلالتي دلتا وأوميكرون. وقال البروفيسور ليونيدوس كوستريكيس- وهو أستاذ لعلوم الأحياء بجامعة قبرص، ومدير مختبر التكنولوجيا الحيوية والفايروسات التابع للجامعة- في مقابلة مع بلومبيرغ أمس، إن الإصابات الـ 25 بالسلالة المهجنة الجديدة تدل على «ضغوط نشوئية» حقيقية تعرضت لها إحدى سلالات الفايروس. وجاءت ردود كوستريديس بعدما قال علماء آخرون أمس الأول إن ما توصل إليه العالم القبرصي ربما جاء من طريق تلوث في مختبره. وكان العالم القبرصي قال أمس الأول إن السلالة المهجّنة الجديدة، التي سمّاها «دلتاكرون»، تصيب المنومين في المستشفيات بكوفيد-19 أكثر من استهدافها المصابين غير المنومين. وأضاف أن تحليل التسلسل الجينومي للعينات التي أخذها في مختبره تم في مختبرات عدد من الدول، وليس في قبرص وحدها. وأشار إلى أن ما تم إدراجه في قائمة البيانات العالمية لتسلسل مورثات الفايروس على مستوى العالم يؤكد وجود «الهُجنة» في هذه السلالة الجديدة. وقال وزير الصحة القبرصي مايكل حاجي بانتيلا (الأحد) إن السلالة الجديدة ليست مثاراً للقلق. وأضاف أن مزيداً من تفاصيلها سيتم الكشف عنها في مؤتمر صحفي سيعقد خلال الأسبوع الحالي.

وفي بروكسل؛ قالت مديرة وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي إيمر كوكس أمس إن الأيام القادمة ستشهد عقد اجتماعات مكثفة بين الوكالة من جهة، وممثلين لشركات فايزر وموديرنا وجونسون آند جونسون ونوفافاكس، من الجهة الأخرى، للبحث في خطط صنع جرعات من اللقاحات المضادة لكوزفيد-19، تستهدف سلالة أوميكرون بوجه خاص. وأوضحت كوكس أن وكالة الأدوية الأوروبية وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية ستترأسان اجتماعاً عبر تكنولوجيا التطبيقات المرئية غداً (الأربعاء) مع عدد من هيئات الغذاء والأدوية في دول العالم، لتحسين التنسيق بينها في شأن منهج التجارب السريرية الخاصة بتلك الجرعات المحددة الهدف. وزادت: ما لا نعرفه حتى الآن هو هل ستحل سلالة جديدة محل أوميكرون. لأن ذلك سيعني أننا سنهدر وقتنا في التركيز على أوميكرون، وعلى لقاحات مصصمة خصيصاً لاستهدافها، في حين أنه ستكون لدينا سلالة جديدة يجدر بنا الاهتمام بها. وكانت كوك (60 عاماً) أبلغت البرلمان الأوروبي في نوفمبر 2021 بأن تقويم أي لقاح مخصص لاستهداف سلالة فايروسية بعينها يستغرق ما بين ثلاثة وأربعة أشهر بعد فراغ الشركات من ابتكاره. وتمسكت بأن الأمر لا يزال بذلك النحو، أي أن الموافقة على اللقاح ضد أوميكرون قد تصدر بحلول ربيع 2022. بيد أنها ذكرت أنه لا تزال هناك مسائل عالقة في شأن كيفية إجراء التجارب السريرية، ويأس نجاعة اللقاح الجديد في مقابل فعالية الجرعات التنشيطية الخاصة باللقاحات الموجودة أصلاً. ويذكر أن البيانات الراهنة تشير إلى أن أوميكرون، على رغم أنها تحدث إصابات كبيرة العدد، إلا أنها لم تؤد إلى زيادات مفزعة في عدد المنومين والوفيات. ويعزى ذلك إلى أن الجرعات التنشيطية من اللقاحات توفر مستوى عالياً من الحماية ضد هذه السلالة. وإذا كان سيتم التوصل إلى نسخة محدّثة من اللقاحات نفسها لاستهداف أوميكرون على وجه الخصوص، فسيتعين أن تفوق النسخة المحدّثة أداء الجرعات التنشيطية أثناء التجارب السريرية، ليصبح ممكناً الموافقة على الاستمرار في محاولات ابتكارها. وأضافت كوكس أن الأمر لا يتوقف على سلالة أوميكرون وحدها؛ إذ إن سلالة دلتا لا تزال تمثل نصف عدد الإصابات الجديدة في القارة الأوروبية.