من هي الأميرة السعودية التي تقود الفريق الطبي لـ«رالي داكار»؟
الجمعة / 11 / جمادى الآخرة / 1443 هـ الجمعة 14 يناير 2022 21:01
متعب العواد (حائل) Motabalawwd@
تتولى الأميرة عهد بنت الحسن بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، قيادة الفريق الطبي لرالي داكار السعودية 2022، واضعة نصب عينيها ضمان تطبيق أعلى معايير السلامة والآمان للمتسابقين والمتواجدين داخل «البيفواك»، والتأكد من تقديم جودة فائقة للخدمات الطبية وتعزيز الاستجابة السريعة للحوادث، حيث تشير إلى أنه في سبيل تحقيق ذلك، يضم «البيفواك» فريقاً طبياً وأسطولاً من طائرات الهيلوكوبتر والإسعاف، على أهبّة الاستعداد للاستجابة للحالات الطارئة.
و«البيفواك» بمثابة منطقة عمل تتواجد بين خط النهاية ونقطة الانطلاق الخاصة بالمرحلة التالية، وهي منطقة مغلقة ومؤمنة ومخصصة للاستخدام الخاص كجزء من «رالي داكار»، ما يستدعي وجود خطط مخصصة للتعامل بشكل استباقي مع إجراءات الأمان والسلامة للمشاركين، وأيضاً دعم صحي جاهز للتعامل السريع في حال حدوث أي طارئ أو عارض صحي لأي كان في الرالي.
وتقول الأميرة عهد: «سلامة جميع المتواجدين في رالي داكار تحظى دائماً بأولوية قصوى، ويتطلب الأمر عمليات لوجستية مخططة بعناية، للتعامل بشكل استباقي، وتعزيز الاستجابة للحوادث، ولدينا فريق طبي ومتمرس ويتحلى بالخبرة اللازمة للتعامل مع مختلف الحالات الطارئة، وهدفنا أن نضمن لكل من يجرؤ على المشاركة في هذه المغامرة المذهلة، أن وراءه طاقماً طبياً يتمتع بالكفاءة والشغف والخبرة».
وأضافت: «هذا العام هو الأفضل في رالي داكار، من حيث التجهيزات الطبية، حيث تم التنسيق وتعزيز أطر التعاون مع وزارات الدفاع والحرس الوطني والصحة لزيادة نقاط المراقبة على طول مسار السباق، ومن ثمّ تعزيز سرعة الاستجابة لمباشرة الحالات الطارئة، قبل نقلهم إلى المستشفى الميداني في «البيفواك» أو إلى المستشفى للتعافي، كل حسب حالته».
وأعربت عن فخرها بالتطوير الذي شهدته تقنيات السلامة في هذه النسخة، حيث تشير إلى استخدام جهاز الأشعة الصوتية للمرة الأولى هذا العام، وهو جهاز محمول يكون في بدلة كل سائق للتعرف عن حالات النزيف الداخلي إن حدثت، وأيضاً هناك الكثير من أنظمة السلامة التي تخص السائقين داخل المركبات، مثل تدعيم هيكل المركبة لحماية السائقين في حالات انقلاب المركبة ونظام إطفاء الحريق.
وحول التقنيات الجديدة في فئة الدراجات النارية، أوضحت الأميرة عهد أنه تم تطوير الخوذة وبدلة الدرّاج لرفع مستوى السلامة، حيث تمتاز هذه البدلة بمواصفات عالية تحمي من الحريق، كما يوجد أنواع مختلفة منها بما يتناسب مع حالةالطقس، وبحكم الأجواء الحارة في المملكة خلال فصل الصيف، فهناك بدلة خاصة للأجواء الحارة التي تمنع التعرق المفرط للسائقين، حتى يتفادوا حالات الجفاف وفقد السوائل، أما البدلة الخاصة بالأجواء الباردة، فهي تتميز بخاصية المحافظة على حرارة الجسم.
وتشير الأميرة عهد إلى أن كل مركبة أو دراجة نارية مشاركة برالي داكار، تضم في داخلها نظاماً لتحديد الموقع، يتم استخدامه في حال فقد التواصل معهم، وهو يتكون من ثلاثة مفاتيح مرمزة بألوان مختلفة، حيث يشير الأحمر للحالات الطبية الطارئة، والتي يتم التعامل معها عن طريق توجيه طائرات مروحية إلى موقع مرسل الإشارة، أما الأخضر، فهو مخصص لحالات الخلل التقني بالمركبة أو بالدراجة النارية، فيما يخصص الأزرق للتحدث مع غرفة التحكم للرالي التي تقع في «البيفواك»، وعند الضغط على أي من هذه المفاتيح، تظهر على الفوز إشارة لدى غرفة التحكم ويتم التعامل معالحالة بشكل مباشر.
كما أكدت وجود خطط بديلة في حال تعطّل أنظمة السلامة، عبر الاستعانة بنقاط المراقبة المتواجدة في عدة مناطق على مسار السباق، كما أن هناك عدة طائرات مروحية تقوم بمسح مسارات السباق والمناطق المجاورة للمسار للتأكد من سلامة سير السباق، وفي حال ملاحظة أي خلل، فيتم إرسال موقع الحالة إلى غرفة التحكم للتعامل بشكل فوري.
وعلى جانب آخر، تتولى الدكتورة فلورنس بوميري قيادة فريق الأطباء في «البيفواك»، وهو فريق مكوّن من 70 طبيبا ومُمرضا ومعالجا فيزيائيا، للتأكد من سلامة جميع المتواجدين في «البيفواك»، وتقديم الرعاية الطبية لهم في حال لزم الأمر.
وتشير الدكتورة فلورنس إلى أن الفريق الطبي على تواصل دائم مع فرق الطوارئ المحلية في المدينة التي تستضيف «البيفواك»، حيث تشاركها دائماً بكافة المستجدات وتطلب المساعدة في حال استدعت الحاجة، وعلاوة على ذلك، وقبل التجمع، يتم بزيارة جميع المرافق الطبية المحلية للتأكد من أن توفر كافة الاحتياجات عند وصول المرحلة.
وتوضح بوميري أن الطاقم ينقسم إلى فريقين، يتألف أولهما من 25 شخصاً ويتواجد في «البيفواك» ومجهز للتعامل مع مختلف الإصابات والحالات، ويتعامل الفريق في المستشفى الميداني مع نحو 200 حالة يومياً، أما باقي الفريق فيرافق المتسابقين في مغامرتهم في قلب الصحراء حيث يمكن لطاقم الفريق الطبي تقديم العلاجات الطبية الأولية للمصابين.
وتقول فلورنس: «الطاقم الطبي يعمل وفق أعلى المعايير الدولية، ومجهز بكافة الإمكانات التي تؤهله للاستجابة السريعة لأي طارئ، ولدينا وحدات للإنقاذ والعناية المركزة، و5 طائرات هيلوكوبتر وطائرة طبية مجهزة بالكامل لضمان الإخلاء الطبي، كما نتعامل أيضاً مع الإصابات والأمراض الخفيفة كضربات الشمس وارتفاع درجات الحرارة والأمراض الأخرى، إذ يمكن القول إنها مستشفى متكامل».
ويحظى تجمّع عالمي كبير بحجم رالي داكار السعودية، باهتمام كبير على مختلف الأصعدة، لا سيما مع وجود أكثر من 3500 شخص في معسكر التجمع المؤقت «البيفواك»، يومياً وعلى مدار 14 يوماً، ومع المنافسات حامية الوطيس ومغامرة المتسابقين في صحراء وجبال المملكة، فإن التعامل مع متطلبات السلامة بشكل استباقي، وتوفير خدمات طبية متكاملة ووفق أعلى مستوى من الكفاءة والاحترافية، يعدّان من الأمور الحاسمة لضمان نجاح تنظيم الحدث، ويواكب مساعي المملكة في تقديم أفضل خدمة على مختلف الأصعدة لضيوفها، وتوفير أفضل الخدمات اللوجستية بشكل يرقى إلى مستوى الحدث وأهميته العالمية.