من يلعب ورقة «داعش» في سورية ؟
الهروب الكبير من سجن «غويران»
السبت / 19 / جمادى الآخرة / 1443 هـ السبت 22 يناير 2022 23:34
عبدالله الغضوي (إسطنبول) GhadawiAbdullah@
ثمة سيناريوهان في أحداث سجن الحسكة «غويران» وهروب معتقلي داعش والمواجهات الدامية مع قوات سورية الديموقراطية (قسد)، الأول: يفترض حسن النية ويتفق مع رواية هروب السجناء، لكن هذا السيناريو تلفه الكثير من الأسئلة.. كيف تمكنت العناصر التي تخضع لحراسات أمنية مشددة من الهروب بهذه الأعداد، خصوصا أن السجن مجهز بتقنيات عالية تحول دون هروب حتى الذباب؟ وكيف تزامنت الهجمات في البصيرة وأبو النيتل في دير الزور مع الهروب لولا وجود تواصل بين هذه الجماعات الإرهابية من خلال أجهزة اتصال؟
من يعلم قوام القوات الأمنية لدى «قسد» يكبر لديه السؤال عن كيفية هروب هذه الأعداد من السجن الأشد حراسة، فهناك قوات مكافحة الإرهاب YAT التي تلقت تدريبات عالية على يد قوات التحالف الأمريكية والبريطانية، وقوات التدخل السريع HAT وتعمل مع قوات التحالف الدولي، وقوات الأسايش والاستخبارات والشرطة العسكرية، كل هذه القوى العسكرية التي تنتشر في شمال شرقي سورية وتتركز في الحسكة والقامشلي، كيف يمر عليها هذا الهروب؟!
في كل الأحوال تتحمل قوات «قسد» الكارثة وتداعياتها على الأمن والاستقرار في تلك المنطقة، خصوصا أن فلول التنظيم لا تزال تتحرك وتقوم بتصفيات تركز بالدرجة الأولى على العرب المتعاونين مع الإدارة الذاتية على المستوى المدني والعسكري.
أما السيناريو الثاني الأكثر خطورة وهو اللعب بورقة «داعش» وهذه فرضية لم يتم التأكد منها على أرض الواقع، ويزيدها غموضاً أيضاً حصر «قسد» لتدفق المعلومات من المنطقة والواقع الآن في الحسكة، الأمر الذي يمنع فهم ملابسات ما يجري، لكن في حال فكرت «قسد» في اللعب بورقة التنظيم الإرهابي بعد تراجع الاهتمام الأمريكي بالمنطقة، وتعسر التسويات السياسية لتعود المنطقة إلى المربع الأول الذي كان هاجس 2018؛ فإنها لعبة خطيرة لن تنقذ أحداً إلا التوسع الإيراني وإعادة الاعتبار للنظام السوري.
جرب هذه الورقة نوري المالكي في يونيو 2014 حين أمر بسحب القوات العراقية من الموصل لتسقط بين يدي داعش، وكانت النتيجة أن وصل التنظيم إلى أبواب بغداد وذهب نصف العراق وكادت أربيل تسقط بيد التنظيم، ودفع العراق ثمناً باهظاً، وكانت إيران الرابح الأول من هذه اللعبة. وجرب بشار الأسد الورقة ذاتها حين انسحب جيشه من تدمر والقريتين والسخنة وحقل الشاعر، وكانت النتيجة سيطرة داعش على قلب سورية وإطلاق سراح قيادات «جهادية» لتكون شوكة في حلق النظام في الغوطة الشرقية على مدار 4 سنوات.
إذن هذه اللعبة لا يمكن التحكم بها على الإطلاق؛ فالتنظيم كرة ثلج سريعة التدحرج والتضخم وأية عملية من هذا النوع ستكون تداعياتها خطيرة وكارثية على كل سورية، خصوصا أن مناطق عمق التنظيم في الحسكة ودير الزور اللتين أسس فيهما ولاءات وكرس أيديولوجيات قاتلة.
من يعلم قوام القوات الأمنية لدى «قسد» يكبر لديه السؤال عن كيفية هروب هذه الأعداد من السجن الأشد حراسة، فهناك قوات مكافحة الإرهاب YAT التي تلقت تدريبات عالية على يد قوات التحالف الأمريكية والبريطانية، وقوات التدخل السريع HAT وتعمل مع قوات التحالف الدولي، وقوات الأسايش والاستخبارات والشرطة العسكرية، كل هذه القوى العسكرية التي تنتشر في شمال شرقي سورية وتتركز في الحسكة والقامشلي، كيف يمر عليها هذا الهروب؟!
في كل الأحوال تتحمل قوات «قسد» الكارثة وتداعياتها على الأمن والاستقرار في تلك المنطقة، خصوصا أن فلول التنظيم لا تزال تتحرك وتقوم بتصفيات تركز بالدرجة الأولى على العرب المتعاونين مع الإدارة الذاتية على المستوى المدني والعسكري.
أما السيناريو الثاني الأكثر خطورة وهو اللعب بورقة «داعش» وهذه فرضية لم يتم التأكد منها على أرض الواقع، ويزيدها غموضاً أيضاً حصر «قسد» لتدفق المعلومات من المنطقة والواقع الآن في الحسكة، الأمر الذي يمنع فهم ملابسات ما يجري، لكن في حال فكرت «قسد» في اللعب بورقة التنظيم الإرهابي بعد تراجع الاهتمام الأمريكي بالمنطقة، وتعسر التسويات السياسية لتعود المنطقة إلى المربع الأول الذي كان هاجس 2018؛ فإنها لعبة خطيرة لن تنقذ أحداً إلا التوسع الإيراني وإعادة الاعتبار للنظام السوري.
جرب هذه الورقة نوري المالكي في يونيو 2014 حين أمر بسحب القوات العراقية من الموصل لتسقط بين يدي داعش، وكانت النتيجة أن وصل التنظيم إلى أبواب بغداد وذهب نصف العراق وكادت أربيل تسقط بيد التنظيم، ودفع العراق ثمناً باهظاً، وكانت إيران الرابح الأول من هذه اللعبة. وجرب بشار الأسد الورقة ذاتها حين انسحب جيشه من تدمر والقريتين والسخنة وحقل الشاعر، وكانت النتيجة سيطرة داعش على قلب سورية وإطلاق سراح قيادات «جهادية» لتكون شوكة في حلق النظام في الغوطة الشرقية على مدار 4 سنوات.
إذن هذه اللعبة لا يمكن التحكم بها على الإطلاق؛ فالتنظيم كرة ثلج سريعة التدحرج والتضخم وأية عملية من هذا النوع ستكون تداعياتها خطيرة وكارثية على كل سورية، خصوصا أن مناطق عمق التنظيم في الحسكة ودير الزور اللتين أسس فيهما ولاءات وكرس أيديولوجيات قاتلة.