كتاب ومقالات

السِّياحة!.. ألسنا الأفضل في الضِّيافة

أنمار مطاوع

السِّياحة في جوهرها البحثي: (ضيف ومضيف).. بكل ما تحمله العلاقة من مفاهيم (الضيافة).

هذه الـ(ضيافة)، والحال تلك، وُضعت لها مقاييس وآليات ومواصفات عالمية تتنافس دول العالم على تطبيقها. فالتعامل مع (السياحة) من منطلق (الضيافة) هو أرقى مفهوم لها، وهو العلامة الفعلية الفارقة بين بلد سياحي وآخر -مع تحييد السلع والمنتجات السياحية-.

مفهوم (الضيافة) ليس غريباً على الذهنية العربية.. فهو السمة المتلازمة للعرب.. ولو تخصصنا أكثر -وربما لا أكون محايداً هنا- لقلت إن الضيافة -تحديداً- من أكثر ما يثير الإعجاب ويلفت النظر في المواطن السعودي.. فهي من أعمق عاداته وتقاليده على الإطلاق.

الضيافة عند الفرد السعودي مفردة ثقافية لها أولوية عالية في أخلاقياته.. تدخل في كافة شؤون حياته.. (.. فهو يرى أن الضَّيف صاحب فضل عليه.. ومصدر بهجة له..)؛ فالضيافة، بالنسبة له، واجب ديني يحث عليه الإسلام الحنيف؛ أي أنها قيمة راسخة ومتأصلة كثقافة ثابتة. لهذا، ضيافته لها أصول وقواعد إنسانية ذاتية عالية.. تتفوق على (الضيافة العالمية الصناعية) التي تُطبّق مواصفات ومقاييس (موضوعة).. فمواصفاته ومقاييسه تلقائية تجري مجرى الدم.. توارثها كابر عن كابر منذ عمق تاريخه. على سبيل المثال: من أولويات ضيافته أن يستقبل أي ضيف يأتيه استقباله لأهم شخصية اعتبارية.. فيكون بكامل أناقته وقيافته.. ومن أولويات ضيافته أنه يُسمع ضيفه أجمل عبارات الترحيب.. ويختار له ألطف الموضوعات للتحدث بها أمامه.. والقائمة تطول.

ثقافة المواطن في المملكة العربية السعودية تجعله من أكابر أهل الضيافة ورموزها.. وتضعه في أعلى قائمة الارتقاء التاريخي لصناعة سياحة تضاهي المستويات العالمية.

الانفتاح السياحي في المملكة العربية السعودية ليس مفردة غريبة على المجتمع.. وليس بدعة ثقافية دخيلة عليه.. بل هي تراث متجدد في عاداته وتقاليده. في الدراسات المتخصصة في تاريخ الضيافة: (الضيافة النابعة من قلب الصحراء.. تُعتبر: أسمى أنواع الضيافة). فإذا كان الغرب والشرق يضع قواعد وأسساً وآليات للسياحة.. فالمواطن السعودي يطبّق تلك القواعد والأسس والآليات.. بل ويضيف عليها.. بموروثه وثقافته التاريخية العريقة.