زوايا متخصصة

إبرة... في كوْمة قَش !

العالم يقترب من 400 مليون إصابة.. أوميكرون تتراجع ووفياتها تتصاعد

جنديان أوكرانيان في الجبهة الشرقية وسط الثلوج. (وكالات)

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

يتمنى المرء أن يكون بمستطاعه إيجاد مؤشرات تقود إلى أخبار سارة. فمن على ظهر البسيطة لا يتمنى نهاية عاجلة للوباء العالمي؟ غير أن الخبر السار بات أصعب من العثور على إبرة في كومة قش! فها هي سلالة أوميكرون المتحورة وراثياً من فايروس كورونا الجديد تمضي في إفشاء عدواها بتسارع جنوني، لتزيد عدد إصابات العالم بالفايروس إلى نحو 400 مليون إصابة؛ إذ بلغ العدد التراكمي العالمي منتصف نهار السبت 391.87 مليون إصابة، أدت إلى 5.74 مليون وفاة. وعلى رغم أن انحسار موجة الإصابات بأوميكرون في أرجاء العالم يمثل خبراً ينبغي أن يحمل بشريات للإنسانية؛ فإن شرور أوميكرون الأخرى تكاد تَئِدُ تلك البُشرى في مهدِها. فقد تزامن انخفاض الإصابات عالمياً من أكثر من 3 ملايين طوال الأسابيع الماضية إلى 2.89 مليون إصابة جديدة (الجمعة) مع ارتفاع مثير للقلق في عدد وفيات أوميكرون. فمع أن ذلك الانخفاض جاء بنسبة 11% عما كان عليه الوضع قبل 14 يوماً؛ فإن عدد وفيات العالم السبت بلغ 10260 وفاة، تمثل زيادة نسبتها 28% عما كانت عليه الوفيات اليومية قبل 14 يوماً. وارتفع عدد وفيات الولايات المتحدة الكلي منذ اندلاع نازلة كورونا إلى أكثر من 900 ألف وفاة (924530 وفاة حتى أمس السبت). وفيما انخفض عدد الإصابات الجديدة في أمريكا الجمعة إلى 371447 إصابة، بنقص نسبته 56% عن الوضع قبل أسبوعين؛ قيدت أمريكا الجمعة 2619 وفاة، تمثل زيادة قدرها 21% عن الأسبوعين الماضيين. ولذلك ارتفع العدد التراكمي لإصابات الولايات المتحدة منذ بدء النازلة إلى 77.50 مليون إصابة. وسجلت الهند أرقاماً سيئة خلال نهاية الأسبوع. فقد قفز العدد التراكمي لإصاباتها إلى 42 مليوناً. وقفز العدد الإجمالي لوفياتها إلى أكثر من نصف مليون وفاة (501143 وفاة). وهو عدد يقرّ المسؤولون الهنود بأنه أدنى كثيراً من العدد الحقيقي، بسبب تهالك المنظومة الصحية في البلاد الأشبه بقارة. ومضت فرنسا أمس من سيئ إلى أسوأ؛ إذ ارتفع العدد التراكمي لحالاتها إلى 20.39 مليون إصابة السبت. وتفاقمت أزمة الصحة البريطانية بشكل مماثل. فعلى رغم انخفاض عدد الحالات الجديدة إلى 84053 إصابة الجمعة؛ فقد ارتفع العدد الكلي أمس إلى 17.69 مليون إصابة؛ في وقت تواجه بريطانيا اضطراباً سياسياً خطيراً، ناجماً عما كشفه التحقيق عن ثقافة انتهاك لوائح التدابير الوقائية في قمة الهرم السياسي البريطاني. وهي إشارة إلى اتهام رئيس الحكومة المحافظ بوريس جونسون بإقامة حفلات صاخبة في شقته وحديقة مقر رئاسة الحكومة أثناء الإغلاق الوبائي.

ومن مفارقات كوفيد-19، الذي لا يمكن التنبؤ بسلوك الفايروس الذي يسببه، أن الدولتين المتجاورتين اللتين تدق طبول حرب بينهما، يخشى أن تجرّ الغرب كلَّه إلى أتونها، وهما روسيا وأوكرانيا، سجلتا الجمعة عدداً قياسياً من الإصابات الجديدة؛ بواقع 168201 إصابة جديدة في روسيا، و43778 إصابة جديدة في أوكرانيا. ومن الدول التي رزئت بمصيبة وبائية أكبر تركيا، التي قفز العدد التراكمي لإصاباتها السبت إلى 12 مليوناً. كما انضمت المكسيك وبولندا إلى قائمة الدول المنكوبة بأكثر من 5 ملايين إصابة. وبالمثل، فإن اليونان انضمت إلى مجموعة دول المليوني إصابة. أما النمسا- التي أقر برلمانها ومستشارها الجمعة قانون إلزامية التطعيم بلقاحات كوفيد-19- فهي توشك على بلوغ مليوني إصابة (1.99 مليون إصابة أمس). ولن يستثنى من التطعيم الإلزامي سوى الحوامل، والذين لا يمكن تطعيمهم لدواع طبية. وستبدأ الشرطة النمساوية في مارس القادم حملات لتفتيش الوضع التطعيمي للسكان، في الإشارات المرورية. ومن يخفق في إبراز شهادة تحصين، سيتعين عليه دفع غرامة فورية قدرها 600 يورو (675 دولاراً). وإذا تكررت المخالفة فإن الغرامة ستزيد إلى 3600 يورو (4100 دولار). ومن الدول الأخرى التي تفاقمت نكبتها الوبائية كل من سلوفاكيا وكوبا؛ إذ ارتفع العدد التراكمي لإصابات كل منهما الى أكثر من مليون إصابة.

أمريكا تقترب من مليون وفاة

خلال أقل من شهرين من ارتفاع عدد وفيات أمريكا بوباء كوفيد-19 إلى 800 ألف وفاة؛ تجاوز الجمعة 900 ألف وفاة. وهو عدد يفوق عدد سكان مدن إنديانابولس، وسان فرانسيسكو، أو تشارلوت بولاية كارولينا الشمالية. وحدث ذلك بعد 13 شهراً من إتاحة لقاحات ناجعة ضد كوفيد-19. وعلى رغم أن أمريكا تملك أعظم ثروة في العالم، ومؤسسات صحية تعد الأكثر تطوراً؛ فإن عدد وفياتها بنازلة كورونا فاق أية دولة أخرى في العالم. ويقول الخبراء إن العدد الحقيقي لمن توفوا بالوباء العالمي، بشكل مباشر وغير مباشر، أكبر من العدد المعلن بكثير. وتحسروا على أن معظم تلك الوفيات حدثت بعد موافقة السلطات الرقابية الصحية على لقاحات كوفيد-19. وتوقع عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون الدكتور أشيش جها أن يصل عدد وفيات أمريكا إلى مليون وفاة بحلول أبريل القادم.