استشارية لـ«عكاظ»: التأهيل النفسي ضروري لوالدي «ريان» لتجاوز الصدمة والإنكار والاكتئاب
أوضحت أن متلازمة الحزن الشديد تتميز بأعراضها العميقة والشديدة وتأخذ وقتًا للتحسن
الاثنين / 06 / رجب / 1443 هـ الاثنين 07 فبراير 2022 15:19
محمد داوود (جدة) mdawood77@
رأت الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن، أن والدي الطفل «ريان» الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد سقوطه في بئر بقرية مغربية يحتاجون خلال هذه الفترة العصيبة إلى تأهيل نفسي يتضمن جميع الجوانب العلاجية التي تخفف عنهم حجم قوة الصدمة وهول الفاجعة بفقدان ابنهم، فتعرضهم خلال هذه الفترة إلى بعض الاضطرابات النفسية وتحديدًا اضطراب ما بعد الصدمة سيكون بمثابة رد فعل عضوي وجسدي كبيرين، كما أن تفكيرهم الدائم وتكرار رؤية مشاهد الإنقاذ في مخيلتهم وعدم نجاته سيزيد من حجم الألم والبكاء والحزن الشديد.
وأشارت إلى أنه عندما يفقد الوالدان أحد الأبناء يؤدي ذلك إلى مرورهما بعدة مراحل، أولها مرحلة الصدمة ثم الإنكار ثم الاكتئاب وبعدها مرحلة تقبل الواقع، إذ تتضمن أبرز الانعكاسات النفسية التي قد يتعرضون لها نتيجة هذه الحادثة المؤلمة هي التعرض للاكتئاب، البكاء المستمر، متلازمة الحزن الشديد، نوبات الفزع، اضطرابات النوم، عدم القدرة على التركيز، فقدان الشهية، وغيرها من الأعراض التي تستوجب التدخل العلاجي والدوائي، فمثل هذه الأعراض تأخذ فترة زمنية طويلة في المراحل العلاجية.
وأوضحت أن متلازمة الحزن الشديد تتميز بأعراضها العميقة والشديدة والتي تأخذ وقتًا حتى تتحسن بمرور الوقت، إذ تؤثر على قدرة الشخص على ممارسة أنشطته اليومية بصورة طبيعية، وهذه المرحلة تتضمن 4 جوانب هي مرحلة الإنكار، التي تتضمن إقناع الشخص لنفسه بأن الحدث الصادم الذي يسبب له الألم لم يحدث، فقد يصدق الشخص ظاهريا أن الحدث المؤلم لم يحدث فعلا، لكنه في أعماقه يعرف الحقيقة، تليها مرحلة الغضب وخلال هذه المرحلة قد يشعر بالعديد من التقلبات المزاجية، وهذه مرحلة مهمة في التعافي من الشعور بفقدان الإبن العزيز.
وتأتي بعدها مرحلة الاكتئاب، وليس بالضرورة أن يكون الاكتئاب في هذه المرحلة هو نفسه الاكتئاب الإكلينيكي، لكن هذا النوع من الحزن المستمر يتشابه مع الاكتئاب الإكلينيكي في أنه يؤثر على الشخص ويعرقل سير حياتهم الطبيعي، وخلال هذه المرحلة يجد الشخص نفسه يبكي باستمرار، وقد يعاني من فقدان في الشهية واضطراب النوم، والمرحلة الأخيرة هي التي يتقبل خلالها الشخص فقدان العزيز ويعترف به، وقد يشعر ببعض الاستقرار النفسي في هذه المرحلة، ولكنه يحمل الحزن، وربما الغضب في دواخله.
وأكدت الدكتورة هويدا أن العلاج النفسي للوالدين يهدف إلى مساعدتهما على تقبل حقيقة فقدانهما لطفلهما ريان رحمه الله، والتأقلم تدريجيا مع متطلبات المرحلة وظروفها إلى أن يتجاوزا كل المعوقات النفسية بأمان واستقرار، وقد يأخذ ذلك وقتًا يمتد إلى بعض الشهور يخضعون خلالها إلى جلسات نفسية حتى يتجاوزا كل الأحزان التي تصبح في الأخير قصة خالدة في الذاكرة وغير قابلة على النسيان.