تكاتف الإيمان والعلم لمكافحة المخدرات
الأربعاء / 08 / رجب / 1443 هـ الأربعاء 09 فبراير 2022 19:37
السيد محمد علي الحسيني
تزداد نسبة الجرائم المتعلقة بالمخدرات بكل مظاهرها وأسبابها وتداعياتها، ما يجعلنا نبحث في أسباب انتشار هذه الآفة الخطيرة والمهددة لحياة متعاطيها وأمن واستقرار المجتمعات، والبحث عن كيفية مواجهتها بالطرق التي تتناسب مع طبيعة هذه الآفة خصوصاً أن هناك جهات دولية معادية معلومة ومعروفة تعمل على استخدمها لأهداف خطيرة جداً تحتاج منا إلى تكاتف الجهود بين مختلف الأجهزة والمنظمات والمؤسسات والجمعيات المخولة للتصدي لها دينياً واجتماعياً وإعلامياً وأمنياً.
إدمان المخدرات..الأسباب والتداعيات
لا شك أن تاريخ المخدرات وتعاطيها ليس حديثاً، بل هو قديم جداً، وتنوعت استخداماته في العصور المختلفة إلى أن تطورت أنواعها إلى حد أنها باتت تشكل تهديداً على حياة الفرد والأسرة والمجتمعات، لكن ما يهمنا في هذا المقال البحث عن أسباب تفشي هذه الظاهرة التي لا شك أن هناك نسبة كبيرة من المدمنين لا يدركون عواقبها، فالمسألة تتعلق أحياناً بعدم الوعي والجهل بخطورتها ونتائجها الوخيمة، كما أن الحالة الاجتماعية البائسة للبعض والفقر والتفكك الأسري تدفعهم إلى تعاطي المخدرات، إضافة إلى أصحاب السوء وغياب الوازع الديني والوعي الاجتماعي، والفراغ الذي يعاني منه الكثير من الشباب يجعلهم يقعون ضحايا لهذه الآفة.
إن أخذ أولى الجرعات من المخدرات يجعل الشخص يعيش حالة من الانتعاش والعيش في عالم آخر، لكنه بعد ذلك سيصبح تحت سيطرة المخدر الذي يدفعه إلى ارتكاب الأخطاء بل الجرائم من انتحار واعتداءات، عنف وسرقة واغتصاب وقتل، عدا عن الحالة الصحية والعقلية والنفسية السيئة التي يمر بها المدمن، لذلك جرمتها القوانين إضافة إلى موقف الشريعة الإسلامية التي حرمت كل ما يشكل خطراً على صحة وسلامة الفرد والمجتمعات.
المخدرات أكبر تهديد لأمن المجتمعات
تعاطي المخدرات لا ينعكس سلباً على متعاطيها فحسب، بل المشكلة أصبحت تتعلق بأهداف خطيرة تتعلق بضرب أمن الدول واستقرارها عبر تهريب المخدرات والمتاجرة غير المشروعة بها تقوم بها دول معادية تسعى إلى إفشاء الفساد أو استدراج الشباب وتجنيدهم واستغلالهم من خلال تداول المخدرات ليحققوا مآربهم الخبيثة، ويسيطروا عليهم وتوجيههم بما يخدم مشاريعهم الهدامة لأسباب متنوعة تتمحور جميعها في زعزعة أمن المجتمع.
رابطة العالم الإسلامي تتصدى لآفة المخدرات
لا شك أننا عندما نتحدث عن المخدرات فإننا نتحدث عن آفة خطيرة عابرة للقارات والبلدان التي أصبحت محاربتها مسؤولية محلية ودولية تتطلب تظافر الجهود بين مجموعة من الأجهزة والجمعيات لمحاربة هذه الآفة بالطرق المناسبة، ولا شك أن هناك برامج كثيرة لهذه المهمة، ولكن لفتنا كثيراً مساهمة رابطة العالم الإسلامي بنشاطاتها التوعوية وانخراطها ضمن العمل الدولي لمكافحة المخدرات الذي ساهم بشكل كبير في محاربة هذه الآفة، كما أن مشاركة معالي أمين رابطة العالم الإسلامي الدكتور الشيخ محمد بن عبدالكريم العيسى في الندوة الدولية «تكاتف الإيمان والعلم لمكافحة المخدرات» بالشراكة بين مركز القيادة المسؤولة ومؤسسة بيل كلنتون وكلية جونز هوبكنز، تعد مهمة للغاية من شأنها نشر الوعي المجتمعي لوضع حد لهذا السم والخراب إضافة إلى الخروج بخطة عمل متكاملة تتوزع فيها المهام بين القيادات المسؤولة على رأسها القيادات الدينية لما لها من دور وتأثير في تربية وتوجيه الشباب وحمايتهم.
* أمين عام المجلس الإسلامي العربي
@sayidelhusseini