كتاب ومقالات

هيئة الإعلام الخارجي.. الغائب الأكبر

حمد العشيوان AL_OSHAYWAN@

مازال المتابعون والمهتمون في صناعة الإعلام الخارجي في السعودية في انتظار ما أسفرت عنه نتائج توصية مجلس الشورى في الجلسة العادية الـ35 بإنشاء هيئة مستقلة للإعلام الخارجي، ترتبط بمجلس الشؤون السياسية والأمنية، تتولى جميع مهمات الإعلام الخارجي.

أصبح وجود الهيئة التي تتمتع بشخصية اعتبارية وباستقلال مالي وإداري -أمرا لابد منه- لتواكب التغير السريع في قواعد العمل الإعلامي عالمياً، وتعدد مصادر المعلومات ومواجهة الانتشار الكبير في المنصات الإخبارية الإلكترونية المعادية للمملكة.

ما دعاني إلى كتابة هذا المقال هو ما كشفه معهد أكسفورد البريطاني للإنترنت في وقت سابق عن إدارة إيران عشرات الآلاف من الحسابات المزيفة بعدة لغات على منصات مواقع التواصل الاجتماعي تعادي السعودية وتبث أخباراً كاذبة وتزوِّر وثائق وتنشر معلومات مغلوطة.

حجم العمل الكبير الذي تقوم به المملكة على الصعيد الدولي والمحلي يدعوها إلى تبني بناء قاعدة إعلامية خارجية ضخمة تتولى الدفاع عنها والتصدي للحملات التشويهية التي تشنها بعض الصحف والقنوات الخارجية للنيل منها وإحباط مشروعها الكبير في تحقيق رؤيتها 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

في رأيي، نجحت المملكة في الاستثمار في الإعلام الداخلي إلى حد أصبحنا نرى تنوعا كبيرا في المحتوى المحلي من خلال استضافة العديد من الشخصيات الإعلامية البارزة دولياً وعربياً، وإنشاء العديد من الصحف الإلكترونية المحلية، وهذا دليل على نجاح الخطط الإستراتيجية التي وضعها المسؤولون في وزارة الإعلام على مر السنوات الماضية، الآن جاء الدور أن تتحول هذه الجهود والخطط والإستراتيجيات ونبدأ الاستثمار فعلياً في إعلامنا الخارجي لحاجتنا في صناعة إعلام مؤثر يصنع القرار بلغة حوار مختلفة ويدافع بقوة وثقة عن الحملات المضادة التي تتعرض لها المملكة باستمرار.

تمتلك المملكة الكوادر البشرية التي يمكن لها أن تصنع الفارق في فضاء الإعلام الخارجي ورسم سياسية إعلامية جديدة تتماشى مع النهج القويم التي تسير عليه القيادة، وإظهار الجانب المضيء للمملكة وما تقوم به من جهود في نشر السلام وتعزيز ثقافة التعاون والتعايش مع الجميع دون تفرقة أو اعتبارات سياسية.

الرهان على الصحف والقنوات الخارجية وتمويلها بشكل مباشر أو غير مباشر، (رهان خاسر) لا تنقصنا الكفاءات والإمكانات المادية والبشرية، بل نفتقد إلى الثقة، امنحوا أبناءكم الفرصة ستجدون رجالا ونساء أقوياء في وجه العدو.