منوعات

«الطلاق» بين الإصابات والوفيات

هل بدأت نهاية «المرحلة الحرجة» من الوباء العالمي ؟

هونغ كونغ أعلنت أنها تتعرض لموجة خامسة من الهجمة الفايروسية. (وكالات)

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

«أغلوطة» كوفيد-19 لا نهاية لها في ما يبدو! فها هو عدد الإصابات الجديدة ينحسر متدرجاً في كل مكان في العالم. غير أن عدد الوفيات يرتفع. وهو ما يسميه الخبراء الصحيون «الانفصال بين عدد الإصابات الجديدة والوفيات». فقد انحدر عدد الحالات الجديدة في العالم الأحد إلى 2.28 مليون إصابة. لكن عدد الوفيات ظل فوق مستوى 10 آلاف وفاة (10663 وفاة). والشيء نفسه في الولايات المتحدة - الأكبر عالمياً من حيث عدد الإصابات والوفيات. ففيما انخفض عدد إصاباتها الجديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 174592؛ ظل عدد الوفيات فوق مستوى ألفي وفاة (2465 وفاة). بيد أن النظر في الإحصاءات يمكن أن يقود إلى خلاصات مغايرة. فقد أدى تزايد توزيع اللقاحات المضادة للوباء إلى تخفيض عدد الوفيات في أنحاء المعمورة. وأشارت بلومبيرغ في تحليل أمس إلى أنه تم إعطاء أكثر من 129 جرعة لقاح لكل 100 شخص حول العالم، ما يعني أن احتمالات الوفاة بالإصابة تراجعت كثيراً. ففي أمريكا - بحسب التحليل - بلغ عدد الإصابات الجديدة 4 حالات في مقابل كل وفاة هذا العام، مقارنة بالعام الماضي. ويرتفع العدد إلى 11 إصابة في مقابل كل وفاة في بلدان الاتحاد الأوروبي. وحتى في البلدان التي لم يكن لها نصيب من اللقاحات المضادة للوباء، ارتفعت احتمالات تعافي المصابين الذين حصلوا على اللقاحات. وهو ما اعتبرت بلومبيرغ أنه يمثل دليلاً مبدئياً على أن المرحلة الحرجة من الوباء العالمي في طريقها إلى الزوال. وكان مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس غبريسيوس قال الأسبوع الماضي في جنوب أفريقيا إن الشرط الوحيد للقضاء على المرحلة الطارئة من الوباء هو تطعيم 70% من سكان المعمورة.

غير أن كبير أطباء الولايات المتحدة الدكتور فيفيك ميرثي قال لأسوشيتد برس، أمس، إنه يتخيل يوماً يستغني فيه الأمريكيون عن ارتداء الكمامات، لكن استعجال إلغاء التدابير الوقائية الصحية ينذر بحدوث مزيد من المعاناة في المستقبل. وأضاف أنه لا يستطيع أن يتنبأ بما إذا كان الوباء العالمي سينتهي خلال شهرين، أو 6 أشهر، أو سنة؛ «ما يمكنني قوله إننا لكي نعيش ذلك المستقبل سنكون بحاجة إلى الأدوات التي ظللنا نقوم ببنائها خلال السنة الماضية.. اللقاحات، الأدوية، والكمامات العالية الجودة، والفحوص، والجرعات التنشيطية». وزاد: «كما أننا سنكون بحاجة إلى التفكير السليم الذي يقر بأن كوفيد لن يتلاشى بين ليلة وضحاها».

وعلى رغم ذلك التقلب بين التفاؤل والتشاؤم؛ فإن كوريا الجنوبية، التي تعاني هذه الأيام ارتفاعاً كبيراً في عدد إصاباتها الجديدة (54616 حالة جديدة أمس)، أعلنت أنها قررت بدء إعطاء سكانها جرعة تنشيطية رابعة، وتوزيع ملايين الفحوص للسكان في مساكنهم، لمواجهة الهجمة التي تشنها سلالة أوميكرون المتحورة وراثياً. وذكرت رويترز أمس أن نحو 57% من سكان كوريا الجنوبية، البالغ عددهم 52 مليون نسمة، حصلوا على الجرعة التنشيطية الثالثة، ما أدى إلى تقلص عدد الوفيات وحالات التنويم بالمستشفيات. وذكرت السلطات الصحية أمس أن الجرعة الرابعة ستعطى على سبيل الأولوية للأشخاص المصابين بمشكلات مناعية. وفي السويد، أعلنت الحكومة أمس أنها قررت إعطاء جرعة تنشيطية رابعة لجميع السكان ممن تجاوزت أعمارهم 80 عاماً، لتفادي اضمحلال المناعة المتأتية من الجرعات الثلاث السابقة، في أتون التفشي المتسارع لسلالة أوميكرون. وقالت وكالة الصحة السويدية إن الجرعة الرابعة سيتم إعطاؤها لأي مسنٍّ حصل على الجرعة الثالثة قبل أربعة أشهر.

وفيما نجحت السلطات الكندية أمس الأول في إجلاء سائقي الشاحنات المحتجين على إجراءات مكافحة كوفيد من على جسر حيوي يربط كندا بالولايات المتحدة؛ تدفقت مئات الحافلات والشاحنات على العاصمة البلجيكية بروكسل أمس (الإثنين)، في امتداد لاحتجاجات ما بات يعرف بـ«قوافل الحرية»، التي اجتاحت هولندا، وفرنسا، وأستراليا، ونيوزيلندا خلال الآونة الأخيرة.

بريطانيا: «خلافات» تؤجل تطعيم الأطفال

على رغم أن اللجنة الحكومية المشتركة للتلقيح والتحصين قررت منذ أكثر من أسبوع أنه يتعين البدء في تطعيم أطفال بريطانيا الذين تراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً؛ فإن رئيس الوزراء بوريس جونسون قرر أن حكومته بحاجة إلى مزيد من الوقت لدرس القرار. وأشارت صحيفة «الغارديان» أمس إلى أن الحكومة لن تعلن قرارها في هذا الشأن إلا بحلول 21 فبراير الجاري، وهو الموعد الذي سيعلن فيه جونسون سياسة حكومته حيال كوفيد على المدى الطويل. ومن ناحية أخرى، حذر عدد من علماء بريطانيا البارزين أمس جونسون من أن تعجيله بإلغاء ما بقي من قيود صحية لمكافحة الوباء العالمي اعتباراً من 21 الجاري يمكن أن يتسبب بظهور سلالة متحورة جديدة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الإصابات والتنويم والوفيات. وقالوا إنه يتعين التزام أقصى غايات الحذر لتجنب وقوع كارثة من ذلك القبيل.