كتاب ومقالات

اضبطوا عباراتكم

الحق يقال

أحمد الشمراني

كنت إلى حدٍّ قريب أستمتع وأنا أختلف مع زميل، بل أنتشي حينما يتحول الاختلاف إلى صراع عقول، أما اليوم فتركت الاختلاف إلى أن أجد من يستفز عقلي.

بعض المارة من الزملاء على أحرفي يحاولون أخذي إلى ساحتهم، لكن الجمهور كفاني مؤونة الرد عليهم، وهذه لوحدها انتصار..!

جميل أن تجد من يحترم حرفك، يتبنى في لحظة تجاهلك الدفاع عنك من أناس لم يبقَ من الإساءات في أدراجهم إلا شتم أنفسهم، وهذا مرض أجارنا الله وإياكم من الأمراض.

علمتني التجارب أن أختار من أختلف معهم كما أختار أصدقائي، وهذه مهمة لا تحتاج إلا إلى عقل حصيف يعرف بين أي أقواس يضع كلمته.

التنمر الحاصل من ذاك الإعلام (ضد كل ما هو نصراوي) حرب بالوكالة، الكلمة فيها لها ثمن وبقية التفاصيل عند الزميل الشهم محمد أبوهداية..!

ارتبك حينما تم سؤاله عن عمره في الإعلام الرياضي، فقلت نيابة عنه أكثر من نصف قرن، فثارت ثائرته دون أن أعرف لماذا..؟!

يا صاح، يجب أن تعرف أن كل ما اتسعت مداركنا اكتشفنا أنه ينقصنا الكثير.

ركز على المعرفة والبحث عنها وانسَ عمر تجربتك التي يجب أن يكون فيها العمر مجرد رقم.

مساء البارحة التقيت بصديقٍ قديم كان حاضر البسمة، شفيف الروح، ولكن صدره كان كالغربال من فرط ما به!

سألته: ما بك يا صديقي؟

‏قال: خذلني من أهتمُّ لأمره، وخيّب رجائي من لديّ الاستعداد لفقد روحي لأجله.

‏مزيجٌ من الحزن والأسى والخيبة والحسرة تعلو جبينه، وجههُ قاتمٌ من فرطِ الرعشة التي تبدو عليها يداه وشفتاه.

‏قلت له: لعلها درس لربما يصحح أخطاءه.

هكذا كتب الأستاذ خالد ابراهيم الجريوي عن الخذلان، وأزيد على كلامك يا صديقي (كل النصوص التي كُتبت عن الخذلان لم تصفه كما شعرناه).