أخبار

يوم بدينا

2DDE989B-41B9-4E20-8AF2-8705B3C6156F

د. محمد بن فيصل المبارك

بتوفيق من الله، أطلقت المملكة الشعار المناسب للهوية البصرية ليوم التأسيس بعبارة «يوم بدينا»، عبارة تفوح بعبق التاريخ وتشدنا برفق إلى الجذور الراسخة والممتدة من الماضي إلى الحاضر، أمجاد وعراقة الدولة السعودية بكل تفاصيلها والاعتزاز بإرثنا الثقافي والاجتماعي، شعار كله دفء، إنه يوم بداية الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- وهو في سن الثلاثين، وذلك في 1139هـ الموافق للثاني والعشرين من شهر فبراير 1727م.

كان الإمام محمد بن سعود جديراً بالاهتمام ورجلاً نادراً بين معاصريه وذا مكانة متميزة، فهو الذي خرج بالحكم من نظامه القبلي إلى حكم جديد متطور مناسب للمجتمع، حيث كانت شبه الجزيرة العربية تعج بفوضى سياسية ونزاعات وأهواء، فكان الإمام من بدأ بالتغيير الذي أيقظ العقول رغم صغر سنه، وكانت لديه نظرة مستقبلية لإنشاء حضارة وكان استعداده الطبيعي الذي فُطر عليه يؤهله لما سيضطلع به من مهمات جسام ومواجهة تحديات كثيرة. وفي عهده قويت الإمارة واستقامت أمورها، فلا وجود للهوى الذي كان يحكم الناس، فقضى محمد بن سعود على الظلم والفساد وأصبحت الدرعية عاصمةً لدولة مترامية الأطراف ذات استقلال سياسي لا يخضع لأي نفوذ من داخل أو خارج المنطقة.

إن يوم التأسيس فخر لدولة يمتد تاريخها العظيم لأكثر من ثلاثة قرون والاحتفال به هو استشعار لحدث تاريخي بالغ الأهمية لحثِّ الأجيال على التعامل مع الواقع وبناء مستقبلٍ سليم بإذن الله.

وجاء الأمر الملكي بإحياء ذكرى التأسيس في كل عام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، ذلك القائد المتيم بالتاريخ السعودي.

لا شك أن التاريخ يكتب من جديد برؤية عرابها الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، محاربة للفساد بكل أنواعه المالي والإداري وغير ذلك بكل حزم ودون هوادة.

إنها الدولة الحديثة تتطور حسب الظروف والمعطيات بشكل طبيعي على مر الزمن.

ولعلي أختم ببيتٍ من أجمل أبيات العرضة السعودية لابن الدرعية الشاعر عبدالرحمن بن صفيان رحمه الله:

نحمد الله جت على ما تمنى.. من ولي العرش جزل الوهايب