رياضة

لارا لـ«عكاظ»: في التايكوندو نتحدى أنفسنا قبل غيرنا

قالت إن البعض لا يتقبّل فكرة الرياضات القتالية للفتيات

لارا كاظم أثناء مشاركتها في إحدى البطولات السابقة.

أمل السعيد (الرياض) amal222424@

تقول لاعبة التايكوندو لارا أسامة كاظم إن بداياتها مع هذه الرياضة كانت قبل 14 سنة، إذ نشأت في عائلة تحب الرياضة في كنف والدها ماستر أسامة كاظم، وكان الكابتن خالد خنبشي يتولى مهمة تدريبهم في صالة منزلهم نظراً لندرة النوادي التي تدرب الفتيات.

«عكاظ» التقت لارا، التي حصلت على الحزام الأسود في سن الحادية عشرة، وخرجت منها بحقيبة متنوعة المحتوى من المعلومات في الحوار التالي:

• أخبرينا أولاً لماذا اخترتِ التايكوندو؟

•• أنا لم اخترها، بل هي التي اختارتني، إذ احتلت تفضيلاتي الرياضية منذ الصغر، لكن مع تجربتي في الرياضات الأخرى أيقنت أن التايكوندو لعبة مميزة تجمع بين مهارات الكثير من الألعاب وتتجدد دائماً.

• ما أبرز إنجازاتك في هذه الرياضة؟

•• شاركت في الكثير من البطولات المحلية والدولية، منها بطولة العالم النسائية في مدينة الرياض، وجاء من أبرز إنجازاتي الفوز بذهبية المملكة لعام 2021، وفضية بطولة العرب بالفجيرة عام 2020 إذ كانت من أوائل إنجازات منتخب النساء السعودي للتايكوندو.

• مشروع رياضي تعتزين به؟•• هو مشروع Guard Up إذ استطعت، بفضل الله، تجهيز دورة شاملة خاصة للدفاع عن النفس للنساء، ويسعى هذا المشروع لتمكين المرأة من حماية نفسها بإعطائها طرقاً فعّالة بأبسط الحركات والمهارات، وما زلنا في تطور والحمد لله.

• مثلك الأعلى في لعبة التايكوندو؟•• الوالد، يحفظه الله، هو مثلي الأعلى دوماً وأبداً، فهو أول مدرب لي، وهو مشجعي الأكبر إذ لمست ولمس جميع الناس حبه للتايكوندو، وقد أسّس نادياً للفنون القتالية فقط ليوفر لنا ولجميع لاعبيه بيئة مهيأة للعب بأفضل المدربين وتجهيزنا دوماً بمعسكرات وبتمارين تليق بالأبطال.

• وما تقييمك لحال التايكوندو بالسعودية ومشاركاتكم كفريق سعودي؟•• التايكوندو وجميع الرياضات النسائية في تميز عالٍ على الصعيدين المحلي والدولي، ولقد كانت أولى مشاركاتنا كفريق نسائي في بطولة الخليج بالكويت 2019 بجميع الفرق الرياضية النسائية المختلفة، وكانت من أقوى مشاركاتنا، وشعرت بشرف عظيم أن أمثّل بلدي وأحمل علم السعودية في البطولات الدولية.

• حدثينا عن أحدث مشاركاتك؟•• أحدث مشاركاتي كانت في بطولة الفجيرة، وكانت هي الثانية في الفجيرة بعد مشاركتي الأولى في 2020. أول لعبة كانت مع الهند، وانهزمت في ثاني لعبة مع فرنسا، لكن لاحظت التطور في طريقة لعبي وفي تحركاتي في الملعب، وأستطيع القول إنني راضية عن أدائي، لكن هدفي القادم سيكون الذهبية بإذن الله.

• هل كانت منافسات الفجيرة عام 2020 هي أول بطولة تشاركين فيها؟•• لا، فأول بطولة كانت عام 2018 في جدة، وهي بطولة محلية ودية كانت من النوادر إذ إننا لم نكن نسمع عن بطولات نسائية، والحمد لله فزت بالذهبية.

مشاركات متعددة

• إذن نجدها فرصة لمعرفة ملامح عن سجل مشاركاتك مع منتخب المملكة.•• شاركت مع المنتخب -ولله الحمد- في كثير من البطولات على نحو 4 سنوات، وتدربت مع المدرب الروسي العالمي قوربان بوقداييف، وتعلمت منه الكثير من المهارات المهمة. ومن مشاركاتي: بطولة الحسن 2019، بطولة العرب بالفجيرة، بطولة الفجيرة السابعة 2020، بطولة الألعاب الخليجية النسائية 2019، بطولة أوروبا المفتوحة بفرنسا 2021، بطولة العالم للسيدات بالرياض 2021، بطولة العرب بالفجيرة 2022، وبطولة الفجيرة التاسعة 2022.

• ما أثر التايكوندو على دراستك؟•• كنت أتوقع أن يعيق دراستي، لكن ما حدث هو العكس، فقد لاقيت دعماً كبيراً من كليتي «كلية التأهيل الطبي» وظلوا دوماً يشجعونني على المشاركة، ويقدمون المساعدة في المحاضرات والواجبات.

فضية لكنها غالية

• بين كل الجوائز التي حصلتِ عليها، ما أقربها إليك؟•• أقربها لقلبي فضية بطولة العرب رغم أنها ليست ذهبية، لكنها أعطتني الكثير من الأمل نحو القادم، وهي تعتبر أولى مشاركاتي في بطولة قوية جميع لاعباتها مصنفات، وشجعتني وحفزتني لأتدرب أكثر وأكسب الذهبية.

• هل واجهتِ أي انتقادات من المجتمع كونك فتاة مميزة في لعبة قتالية؟•• بالتأكيد، فالبعض ما زال غير متقبل فكرة ممارسة فتاة للعبة قتالية، حتى أنني لقبت مرة بمسمى الحارس bodyguard، لكن الحمد لله مع رؤية 2030 واتجاه المملكة نحو المزيد من التشجيع والدعم للرياضة أصبحت هذه الانتقادات نادرة، بل لاحظت بشكل مستمر وجود لاعبات يرغبن في التدريب والمشاركة مثلي.

• ما أكثر شيء يسعدك في اللعبة؟•• التحدي، فلكل لاعب هدف يتحدى نفسه به ويتدرب بالساعات لتحقيقه، وتختلف الأهداف مع اختلاف اللاعبين لكن جميعنا نتحدى أنفسنا ببطولة معينة أو لاعب متميز نود الوصول لمستواه، وهذا التحدي موجود دائماً، وحتى حين تبلغ هدفك فإنك تنتقل لتضع هدفاً أكبر تتحدى به نفسك.

• ما الصعوبات التي واجهتك كلاعبة؟•• عدم وجود أماكن متخصصة لتدريب الفتيات المحترفات في ألعاب الفنون القتالية، وعدم وجود بطولات محلية للنساء سابقاً، إذ لم يكن هناك دعم للبنات، ولكن الآن -وبفضل الله ثم رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- أصبح هناك دعم وتشجيع لفئة السيدات في المشاركة بالبطولات المحلية والدولية، وأصبحت لدينا بطولات مملكة في كل موسم.

جدة زاخرة بالتايكوندو

• ما الذي يميز التايكوندو عن باقي الرياضات؟ وماذا عن وعي المجتمع؟•• ما يميز رياضة التايكوندو أنها من الألعاب التي تحتاج تدريباً شاملاً من حيث اللياقة، المرونة، السرعة، القوة.. وهذا كله لا يشمل التمارين الخاصة بالملعب كالتحركات في الملعب وإحراز النقاط. وهي من الألعاب التي تلعب على الجانب النفسي للاعب إذ إنك في رياضة جميع اللاعبين فيها مصنفون وفي مستوى عالٍ فتجد أنك تتدرب دوماً لتصل مستواهم وتتعداهم، لذلك هي رياضة تحتاج الإصرار والعزيمة والتركيز.

أما عن وعي المجتمع فأستطيع الجزم بأن التايكوندو من أشهر الألعاب هنا في جدة، إذ تجد في الحي الواحد على الأقل 3 أندية تشمل في نشاطاتها تمارين التايكوندو.

• هل تشاهدين كرة القدم؟ وما فريقك المفضل محلياً ودولياً؟•• أحب مشاهدة كرة القدم، فهي لعبة جماعية ممتعة، تتسم بروح الفريق وأشاهدها مع عائلتي، لكن ليس لدي فريق مفضل، فقط أحب مشاهدة جميع الألعاب لأتعلم منها بعض المهارات.

• كلمة تختمين بها..•• أقول لكل فتاة وكل لاعبة إننا ما زلنا في بداية الطريق، وما زال هناك الكثير لتحقيقه، ومع إصرارنا معاً سنحقق الطموح بوصولنا للعالمية.