متى تنتهي الحرب الأوكرانية؟
الثلاثاء / 28 / رجب / 1443 هـ الثلاثاء 01 مارس 2022 23:23
رامي الخليفة العلي
وفعلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأمر قواته بالهجوم على أوكرانيا، مخالفاً الكثير من التوقعات وملتزماً بالتوقعات الأمريكية التي لطالما حذرت من غزو روسي لأوكرانيا. استبعاد فرضية الغزو الروسي نابعة من التكلفة الباهظة التي كان من المتوقع أن يدفعها الدب الروسي، وبالفعل ما إن وطأت أقدام الروس الأراضي الأوكرانية حتى بدأ الغرب حملة غير مسبوقة في مواجهة الهجوم الروسي. صحيح أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين استبعدوا منذ بداية التحشيد الروسي على الحدود التدخل العسكري المباشر، وكما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن فإن أي تدخل عسكري أمريكي كان سيعني حرباً عالمية ثالثة، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة أو حلفاؤها من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو). ولكن ما دون التدخل المباشر فإن الغرب لم يترك وسيلة لتعقيد وإفشال العملية الروسية إلا وانتهجها، بدأ ذلك بفرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على الجانب الروسي، لعلها تذكرنا بتلك التي فرضتها الأمم المتحدة على العراق إبان غزوه للكويت. بل وصل الأمر إلى استبعاد مؤسسات اقتصادية وبنوك أساسية روسية من النظام المصرفي العالمي (سويفت)، وهذا يعني قنبلة نووية مالية كما وصفها أحد المسؤولين الغربيين. ثم عمدت الدول الغربية إلى المساندة العسكرية عبر التعهد بتوريد السلاح إلى الحكومة الأوكرانية، وكذا الهجوم السياسي والإعلامي غير المسبوق على روسيا.
أوروبا تواجه أزمة خطيرة لم تواجهها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بالرغم من الحروب الأهلية التي مرت بها بعض دولها كما حدث في يوغسلافيا السابقة، ولكن التهديد الأمني للقارة برمتها هو حالة فريدة على امتداد العقود السبعة الماضية. إذا كانت الحسابات الأمريكية ترى أن الحرب الحالية هي تهديد للمعادلات الاستراتيجية التي حكمت أوروبا، فإن أوروبا ترى زيادة على ذلك أن روسيا تمثل تهديداً أمنياً خطيراً لكل الدول الأوروبية. لذلك فإن الرئيس الأوكراني محق عندما يقول إن أوكرانيا تدافع عن أوروبا. وإذا كان احتمال المواجهة المباشرة بين حلف الأطلسي وروسيا احتمال خطير ومستبعد، واحتمال سيطرة روسيا على أوكرانيا وتحقيق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأهدافه هو أيضاً خطير بالنسبة للدول الأوروبية لأن ترى أن ذلك سوف يفتح شهية الرئيس الروسي للتدخل في دول أوروبية أخرى يراها تنتمي إلى الفضاء السوفيتي السابق. الغرب وأوروبا يبحثون عن الاحتمال الثالث وهو فشل الحملة العسكرية الروسية، ولكن كيف يمكن أن يتم ذلك؟ الميزان العسكري مختل بقوة لصالح الجانب الروسي وبالتالي أي حرب كلاسيكية سوف تنتهي سريعاً لصالح الدب الروسي؛ لذلك المراهنة على حرب العصابات، حيث يتم إنهاك العدو وإدخاله في حرب استنزاف طويلة. ولعل هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها هزيمة قوة عظمى، كما حدث مع الولايات المتحدة الأمريكية في حرب فيتنام ومع الاتحاد السوفيتي في حرب أفغانستان. وبالتالي الغرب يستعد لحرب طويلة الأمد، يشجعهم على ذلك إرادة القتال التي اظهرها الأوكرانيون خلال الأيام القليلة الماضية. نحن أمام فصل من صراع مرير سوف تشهده أوكرانيا وربما القارة الأوروبية برمتها.
أوروبا تواجه أزمة خطيرة لم تواجهها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بالرغم من الحروب الأهلية التي مرت بها بعض دولها كما حدث في يوغسلافيا السابقة، ولكن التهديد الأمني للقارة برمتها هو حالة فريدة على امتداد العقود السبعة الماضية. إذا كانت الحسابات الأمريكية ترى أن الحرب الحالية هي تهديد للمعادلات الاستراتيجية التي حكمت أوروبا، فإن أوروبا ترى زيادة على ذلك أن روسيا تمثل تهديداً أمنياً خطيراً لكل الدول الأوروبية. لذلك فإن الرئيس الأوكراني محق عندما يقول إن أوكرانيا تدافع عن أوروبا. وإذا كان احتمال المواجهة المباشرة بين حلف الأطلسي وروسيا احتمال خطير ومستبعد، واحتمال سيطرة روسيا على أوكرانيا وتحقيق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأهدافه هو أيضاً خطير بالنسبة للدول الأوروبية لأن ترى أن ذلك سوف يفتح شهية الرئيس الروسي للتدخل في دول أوروبية أخرى يراها تنتمي إلى الفضاء السوفيتي السابق. الغرب وأوروبا يبحثون عن الاحتمال الثالث وهو فشل الحملة العسكرية الروسية، ولكن كيف يمكن أن يتم ذلك؟ الميزان العسكري مختل بقوة لصالح الجانب الروسي وبالتالي أي حرب كلاسيكية سوف تنتهي سريعاً لصالح الدب الروسي؛ لذلك المراهنة على حرب العصابات، حيث يتم إنهاك العدو وإدخاله في حرب استنزاف طويلة. ولعل هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها هزيمة قوة عظمى، كما حدث مع الولايات المتحدة الأمريكية في حرب فيتنام ومع الاتحاد السوفيتي في حرب أفغانستان. وبالتالي الغرب يستعد لحرب طويلة الأمد، يشجعهم على ذلك إرادة القتال التي اظهرها الأوكرانيون خلال الأيام القليلة الماضية. نحن أمام فصل من صراع مرير سوف تشهده أوكرانيا وربما القارة الأوروبية برمتها.