«تحجيم» كوفيد يحجب أهمّ وجهيْن في بريطانيا!
المستشاران العلمي والطبي هل ينغمسان في الاستعداد للوباء التالي؟
الأربعاء / 29 / رجب / 1443 هـ الأربعاء 02 مارس 2022 04:26
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
مع قرار رئيس وزراء حكومة حزب المحافظين بوريس جونسون إلغاء جميع القيود الصحية والوقائية، الهادفة لمكافحة وباء كوفيد-19؛ سيفتقد البريطانيون الإطلالة المعتادة لكبير علماء بريطانيا سير باتريك فالانس، وكبير أطبائها البروفيسور سير كريس ويتي. وهما منصبان ما كان لهما أن يحصلا على قدر يذكر من الشهرة والأضواء لولا كوفيد-19، الذي دفع جونسون إلى عقد مؤتمر صحفي يومي بشأن الوضع الصحي. وكان يصطحب معه سير باتريك وسير كريس، ليعرضا عدداً من الرسوم البيانية والإحصائية، التي أضحت إحدى سمات المعالجة الحكومية للأزمة الصحية غير المسبوقة. وقال أستاذ حوكمة التكنولوجيا الجديدة بكلية لندن الجامعية البروفيسور جاك ستيلغو: نحن لم نشهد نهاية كوفيد-19. لكننا على الأرجح نشهد انتهاء مسلسل كريس وباتريك. وأضاف ساخراً: من السهل جداً أن ينسى المرء كيف كان يبدو غريباً بالنسبة إليه أن يقوم عالمان بهذه العظمة بتقديم شرائح البيانات على برنامج باوربوينت أثناء نشرات الأخبار المسائية! ورجح الرئيس السابق لوكالة الضمان الصحي الحكومية البروفيسور ديفيد هايمان أن عمل سير بارتيك وسير كريس المتعلق بكوفيد-19 سيتواصل، من دون الأضواء المعهودة. وزاد أنهما سيتابعان من كثب البيانات الخاصة بالإصابات الجديدة بالفايروس، وبيانات حالات التنويم، وعدد الوفيات الوبائية، ومدى فعالية اللقاحات، وهل ستكون ثمة حاجة إلى جرعات إضافية لتنشيط فعالية اللقاحات. ورأى هايمان أن كبير علماء الحكومة فالانس قد يركِّز اهتمامه على ثلاث قضايا رئيسية: ضمان وجود قدرة عالية لأجهزة الصحة العامة تؤهلها للمعرفة، والتحقيق في وضع حد لأي اندلاع وبائي محتمل؛ وتعزيز قدرات الخدمة الصحية الوطنية لتكون قادرة على استيعاب أي ارتفاع في حالات التنويم، جنباً إلى جانب أعباء تنويم المرضى المعتادة، في حال اندلاع وباء جديد؛ وبذل مزيد من الجهود لتجهيز السكان ليكونوا قادرين على الصمود بوجه أي وباء جديد، من خلال التوعية المنادية باتباع أساليب حياة صحية، وفرض ضريبة عالية على التبغ والمنتجات الأخرى الضارة بالصحة. أما كبير أطباء إنجلترا البروفيسور سير كريس ويتي فسينشغل خلال الفترة القادمة بمعالجة جوانب عدم العدالة في الحصول على الخدمات الصحية، وهي جوانب أدى الوباء إلى تكشُّفها. كما سيشغل نفسه أيضاً بمسائل من قبيل ضمان تنقية الهواء.
وفي كل حال؛ فإن سير باتريك فالانس عمد إلى توسيع نطاق مهمات وظيفته كمستشار علمي للحكومة، لتشمل تقديم الاستشارات في شؤون التكنولوجيا العلمية. فقد أنشأ خلال الآونة الماضية المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا. كما أنشأ «مكتب إستراتيجية العلوم والتكنولوجيا». وقال إن الهدف من إقامة هاتين المؤسستين مساعدة الوزراء على فهم كيفية استغلال العلوم والتكنولوجيا الجديدة، لتحقيق أهداف من قبيل خفض مستوى الانبعاثات إلى الصفر، وتحسين الصحة العامة، وتعزيز الأمن الوطني. ويعتقد علماء بريطانيون أن سير باتريك فالانس سيقوم بدور بارز في التحقيق العام الذي سيتم إجراؤه في السياسات التي عالجت بها حكومة المحافظين نازلة فايروس كورونا الجديد. ويرى هؤلاء أن سير باتريك بشكل صارم وجدي إلى استلهام العبر من تجربة المستشارين العلمية، لتكون جاهزة بشكل أفضل لأي وباء مقبل. كما أنه سيسعى على الأرجح إلى توفير أكبر قدر من الدفاع عن مواقف العلماء، للحيلولة دون لجوء السياسيين إلى الزعم بأنهم لم يرتكبوا أخطاء، وإنما اتبعوا نصح علماء الحكومة فحسب.
أشهر مواقف
فالانس وويتي
• في 13 مارس 2020؛ قال المستشار العلمي للحكومة سير باتريك فالانس لـ «بي بي سي» إن إستراتجية بريطانيا لمواجهة الوباء تقوم على بناء «مناعة القطيع»، من خلال السماح للفايروس بإفشاء عدواه. وقد وجهت انتقادات حادة إلى تصريح المستشار العلمي الحكومي.
• في 17 مارس 2020، قال فالانس لأعضاء لجنة الصحة التابعة لمجلس العموم (البرلمان) البريطاني إنه إذا وصل عدد وفيات كوفيد في بريطانيا إلى 20 ألفاً، «فستكون محصلة جديدة؛ وإن كان ذلك العدد مرعباً». وبحلول الأول من مارس 2022 وصل عدد وفيات بريطانيا بكوفيد إلى 161361 وفاة.
• سئل فالانس وويتي في أحد المؤتمرات الصحفية التي ترأسها جونسون، أثناء ذروة فضيحة اتهام المستشار السابق لرئيس الوزراء دومينيط كمينغز بالقيام برحلة من لندن إلى درهام (شمال إنجلترا)، ما يخالف إجراءات الإغلاق التي فرضتها الحكومة، سئلا عما إذا كان ليست لهما مشكلة إذا أبلغهما رئيس الوزراء بأن عليهما عدم الإجابة عن أي سؤال يتعلق بكمينغز. فسارع كريس ويتي للقول: أستطيع أن أؤكد لكم أن الرغبة في عدم الانقياد إلى السياسة أقوى لدى سير باتريك وعندي، مما هي لدى رئيس الوزراء!
وفي كل حال؛ فإن سير باتريك فالانس عمد إلى توسيع نطاق مهمات وظيفته كمستشار علمي للحكومة، لتشمل تقديم الاستشارات في شؤون التكنولوجيا العلمية. فقد أنشأ خلال الآونة الماضية المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا. كما أنشأ «مكتب إستراتيجية العلوم والتكنولوجيا». وقال إن الهدف من إقامة هاتين المؤسستين مساعدة الوزراء على فهم كيفية استغلال العلوم والتكنولوجيا الجديدة، لتحقيق أهداف من قبيل خفض مستوى الانبعاثات إلى الصفر، وتحسين الصحة العامة، وتعزيز الأمن الوطني. ويعتقد علماء بريطانيون أن سير باتريك فالانس سيقوم بدور بارز في التحقيق العام الذي سيتم إجراؤه في السياسات التي عالجت بها حكومة المحافظين نازلة فايروس كورونا الجديد. ويرى هؤلاء أن سير باتريك بشكل صارم وجدي إلى استلهام العبر من تجربة المستشارين العلمية، لتكون جاهزة بشكل أفضل لأي وباء مقبل. كما أنه سيسعى على الأرجح إلى توفير أكبر قدر من الدفاع عن مواقف العلماء، للحيلولة دون لجوء السياسيين إلى الزعم بأنهم لم يرتكبوا أخطاء، وإنما اتبعوا نصح علماء الحكومة فحسب.
أشهر مواقف
فالانس وويتي
• في 13 مارس 2020؛ قال المستشار العلمي للحكومة سير باتريك فالانس لـ «بي بي سي» إن إستراتجية بريطانيا لمواجهة الوباء تقوم على بناء «مناعة القطيع»، من خلال السماح للفايروس بإفشاء عدواه. وقد وجهت انتقادات حادة إلى تصريح المستشار العلمي الحكومي.
• في 17 مارس 2020، قال فالانس لأعضاء لجنة الصحة التابعة لمجلس العموم (البرلمان) البريطاني إنه إذا وصل عدد وفيات كوفيد في بريطانيا إلى 20 ألفاً، «فستكون محصلة جديدة؛ وإن كان ذلك العدد مرعباً». وبحلول الأول من مارس 2022 وصل عدد وفيات بريطانيا بكوفيد إلى 161361 وفاة.
• سئل فالانس وويتي في أحد المؤتمرات الصحفية التي ترأسها جونسون، أثناء ذروة فضيحة اتهام المستشار السابق لرئيس الوزراء دومينيط كمينغز بالقيام برحلة من لندن إلى درهام (شمال إنجلترا)، ما يخالف إجراءات الإغلاق التي فرضتها الحكومة، سئلا عما إذا كان ليست لهما مشكلة إذا أبلغهما رئيس الوزراء بأن عليهما عدم الإجابة عن أي سؤال يتعلق بكمينغز. فسارع كريس ويتي للقول: أستطيع أن أؤكد لكم أن الرغبة في عدم الانقياد إلى السياسة أقوى لدى سير باتريك وعندي، مما هي لدى رئيس الوزراء!