عندما تجرأ وزير لبناني على إيران
من يملأ فراغ بيروت بعد عزوف المشنوق
الأربعاء / 29 / رجب / 1443 هـ الأربعاء 02 مارس 2022 14:54
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
أمام مؤتمر وزراء الداخلية العربية في مراكش مارس 2014، قال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق لوزراء العرب الحاضرين: «لدينا تنظيم مسلح يضم آلاف المقاتلين المدربين كانت وجهتهم في الأصل إسرائيل، إنما بعد ثماني سنوات صار سلاحهم موضع انقسام عامودي بين اللبنانيين في الداخل أولا ثم بسبب دورهم في سورية ثانيا».
وأضاف: «يطرح السؤال العربي الكبير: هل لنا شريك في إيران، يعتمد هذا على الإيرانيين بقدر اعتمادها علينا، يدنا في لبنان ممدودة إن وجدنا يداً صادقة تقابلها، ولكن دوماً تحت عنوان تحرير الدولة من الشراكات الغامضة التي تضع الأصابع والأيدي في صلب القرارات السيادية بما يعطل النظام السياسي ويُنهب الحياة الوطنية».
كلمات لم يقلها سياسي معارض قبل 10 سنوات، بل قالها رجل يشغل منصب وزارة الداخلية في لبنان وهو ما لم يجرؤ قولها رؤساء حكومات أو وزراء بحقائب سيادية، بل تحدّث عنها البعض إثر خروجه من السلطة وابتعاده عن موقع القرار والتأثير وربما القدرة في إسماع صوته.
الكل في لبنان تعاطى مع مشكلة «حزب السلاح» بوجهين، إن كان في السلطة يسكت عن كل ذلك، وإن كان خارج السلطة يستعمل الكلام للعودة إلى الكرسي وما فيه من امتيازات.
عندما تحدث المشنوق عن أصل المشكلة في لبنان أمام نظرائه العرب في مراكش هاجت الدنيا وماجت. «حزب الله» اعترض واتهم المشنوق بالعمالة والخذلان. رئيس الحكومة في حينه تمام سلام نظر إلى السقف محاولا التبرؤ يميناً ويساراً من كل ما قيل في مراكش من كلام.
سعى المشنوق منذ نحو سنتين إلى الدفع لقيام جبهة سياسية وطنية لتحقيق «الاستقلال الثالث» واضعاً بند تصفير المشاكل مع الدول العربية وتحديداً الخليجية في المقدمة كأولوية، ويليه بند الاتفاق على الإستراتيجية الدفاعية لحل مشكلة سلاح حزب الله غير الشرعي لمصلحة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية بأجهزتها الأمنية والعسكرية.
احتشد العديد من القوى السياسية في أحد فنادق بيروت في 22 نوفمبر 2022 بدعوة من المشنوق تحت عنوان «الاستقلال الثالث»، تجاهل البعض من السياديين هذه الدعوة والشعار وتحديدا الزعماء السنة من رؤساء الحكومات السابقين فؤاد السنيورة، ونجيب ميقاتي، وتمام سلام، منهم من هو طامع بالعودة إلى السراي، ومنهم من اعتزل، وآخر يجري المزيد من الحسابات، في حين كان سعد الحريري يعالج هواجس العودة أو الانكفاء.
نائب بيروت نهاد المشنوق أعلن انكفاءه عن الترشح للانتخابات منذ أيام ليطرح السُنّة وعلى رأسهم البيارته تساؤلاً كبيراً: «من سيملأ فراغ العاصمة وقيادة السُنّة في بيروت عاصمة كل لبنان؟».
كل الوقائع تشي أن لا شيء محسوما حتى الآن، المفاجآت كبيرة والمواجهة أكبر. إنها معركة بيروت وللدقة معركة سُنّة لبنان انطلاقاً من بيروت. فهل يكون انكفاء المشنوق انكفاء آخر الفرسان، أم أن للكلام تتمة وفي التتمة أجوبة على الأسئلة التائهة العالقة في لبنان على رأس كل لسان؟.
وأضاف: «يطرح السؤال العربي الكبير: هل لنا شريك في إيران، يعتمد هذا على الإيرانيين بقدر اعتمادها علينا، يدنا في لبنان ممدودة إن وجدنا يداً صادقة تقابلها، ولكن دوماً تحت عنوان تحرير الدولة من الشراكات الغامضة التي تضع الأصابع والأيدي في صلب القرارات السيادية بما يعطل النظام السياسي ويُنهب الحياة الوطنية».
كلمات لم يقلها سياسي معارض قبل 10 سنوات، بل قالها رجل يشغل منصب وزارة الداخلية في لبنان وهو ما لم يجرؤ قولها رؤساء حكومات أو وزراء بحقائب سيادية، بل تحدّث عنها البعض إثر خروجه من السلطة وابتعاده عن موقع القرار والتأثير وربما القدرة في إسماع صوته.
الكل في لبنان تعاطى مع مشكلة «حزب السلاح» بوجهين، إن كان في السلطة يسكت عن كل ذلك، وإن كان خارج السلطة يستعمل الكلام للعودة إلى الكرسي وما فيه من امتيازات.
عندما تحدث المشنوق عن أصل المشكلة في لبنان أمام نظرائه العرب في مراكش هاجت الدنيا وماجت. «حزب الله» اعترض واتهم المشنوق بالعمالة والخذلان. رئيس الحكومة في حينه تمام سلام نظر إلى السقف محاولا التبرؤ يميناً ويساراً من كل ما قيل في مراكش من كلام.
سعى المشنوق منذ نحو سنتين إلى الدفع لقيام جبهة سياسية وطنية لتحقيق «الاستقلال الثالث» واضعاً بند تصفير المشاكل مع الدول العربية وتحديداً الخليجية في المقدمة كأولوية، ويليه بند الاتفاق على الإستراتيجية الدفاعية لحل مشكلة سلاح حزب الله غير الشرعي لمصلحة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية بأجهزتها الأمنية والعسكرية.
احتشد العديد من القوى السياسية في أحد فنادق بيروت في 22 نوفمبر 2022 بدعوة من المشنوق تحت عنوان «الاستقلال الثالث»، تجاهل البعض من السياديين هذه الدعوة والشعار وتحديدا الزعماء السنة من رؤساء الحكومات السابقين فؤاد السنيورة، ونجيب ميقاتي، وتمام سلام، منهم من هو طامع بالعودة إلى السراي، ومنهم من اعتزل، وآخر يجري المزيد من الحسابات، في حين كان سعد الحريري يعالج هواجس العودة أو الانكفاء.
نائب بيروت نهاد المشنوق أعلن انكفاءه عن الترشح للانتخابات منذ أيام ليطرح السُنّة وعلى رأسهم البيارته تساؤلاً كبيراً: «من سيملأ فراغ العاصمة وقيادة السُنّة في بيروت عاصمة كل لبنان؟».
كل الوقائع تشي أن لا شيء محسوما حتى الآن، المفاجآت كبيرة والمواجهة أكبر. إنها معركة بيروت وللدقة معركة سُنّة لبنان انطلاقاً من بيروت. فهل يكون انكفاء المشنوق انكفاء آخر الفرسان، أم أن للكلام تتمة وفي التتمة أجوبة على الأسئلة التائهة العالقة في لبنان على رأس كل لسان؟.