الخليج العربي في السجلات الهندية
الجمعة / 01 / شعبان / 1443 هـ الجمعة 04 مارس 2022 01:02
ريم الكمالي
المؤرخون الخليجيون، أو الباحثون اليوم عن تاريخ منطقة الخليج العربي ومعها جنوب العراق وجزيرة العرب، يولون اهتماماً خاصاً بالأرشيف البريطاني، ليشد أغلبهم الرحال إلى لندن، مقارنة ببحثهم في أرشيف الهند، لما يمتاز به الأرشيف البريطاني من المستوى العالي في خدماته من حيث السرعة وتهيئة المستلزمات والتسهيلات، بالإضافة إلى طريقتهم في الحفظ للسجلات وفهرسة الوثائق، فهو يعد الآن الأرشيف الأكثر تطوراً على مستوى العالم.
ولعل هؤلاء الباحثون وبعد أن اقتصر بحثهم على الوثائق المحفوظة في إنجلترا، لم يتلفتوا إلى تلك المتوفرة في الهند، على الرغم أنها المتممة للوثائق الإنجليزية، بل ويؤكد الباحثان العراقيان د. عبدالأمير محمد أمين، ود. مصطفى عبدالقادر النجار، بأن ما في الهند من سجلات خليجية لا يتوفر في أي مكان آخر، كما أن وثائق لندن تعاني من فجوات بين تاريخٍ وتاريخْ، خاصة في يوميات البصرة وجمبرون والبحرين وبوشهر وغيرها في المراسلات التجارية والسياسية، أو حيثما تركت الوكالة الإنجليزية أعمالها في الخليج العربي، لكن علينا أن نعرف بأن شركة الهند الشرقية الإنجليزية وبالاتفاق مع حكومة إنجلترا قامت بإتلاف أجزاء من السجلات بحجة عدم الأهمية.
أما اليوم وأمام طلاب الخليج في البحث التاريخي، فرصة الاستفادة من دور الوثائق الهندية، واتجاههم الجاد بالسفر إلى نيودلهي وبومباي وكذلك العاصمة الأولى للهند (كلكتا) البنغالية قبل أن تصبح نيودلهي العاصمة الحالية، وزيارة دار المحفوظات الوطنية الهندية التي منذ تأسيسها تحفظ وتدير السجلات للإمبراطورية الإنجليزية أبان استعمارها، وعن كل مناطق الاستعمار الأخرى، ومنها بالطبع منطقة الخليج، ناهيك عن الخرائط والرسومات التي لا تقدر بثمن كمصدر للمعلومات، فهناك سجلات كثيرة تخص الخليج العربي في القرن الثامن عشر غير متوفرة في الأرشيف الإنجليزي بلندن.
من جانب آخر هناك أيضاً مكتبة (خدا بخش) في باتنا الهندية التي تحتوي على عشرات الآلاف من المخطوطات، منها خمسة آلاف مخطوطة باللغة العربية وتعود إلى القرون الهجرية الأولى والقريبة، تحتوي هذه المكتبة على سجلات غنية، وإن كانت الاستعارة في الأرشيف الهندي لن ترتقي إلى الأرشيف البريطاني، لكن يبقى الخزين العلمي الضخم عن منطقتنا بحاجة إلى جهود الباحثين ومؤسساتنا الفكرية والثقافية وإرسال الباحثين من أجل النهوض بتلك الوثائق الخاصة بمنطقتنا لتصويرها، فالكثير منها بحاجة إلى أن نخضعها للدراسة والاستنتاج والتحليل وكشف الحقائق، ونصل بها إلى نتائج -أستطيع أن أقول- غاية في الأهمية، ليس فقط في الوثائق الأصلية بل حتى تلك المراسلات المحلية في الأرشيف الهندي والتي لا يمكن العثور عليها في مكان آخر.
السجلات بالطبع لا تعنى فقط باللجان العسكرية وشؤونها، أو الداخلية والخارجية، فهناك أيضاً سجلات عن اللجان الصحية والأشغال العامة، بالإضافة إلى منشورات مطبوعة معنية بفترات تاريخية مختلفة عن الخليج، أغلبها باللغة الإنجليزية وبعضها باللغة الفارسية. ما يهمنا الآن أكثر هي الوثائق عن الخليج العربي من أجل البحث التاريخي للاستفادة، ونقل الانطباعات والملاحظات، حتى لو كانت هذه السجلات الهندية عن الخليج ليست مصنفة كما يجب، لكن الباحث الجسور يتوصل لها بعد محاولات، بسبب صعوبة البحث، فمثلاً يأتي ما تبحث عنه أحياناً باسم الموانئ، وأحياناً أخرى المدن، بمثال بسيط، حيث يكتب الباحث حرف الباء الإنجليزي، لتخرج له أسماء المدن من بحرين وبوشهر وبصرة ليبدأ بالبحث عن تفاصيل عن المدن وحول تلك المدن...
ولعل هؤلاء الباحثون وبعد أن اقتصر بحثهم على الوثائق المحفوظة في إنجلترا، لم يتلفتوا إلى تلك المتوفرة في الهند، على الرغم أنها المتممة للوثائق الإنجليزية، بل ويؤكد الباحثان العراقيان د. عبدالأمير محمد أمين، ود. مصطفى عبدالقادر النجار، بأن ما في الهند من سجلات خليجية لا يتوفر في أي مكان آخر، كما أن وثائق لندن تعاني من فجوات بين تاريخٍ وتاريخْ، خاصة في يوميات البصرة وجمبرون والبحرين وبوشهر وغيرها في المراسلات التجارية والسياسية، أو حيثما تركت الوكالة الإنجليزية أعمالها في الخليج العربي، لكن علينا أن نعرف بأن شركة الهند الشرقية الإنجليزية وبالاتفاق مع حكومة إنجلترا قامت بإتلاف أجزاء من السجلات بحجة عدم الأهمية.
أما اليوم وأمام طلاب الخليج في البحث التاريخي، فرصة الاستفادة من دور الوثائق الهندية، واتجاههم الجاد بالسفر إلى نيودلهي وبومباي وكذلك العاصمة الأولى للهند (كلكتا) البنغالية قبل أن تصبح نيودلهي العاصمة الحالية، وزيارة دار المحفوظات الوطنية الهندية التي منذ تأسيسها تحفظ وتدير السجلات للإمبراطورية الإنجليزية أبان استعمارها، وعن كل مناطق الاستعمار الأخرى، ومنها بالطبع منطقة الخليج، ناهيك عن الخرائط والرسومات التي لا تقدر بثمن كمصدر للمعلومات، فهناك سجلات كثيرة تخص الخليج العربي في القرن الثامن عشر غير متوفرة في الأرشيف الإنجليزي بلندن.
من جانب آخر هناك أيضاً مكتبة (خدا بخش) في باتنا الهندية التي تحتوي على عشرات الآلاف من المخطوطات، منها خمسة آلاف مخطوطة باللغة العربية وتعود إلى القرون الهجرية الأولى والقريبة، تحتوي هذه المكتبة على سجلات غنية، وإن كانت الاستعارة في الأرشيف الهندي لن ترتقي إلى الأرشيف البريطاني، لكن يبقى الخزين العلمي الضخم عن منطقتنا بحاجة إلى جهود الباحثين ومؤسساتنا الفكرية والثقافية وإرسال الباحثين من أجل النهوض بتلك الوثائق الخاصة بمنطقتنا لتصويرها، فالكثير منها بحاجة إلى أن نخضعها للدراسة والاستنتاج والتحليل وكشف الحقائق، ونصل بها إلى نتائج -أستطيع أن أقول- غاية في الأهمية، ليس فقط في الوثائق الأصلية بل حتى تلك المراسلات المحلية في الأرشيف الهندي والتي لا يمكن العثور عليها في مكان آخر.
السجلات بالطبع لا تعنى فقط باللجان العسكرية وشؤونها، أو الداخلية والخارجية، فهناك أيضاً سجلات عن اللجان الصحية والأشغال العامة، بالإضافة إلى منشورات مطبوعة معنية بفترات تاريخية مختلفة عن الخليج، أغلبها باللغة الإنجليزية وبعضها باللغة الفارسية. ما يهمنا الآن أكثر هي الوثائق عن الخليج العربي من أجل البحث التاريخي للاستفادة، ونقل الانطباعات والملاحظات، حتى لو كانت هذه السجلات الهندية عن الخليج ليست مصنفة كما يجب، لكن الباحث الجسور يتوصل لها بعد محاولات، بسبب صعوبة البحث، فمثلاً يأتي ما تبحث عنه أحياناً باسم الموانئ، وأحياناً أخرى المدن، بمثال بسيط، حيث يكتب الباحث حرف الباء الإنجليزي، لتخرج له أسماء المدن من بحرين وبوشهر وبصرة ليبدأ بالبحث عن تفاصيل عن المدن وحول تلك المدن...