ثقافة وفن

المطرفي لـ «عكاظ»: الإعلام السعودي يراهن على بناء مهارات المواهب الوطنية

من منصة الفضائي بعد وداعيته للورقي

خالد المطرفي

علي مكي (الرياض) ali_makki2@

يعيش القطاع الإعلامي على المستوى العالمي، ثورة تقنية هائلة ومتسارعة، غيرت الكثير من أوجه التعاطي مع متغيرات العصر المهنية وأساليبه وأنماطه ونماذجه في الوصول إلى الأهداف المنشودة التي تَصبُّ جميعها في مفهوم التواصل مع الجمهور، فمع بقاء الهدف ذاته، اختلف الأسلوب والقالب والمنهج، لكن ماذا عن المشهد الإعلامي في المملكة العربية السعودية، وأين موقعه اليوم من هذه التغييرات المفصلية على الخارطة الإعلامية في كافة جوانبها.

يقدم الصحفي السعودي ومدير مكتب الشرق للأخبار في الرياض، خالد المطرفي رؤيته تجاه المشهد الإعلامي، فيقول لـ «عكاظ»: «إن السعودية تتمتع بمكانة إعلامية مرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي؛ وذلك من خلال تأسيس وتطوير أرقى المؤسسات الإعلامية وأكثرها موضوعيةً وتقدماً، وتأثيراً، إذ ترفد القطاع بأهم التقنيات والبرامج والمواهب الإعلامية، وتسليط الضوء على أهم القضايا التي تهم المواطن والمشاهد العربي».

ويضيف المطرفي الذي يتمتع بخبرة كبيرة ممزوجة بين الصحافتين الورقية والتلفزيونية: «إن الإعلام السعودي شهد خلال العقود الماضية تحولات مهمة على كافة الصُّعُد والمجالات، ومنها: التنظيمات والسياسات، والممارسة المهنية والتقنية، كما يواصل استفادته من التطور الحاصل اليوم؛ للارتقاء بقدراته المهنية وتسخيرها على أفضل وجه؛ لتقديم عمل إعلامي يُلبّي حاجات الجمهور وتعطشه للمعلومة، وفق أداء احترافي يلتزم بالمعايير والقيم المهنية».

وتعمل المملكة على تأكيد حضورها الإعلامي العالمي من خلال إنشاء مدينة إعلامية في «نيوم» تتضمن البث والإنتاج على وجه السرعة، إضافة إلى استضافة قنوات المنطقة والمكاتب الإقليمية للقنوات الأوروبية والأمريكية والآسيوية، فضلاً عن تنظيمها خلال شهر فبراير للمعرض السعودي الدولي للإعلام والبث الإذاعي، انطلاقاً من إيمانها بأهمية دور الإعلام في المنطقة أجمع.

ويؤكد الصحافي المطرفي أن «التطور التقني يتطلب تطوير مهارات الأفراد العاملين فيه، فالتدريب المتواصل المواكب لمستجدات العصر وتقنياته المتسارعة، من شأنه إحداث فارق كبير في الناتج الإعلامي، ولعل الاهتمام بجيل الشباب من المواهب الإعلامية، والتوجه إليهم بصفتهم عماد الحاضر وأمل المستقبل، يأتي في المقام الأول؛ وذلك لتعزيز مكانة الإعلام السعودي في الأوساط المحلية والإقليمية والدولية».

ويرى المطرفي أن المملكة العربية السعودية تمتلك كبرى الجامعات التي من شأنها تخريج أجيال من القيادات الإعلامية الشابة القادرة على إكمال مسيرة التقدم، خصوصاً أن الإعلاميين السعوديين يتصدرون المشهد في مختلف الأنماط والنماذج الإعلامية على مستوى المنطقة؛ لدرجة أن أسماء بعضهم هي الأكثر شهرةً، فضلاً عن تأثيرهم الكبير في منصات التواصل الاجتماعين خصوصاً منصة «تويتر» وهي خير شاهد على ذلك.

ولم يكتفِ المطرفي بذلك، بل أشار إلى أن الإعلامي السعودي يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة؛ إذ يُنظر إليه على أنه سفير لبلاده، يعكس بمهاراته وقدراته واحترافه في عمله وتألقه في مسيرته واقع الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة للارتقاء بالمشهد الإعلامي الوطني، والمنهج القويم، والممارسات الصحيحة، والتشريع الفاعل، والتعليم النوعي، والتطور التقني، ومواكبة العصر، هذا إلى جانب مجموعة القيم المجتمعية والممارسات الأخلاقية التي ينعم بها المجتمع السعودي.

سألنا الصحفي المطرفي عن رؤية الشرق للأخبار للمستقبل الإعلامي السعودي، فأجاب: «تُركز الشرق للأخبار على المواهب الإعلامية الشابة وتدريبهم والارتقاء بمهاراتهم؛ لتقدِّم محتوى يحمل أبعاداً جديدة يثري من تجربة الجمهور، ولم يَعُد خافياً على أحد مدى اهتمامها بمواكبة أحدث التطورات والتقنيات الحديثة، فنرى شاشة مشرقة ومحتوى احترافياً جذاباً بمختلف نماذجه، يتناسب مع الشريحة المستهدَفة من الجمهور على جميع المنصات، ويضع النقاط على الحروف.

ويختم قوله بأن النتاج الإعلامي الفسيفسائي الذي تقدمه الشرق للأخبار اليوم يعكس سرَّ نجاحها؛ فهي تستخدم أحدث تقنيات العصر في مجال التصوير والتقديم التلفزيوني؛ لإيصال المعلومة للقارئ بطريقة ممتعة، وسلسة، وعصرية، وفق اختيارات مدروسة للموضوعات والوثائقيات والمواهب الإعلامية المحلية المؤهلة.