كتاب ومقالات

تقشف هنا وبذخ هناك !

خالد السليمان

تلقى موظفو شركة كبرى تمس خدماتها قطاعا حيويا للنقل تعميما يفيد باستمرار تجميد العلاوة السنوية لعام آخر، بينما كانت الشركة قد خفضت وألغت العديد من المزايا والبدلات لموظفيها بسبب جائحة كورونا، لكن الشركة في المقابل لم تتوقف عن الصرف السخي في إقامة الاحتفالات الدعائية والمشاركة في الحملات وتقديم رعايات المجاملة !

مثل هذه السياسة في التعامل مع الموظفين لا تحفز على العطاء في شركة كبرى تعتمد على كفاءة أداء موظفيها في تقديم الخدمة المرضية في قطاع حيوي، بل على العكس تصيب الموظفين بالإحباط وتبدد مشاعر الإخلاص والولاء !

وعندما يقل أداء الموظف فيتردى مستوى الخدمة، فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض رضا العميل، وبالتالي خسارته لحساب المنافسين، مما ينعكس سلبا على أرباح الشركة !

لا أقول اصرفوا العلاوات أو أعيدوا المزايا والبدلات، فآثار الجائحة مازالت وقد يستغرق التعافي منها وقتا أطول، لكن على الأقل أوقفوا الصرف على الاحتفالات والحفلات والرعايات، فمن المستفز أن يجد الموظف من إدارته تقتيرا هنا وبذخا هناك على حساب مشاعره ومسؤولياته المعيشية !

باختصار.. إذا كانت الشركة ترفع شعار التقشف في هذه المرحلة الاستثنائية، فلا يجب أن ترفع شعارا في مكان وتخفضه في مكان آخر !