زوايا متخصصة

السعودية عائشة «هارت» البابطين.. من «ضفاف الشرقية» إلى استديوهات «هوليوود»

واجهت العنصرية في طفولتها.. وعانت العزلة في بريطانيا

عائشة هارت

«عكاظ» (جدة) Okaz_online@

عائشة هارت نجمة سعودية لمعت في سماء السينما العالمية، وسطعت أخيراً بمجموعة من الأعمال الفنية مع كبار ممثلي هوليوود، تحيطها مع كل ظهور فني لها هالة من القصص والروايات والأخبار عن هويتها وجنسيتها وأصولها ومسيرتها الفنية. نشأت عائشة عمر البابطين، في قلب المنطقة الشرقية وترعرعت بين أحضانها في سنواتها الأولى، قبل أن تشق مشوار حياتها في لندن، حيث سافرت أسرتها إليها منتصف التسعينات، لتشق مشوارها التعليمي من هناك حيث اصطدمت مبكراً بالتمييز الذي وجدته خلال الدراسة، وعانت في طفولتها من العنصرية بسبب شكلها ولون بشرتها الشرق أوسطي، وفرضت عليها حالة من العزلة والكآبة، إلا أنها تمكنت أخيراً من الصعود إلى ذروة الشهرة، وكتابة اسمها على لائحة مشاهير العالم في أضخم المواقع السينمائية العالمية.

رحلة التحول ومسيرة النجاح

علاقة السعودية عائشة عمر البابطين أو «عائشة هارت» بالسينما تبدو مثيرة لأولئك الطامحين في سبر هذه التحديات، فعلاوة على أنها تمتلك وجهاً جميلاً وحضوراً لافتاً مغرياً لصناع السينما، لكن شغفها قبل ذلك قادها إلى هذا العالم، سافرت عائشة في طفولتها مع أسرتها السعودية إلى بريطانيا وهي دون عمر الرابعة، حيث وُلِدَت لأمٍّ إنجليزية وأبٍ سعودي، وكان لرغبتها الجامحة وميولها إلى المجالات الثقافية أكثر من الجوانب العلمية، دور كبير في هذا التحول المهم في حياتها، حين التحقت بمدرسة الفنون الدرامية في لندن، لتضع أولى خطوات الطريق إلى النجومية، ثم شقت طريقها بقوة ابتداءً من الفيلم المستقل الشرف (2014)، مع الفنان الحاصل على الجوائز بادي كونسيدين، حتى توالت مشاركاتها بالعديد من الأدوار على خشبة المسرح وفي الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.

كانت تحلم بالعمل في مجال المحاماة وشغوفة بذلك، لكنها تحولت للانغماس في تعلم اللغة الإنجليزية وآدابها، قبل أن يغريها وهج السينما وفنون التمثيل على نحو يمهد لأن تكون من أشهر نجماته على مستوى العالم.

الطريق إلى هوليوود

لمع نجم هارت بشكل لافت في عدة أفلام عالمية مهدت لرواج نجوميتها لدّى صناع السينما العالميين، شاركت في الفيلم العالمي Colette إلى جانب النجمة البريطانية كيرا نايتلي، وخطفت الأنظار بعد أن أثبتت نفسها في السينما العالمية، وظهرت في عدة مسلسلات عالمية شهيرة من بينها:New Blood و Line of Duty و

‏ A Discovery of Witches والفيلم البريطاني Honor والفيلم الأمريكي Colette‏، وما انفكت تؤكد قيمة دورها كفنانة للعالم عموماً ومجتمعها خاصة، وخوض تحديات إبداعية بصفتها ممثلة ونفسية من منطلق إنسانيتها. بأعمال ذات معنى أكثر من مجرد ترفيه، لتكون جزءاً من صناعة تتمتع بالوعي والحقوق والمعرفة.

من السعودية وإليها

أما عملها الجديد «محارب الصحراء» الذي أتمت تصويره في المملكة، وتقوم ببطولته مع نخبة من الممثلين العالميين والعرب، أبرزهم أنتوني ماكي، الذي يلعب دور «كابتن أمريكا»، والممثل سير بن كينغسلي، وشارلتو كوبلي، والنجوم غسان مسعود، وسامي بوعجيلة، ولميس عمار، يُعدُّ حالة خاصة بالنسبة لها، فعلاوة على البُعد الفني الذي جذب «عائشة هارت» إلى مشاركاتها فيه، فإن بعداً آخر حفزها لخوض هذا التجربة والحماسة لها، فعلى أن الفيلم الذي تشارك فيه، يُعدُّ إنجازاً سينمائياً عالمياً نوعياً، لاسيما لاستديوهات MBC كونه أضخم فيلم تنتجه وأول فيلم عالمي بهذه الضخامة يُصوّر في السعودية، إلا أن عائشة بدت الأكثر حماسة بمشاركتها في بطولته انطلاقاً من محيطها الذي سيشكل حاضنةً أكبر لنجوميتها الخاصة وشعبيتها التي تشكلت في عالم هوليوود، فضلاً عن شعورها بقيمة التحولات الهائلة التي تشهدها المملكة والقفزات التي تحققت على كافة الأصعدة.

الفيلم تقدمه عائشة بطابع تاريخي في قصة مثيرة وقعت أحداثها الرئيسية في القرن السابع الميلادي، وجرى تصوير مشاهده بين مدينتي نيوم وتبوك في المملكة، بتوقيع المخرج البريطاني روبرت ويات، وهو الأضخم من حيث الإنتاج في المنطقة.

تؤدي فيه عائشة دور هند بنت النعمان التي زلزلت عرش كسرى، وتسببت في قيام معركة ذي قار الكبرى وهزيمة الفرس هزيمةً نكراء، و‫بحسب تصريحات عن عائشة فإن العمل يعد تحولاً مهماً بما ضم من مواهب عربية وغير عربية تقدم مزيجاً استثنائياً، لإبراز الثقافة الغنية للسعودية ومشاهدة إحدى أكثر المعارك إثارة وتأثيرا في التاريخ.

دعم آل إبراهيم للمواهب الواعدة
وتشهد الساحة الفنية ظهورا لافتا لعدد من المبدعين والمبدعات السعوديات، إذ أولى رئيس مجلس إدارة «مجموعة MBC» وليد آل إبراهيم اهتماما خاصا بدعم المواهب الواعدة عبر تمكينها من المشاركة في أعمال عالمية. وتبنت المجموعة إنتاج عدد من الأعمال السينمائية الضخمة بإنتاج غير مسبوق.