أخبار

«الميثامفيتامين».. سم جديد قاتل

خطورته تكمن في سهولة صنعه عبر «النت»..

متعب العواد (حائل) Motabalawwd@

عقار الميثامفيتامين يعد من أخطر أنوع المخدرات، إذ يكفي مبلغ زهيد يدفعه المدمنون مقابل هذا السم القاتل لتدميرهم وإضاعة مستقبلهم بل وحياتهم. وتزداد خطورة هذا العقار في إمكانية تصنيعه من مواد بسيطة وعادية تنتج فى النهاية المخدر شديد الخطورة الذي يقود متعاطيه إلى التورط في ارتكاب الجرائم والعنف والإهمال في النفس والمال.

ويصف الخبراء مخدر الميثامفيتامين بأنه «تخليقي» يعمل على تحفيز الجهاز العصبي وينتشر بشدة فى المناطق الريفية بجميع الولايات المتحدة إذ تمت الموافقة على استخدامه من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في علاج أعراض قصور الانتباه وفرط الحركة والسمنة الخارجية والبدانة الناشئة عن عوامل خارجة عن سيطرة المريض، ويمكن استخدامه أيضاً لدى البالغين والأطفال.

الريف الأمريكي.. مخبأ المروجين والصانعين

«عكاظ» تفتح ملف الميثامفيتامين وتبحر في تفصيل هذا النوع من المخدرات الذي يتردد أنه يضاهي في خطورته مخدر الاستوركس الذي يلقب بـ«المخدر القاتل». ويقول الاستشاري في علاج الإدمان وعلاج السموم الدكتور أحمد مدحت أن مخدر الميثامفيتامين انتشر بشكل كبير فى آخر خمس سنوات وزاد تناوله خصوصاً فى مناطق الريف الأمريكي. ويرجع السبب فى ذلك إلى سهولة تصنيعه وتخليقه بشكل سهل، إضافة إلى أنه يمكن الحصول على التركيبة جاهزة بشكل كامل من خلال الشبكة العنكبوتية ومن خلال مواقع متخصصة لبيع مثل هذه السموم والقاذورات المدمرة للفرد والأسرة والمجتمع. وضبط أكبر عدد من مختبرات تصنيع الميثامفيتامين في كاليفورنيا وإنديانا آيوا كانساس وأوريغون وواشنطن وتكساس وأوكلاهوما وميزوري، وهي كلها ولايات زراعية مهمة. وتعتبر مناطق الريف الأمريكي من الأماكن ذات المساحات الكبيرة والواسعة التي يسهل إخفاء المجرمين وتجار هذا النوع من السموم فيها. وترجع سهولة تصنيع أو تخليق هذا المخدر إلى أن الأشياء التي يتكون منها مصرح ببيعها بصورة شرعية بخلاف الأنواع الأخرى من المخدرات مثل الحشيش أو القنب الهندي والكوكايين وغيرها من الأنواع الأخرى.

إحمرار العينين والنشوة الكاذبة

يضيف الدكتور أحمد مدحت أن مدمني الميثامفيتامين تظهر عليهم العديد من الأعراض الظاهرة التي يلاحظها الناس من حولهم مثل التغير في السلوك وتضارب الانفعالات بين الشعور بالنشوة والسعادة بعد أخذ الجرعة والتوتر والعصبية الزائدة قبل الحصول عليها، كما يظهر على المدمن أيضاً احمرار العينين وكثرة الاستنشاق وسيلان الأنف، ويشعر المصاب بالإدمان بالصداع المستمر، والأرق، وعدم الرغبة في الطعام، ومن الأعراض التي تظهر لأهل المدمن ويمكن ملاحظتها في المنزل الطلب المستمر للمال دون مبرر، أو غياب المتعلقات من المنزل، والغياب خارج المنزل بصفة مستمرة، وانسحاب المدمن من جو الأسرة لخلق عالم خاص به.

المدمنون.. كيف نعالجهم؟

الأخصائي الاجتماعي مشعل الشمري يرى أن استعداد الإنسان ورغبته في الهروب من الواقع، تجعله يلجأ إلى تناول مخدر الميثامفيتامين وغيره من أنواع المواد المخدرة وهذا يرجع إلى بعض السمات الشخصية لدى كل فرد وأسلوب تربيته. ومثال على ذلك؛ أصدقاء السوء إذ إن للصداقات السيئة الدور الأكبر فى انحراف بعض الأشخاص واتجاههم لتناول الميثامفيتامين. ومن الأسباب غياب الوازع الديني لدى الفرد ما يساهم في الانحراف، إلى جانب الضغوط والمشكلات الحياتية الكبيرة التي لا يستطيع الفرد مواجهتها والتصدي لها، وكذا الحال يعد الفراغ من أهم الأسباب التي تؤدي بالشخص إلى إدمان مخدر الميثامفيتامين والمخدرات بأنواعها المختلفة. ويجب على الإنسان أن يستغل وقت فراغه بالمواظبة على الصلاة وتلاوة القرآن وأعمال كثيرة مفيدة كممارسة الرياضة أو قراءة الكتب والروايات المفيدة التى تعمل على شغل الوقت وإكساب الفرد ثقافة عامة تفيده فى حياته المهنية والشخصية وغيرها من الأعمال المفيدة.

يسلب القيمة الإنسانية

يضيف الأخصائي الاجتماعي مشعل الأسمري أن مخدر الميثامفيتامين يسلب القيمة الإنسانية لمن يتعاطاه ويحقر منه ويجعل منه أشبه بالبهائم، غير قادر على قيادة الأسرة وإدارتها بصورة سليمة حيث ينقطع المدمن عن جو العائلة بل وعن المجتمع كله وتنهار علاقته مع أسرته وأصدقائه، كما ينشأ التوتر والعصبية وسوء سلوك مدمن الميثامفيتامين ما يجعل الخلافات تنتشر داخل الأسرة حتى تضيع الأسرة كلها.

أعراض خطيرة

استشاري علاج الإدمان وعلاج السموم أحمد مدحت يؤكد أن مرحلة انسحاب السموم من الجسم تستهدف وقف تناول التعاطي وإزالة السموم بسرعة وأمان فانسحاب السموم من الجسم له أعراض خطيرة تختلف تبعاً لنوع المخدر وطول المدة التي تم فيها تعاطي المخدر ومدى تأثيره على الجسم وتوغله في دم المدمن. ومن أعراض انسحاب الميثامفيتامين الهلوسة، الأرق، القيء، التعرق الشديد، مشكلات في النوم، حدوث نوبات من التشنجات، آلام في العظام والعضلات، ارتفاع حرارة الجسم، ارتفاع ضغط الدم، زيادة معدل ضربات القلب، ومحاولة الانتحار.

وتتشابه أعراض انسحاب الميثامفيتامين مع أعراض انسحاب أنواع المخدرات الأخرى، لأن شتى أنواع المخدرات أو معظمها له التأثير ذاته على خلايا الدماغ في المخ، فجميع أنواع المخدرات تسيطر على عقل الإنسان وتجعله أسيراً لها.

وتشمل مرحلة انسحاب سموم الميثامفيتامين من الجسم: تقليل جرعة المخدر تدريجيّاً باستبدال المادة المخدرة بمواد أخرى مؤقتا تكون آثارها الجانبية أقل حدة، مثل الميثادون أو البوبرينورفين، ويلزم بعض الحالات دخول المستشفى لإجراء العلاج الانسحابي، في حين قد ينجح العلاج في العيادات الخارجية مع البعض. ويجب تقييم مدمن مخدر الميثامفيتامين صحيا للتأكد من عدم وجود فايروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، أو مرض السل، والتهاب الكبد الوبائي ب وج، أو غيرها من الأمراض المعدية التي يمكن أن يصاب بها أثناء تعاطي المخدرات.