أكد لـ«عكاظ» طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، أن صوم شهر رمضان الفضيل يشكل فرصة لجميع المرضى والأصحاء لتنقية الجسم من الشوائب التي تلحق به، ومن هؤلاء مرضى الروماتيزم شرط اتباع نظام صحي وسليم في تناول وجبتي الإفطار والسحور، إذ كشفت الدراسات أن الصيام يحسّن من التيبس الصباحي في المفاصل ويقلل بالتالي الألم والانتفاخ المفصلي وانخفاض سرعة الترسيب في الدم والتي تكون مرتفعة بسبب التهاب المفاصل.

وأشار إلى أن هناك العديد من الدراسات التي كشفت علاقة الروماتيزم بالصيام، ومنها دراسة بريطانية بينت أن الصيام عن الطعام بانتظام كفيل وحده بتخفيف آلام معظم الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل المزمن، إذ إن كل ما على الكثيرين من المرضى أن يفعلوه هو أن يتبعوا حمية غذائية تتضمن الصيام لأنه يعتبر طريقة قوية وفعالة للتخفيف من أعراض التهاب المفاصل وتعزيز نظام المناعة في الجسم، كما أظهرت دراسة ألمانية أن الصوم يمكن أن يحد من آلام المفاصل بشكل كبير، إذ وجدت الدراسة أن الصوم يساعد على الحد بشكل كبير من آلام المفاصل لدى بعض المرضى خلال 15 يوما، وتحسنت وظائف المفاصل لدى المرضى، كما تحسنت صحتهم بشكل عام.

وأشار إلى أن الصيام يؤدي إلى نقص إنتاج الليزوزوم من الخلايا البالغة في الدم، وقد يشرح هذا التأثير خاصية الصيام المضادة للالتهاب؛ لأن المحتويات الليزوزمية لها علاقة بمراحل الالتهاب المختلفة، بينما يحدث زيادة تركيز مادة الأندورفين في الدم والتي تعرف بدورها الفعّال في تخفيف الألم، ما يؤدي إلى انخفاض ألم المفاصل.

وتابع حسين أن مرضى الروماتيزم الذين يصومون تتحسن حالتهم بشكل واضح، وتحديدًا مرضى الروماتويد، حيث أن الصيام يقوي جهاز المناعة، مما ينبه لضرورة الاعتدال في الأكل والمحافظة على الوزن وتجنب الدهون الحيوانية مما يشكل نظام الأكل لمرضى الروماتيزم السليم والصحي، ومع ممارسة الرياضة ولو بأبسط أشكالها تجتمع العوامل الرئيسية للوقاية من الأمراض الروماتيزمية.

وخلص طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام إلى القول: تضمن العبادات في رمضان ومنها صلوات التراويح والقيام لمرضى الروماتيزم تمارين رياضية حركية، إذ تحافظ على ليونة المفاصل وتقلل من التيبس الناتج عن قلة الحركة ونشاط المريض، وفرصة لتخفيف الوزن أو ضبطه لتقليل الضغط على مفاصل الجسم، مع ضرورة تجنب الإجهاد النفسي والضغط العصبي، فشهر رمضان يحمل الكثير من الجوانب الإيجابية والراحة الصحية للاصحاء والمرضى لمن أحسن الاستفادة منه.