عقيدة نادي النصر
الجمعة / 22 / شعبان / 1443 هـ الجمعة 25 مارس 2022 16:01
عبدالله بن بخيت
كان الأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر الأسبق يقف أمام الكاميرا ويصرح بعد كل مباراة بأن الحكم سلب النصر فوزا مؤكدا، ثم يتهم الهلال بالمصيبة التي حلت بناديه، ثم يعقبها ببكائيات وتظلم ومطالبات لا تتعدى قيمتها لحظة التصريح. لم تبق هذه التصريحات التي رددها سموه مجرد تصريحات مناكفة أو تبرير، تحولت مع السنين إلى عقيدة ألزم بها كل من جاء بعده. مررت من جيل إلى جيل إلى جيل حتى ترسخت كتعويذة. لا يمكن أن تشجع النصر قبل أن تتشرب هذه العقيدة وترددها بإيمان لا يشوبه الشك.
في زمن مضى سيطر النصر عدة سنوات على الكورة في المملكة وراح يجرع الهلال الهزائم تلو الهزائم ومع ذلك ما زال الأمير يكرس أن النصر يتعرض لظلم تحكيمي. كان -رحمه الله- ينتظر أي هفوة من أي حكم في أي مكان ليعزز روح المظلومية.
ما السبب الذي يدعو المرحوم إلى تكريس هذه المظلومية رغم أن فريقه أصبح الأقوى. لن يجيب عن هذا السؤال من لم يعش فترة رئاسة الأمير للنصر التي امتدت من يفاعته حتى مماته.
صار عبدالرحمن بن سعود هو النصر والنصر هو عبدالرحمن بن سعود. خلال هذه السنوات المديدة مر على فرق المملكة الصغيرة والكبيرة عدد كبير من الرؤساء باستثناء النصر. كان رئيس الهلال رئيس الهلال فقط. بينما عبدالرحمن بن سعود كان هو رئيس النصر والناطق الرسمي باسم النادي ومحاسب النصر وصحفي النصر وبواب النصر ومدرب النصر، ومن يريد أن يدعم النصر لا مكان له داخل النادي. عليه أن يشجعه بقلبه وبماله وبلسانه في المدرجات فقط، أما من يريد أن يقدم أي إسهام في إدارة النادي فهذا مرفوض. كل الذين كان يأتي بهم ليعملوا معه يعملون بصمت ولا تتملكهم الرغبة في الشهرة أو الظهور ويفتقرون للطموح. هكذا كان يختارهم.
لكي تدرك حقيقة الأمير في نفوس جماهير النصر تأمل في لقب الرمز الذي أسبغوه عليه. كلمة غامضة تخفي وراءها حقيقة أجل وأرقى من مجرد رئيس ناد. هي في الحقيقة بديل لكلمة لا أستطيع البوح بها. أصبح رمزا متعاليا لا يوجه له النقد ولا تراجع أقواله.
إذا كانت هناك مؤامرة على النصر منذ حوالي خمسين سنة لماذا لم تحاول فعاليات النصر تحطيم هذا الظلم الممتد سنين طويلة بالتغلغل في المؤسسات التي تحاك فيها المؤامرة ومزاحمة المتآمرين. أليسوا مواطنين كغيرهم من أبناء البلد يحق لهم ما يحق لغيرهم. في الخمسين سنة التي خلت تغير كل شيء في العالم: دول نبتت ودول زالت، تقاتل الأصدقاء، وتصالح الأعداء. لم يبق في هذا العالم على حاله سوى هذه المؤامرة التي يرددها جمهور النصر. تجاوزت هذه التعويذة الحكام لتصبح صالحة لكل شيء. إذا نقلت مباراة النصر إلى مكان آخر صارت مؤامرة، وإذا تم تبديل موعد المباراة صارت مؤامرة، وإذا طرطش صنبور الماء في الملعب مؤامرة، وكل من يحاول مراجعة هذه العقيدة يتهم في ولائه (للكيان)، لاحظ كلمة الكيان.
المظلومية عقيدة هروبية كرسها المرحوم ليشدد قبضته على النادي فاحتاجها الرؤساء الذين ورثوه لتبرير أي فشل، وأخيرا أصبحت تعويذة لأي تصريح أو نص يكتبه أي مشجع نصراوي لإطفاء مرارة الإخفاق.
في زمن مضى سيطر النصر عدة سنوات على الكورة في المملكة وراح يجرع الهلال الهزائم تلو الهزائم ومع ذلك ما زال الأمير يكرس أن النصر يتعرض لظلم تحكيمي. كان -رحمه الله- ينتظر أي هفوة من أي حكم في أي مكان ليعزز روح المظلومية.
ما السبب الذي يدعو المرحوم إلى تكريس هذه المظلومية رغم أن فريقه أصبح الأقوى. لن يجيب عن هذا السؤال من لم يعش فترة رئاسة الأمير للنصر التي امتدت من يفاعته حتى مماته.
صار عبدالرحمن بن سعود هو النصر والنصر هو عبدالرحمن بن سعود. خلال هذه السنوات المديدة مر على فرق المملكة الصغيرة والكبيرة عدد كبير من الرؤساء باستثناء النصر. كان رئيس الهلال رئيس الهلال فقط. بينما عبدالرحمن بن سعود كان هو رئيس النصر والناطق الرسمي باسم النادي ومحاسب النصر وصحفي النصر وبواب النصر ومدرب النصر، ومن يريد أن يدعم النصر لا مكان له داخل النادي. عليه أن يشجعه بقلبه وبماله وبلسانه في المدرجات فقط، أما من يريد أن يقدم أي إسهام في إدارة النادي فهذا مرفوض. كل الذين كان يأتي بهم ليعملوا معه يعملون بصمت ولا تتملكهم الرغبة في الشهرة أو الظهور ويفتقرون للطموح. هكذا كان يختارهم.
لكي تدرك حقيقة الأمير في نفوس جماهير النصر تأمل في لقب الرمز الذي أسبغوه عليه. كلمة غامضة تخفي وراءها حقيقة أجل وأرقى من مجرد رئيس ناد. هي في الحقيقة بديل لكلمة لا أستطيع البوح بها. أصبح رمزا متعاليا لا يوجه له النقد ولا تراجع أقواله.
إذا كانت هناك مؤامرة على النصر منذ حوالي خمسين سنة لماذا لم تحاول فعاليات النصر تحطيم هذا الظلم الممتد سنين طويلة بالتغلغل في المؤسسات التي تحاك فيها المؤامرة ومزاحمة المتآمرين. أليسوا مواطنين كغيرهم من أبناء البلد يحق لهم ما يحق لغيرهم. في الخمسين سنة التي خلت تغير كل شيء في العالم: دول نبتت ودول زالت، تقاتل الأصدقاء، وتصالح الأعداء. لم يبق في هذا العالم على حاله سوى هذه المؤامرة التي يرددها جمهور النصر. تجاوزت هذه التعويذة الحكام لتصبح صالحة لكل شيء. إذا نقلت مباراة النصر إلى مكان آخر صارت مؤامرة، وإذا تم تبديل موعد المباراة صارت مؤامرة، وإذا طرطش صنبور الماء في الملعب مؤامرة، وكل من يحاول مراجعة هذه العقيدة يتهم في ولائه (للكيان)، لاحظ كلمة الكيان.
المظلومية عقيدة هروبية كرسها المرحوم ليشدد قبضته على النادي فاحتاجها الرؤساء الذين ورثوه لتبرير أي فشل، وأخيرا أصبحت تعويذة لأي تصريح أو نص يكتبه أي مشجع نصراوي لإطفاء مرارة الإخفاق.