رياضة

«أسيل» تتجول بسيارة فورمولا 1 في شوارع الرياض

فهد حميد الدين: ارتباط السياحة بالرياضة تتحقق معه تطلعات رؤية المملكة 2030

أمل السعيد (جدة) amal222424@

من قلب الحياة النشطة في عاصمة المملكة (الرياض).. أفسح الزمن إحدى صفحاته لسيارة ألباين E20 التي دار محركها ذو الـ 8 سلندرات في أنحاء متعددة من المدينة الجميلة.. وخلف مقودها جلست الشابة السعودية أسيل الحمد، ترافقها آبي بولينغ السائقة بأكاديمية ألباين.

«أسيل الحمد» التي مثلت المملكة من خلال لجنة النساء في مجال رياضة السيارات، التي أسستها إدارة الاتحاد الدولي للسيارات، هي عضو في الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وتتولى وضع الاستراتيجيات والسياسات لتعزيز وتعليم النساء وتدريبهن في رياضة المحركات في المملكة، وهي أيضاً عضو من أسرة ألباين، حيث شاركت فريقه في عام 2018 عندما قادت السيارة E 20 على المسار في حلبة بول ريكارد بفرنسا، في اليوم ذاته الذي سُمح فيه رسمياً للنساء بقيادة السيارة داخل المملكة.

أما آبي بولينغ، البالغة من العمر 19 عاما، التي ستتنافس في سلسلة دبليو هذا العام، فهي عضو في برنامج المنتسبين إلى ألباين، الذي يعد جزءاً من أكاديمية ألباين، ضمن برنامج ينمّي المواهب الواعدة للتنافس في سباقات الفورمولا 1، مع تدريبهم في كل ما يتعلق حول المسار الوظيفي والتدريب الإعلامي والتغذية وعلم النفس. وقد خاضت أول تجربة لسيارات الفورمولا 1 في هذا السباق التجريبي قبل يوم واحد فقط من ذكرى ميلادها.

الجولة بسيارة E 20 شكلت حدثا رعته هيئة السياحة السعودية، وشملت بعض أهم الوجهات بما في ذلك وادي حنيفة في الدرعية في حي طريف التاريخي؛ موطن ملوك المملكة وعاصمة الدولة السعودية الأولى، وذلك قبل توجه السائقتين عبر الأضواء الساطعة لمركز الملك عبدالله المالي النابض بالحياة.

خطوة ملهمة

«أسيل» أبدت سعادتها الكبرى بقيادة سيارة الفورمولا 1 مع فريق بي دبليو تي ألباين F1 مرة جديدة، وقالت: «الأكثر تميزًا هذه المرة هو القيام بذلك في بلدي المملكة العربية السعودية ومدينتي الرياض، وآمل أن تلهم هذه الخطوة الأجيال القادمة للوقوع في حب الفورمولا 1، وانضمام المزيد من الشابات والشباب إلى رياضة المحركات كمهنة مستقبلية». مضيفة أنها أيضا سعيدة جداً بمقابلة آبي، ووصفتها بأنها فتاة لطيفة تظهر الكثير من الطموح والشغف للسباقات، وأثبتت بأنه مع التدريب والقيادة يمكن للفتيات أن يصبحن سائقات محترفات. وأردفت بأن من المهم أن ترى الأجيال القادمة هذه الأمثلة وبأنه يمكن أن يكونوا أبطالاً في المستقبل ذكورا وإناثا، فكل ما يحتاجه الشخص هو أن يظهر موهبته، متعهدة بتشجيع الموهوبين وفتح الأبواب أمامهم ومتمنية رؤيتهم على المنصات في المستقبل القريب.

دعم المواهب

من جهتها، قالت آبي بولينغ: «لقد حصلت على تجربتي الأولى لسيارة فورمولا F1 في نهاية الأسبوع الماضي، وكان أمراً رائعاً، فقد بدأت بالتسابق عندما كنت في الثامنة من عمري وهدفي دائماً الوصول إلى الفورمولا 1، أنا مسرورة جداً لأنني اقتربت قليلاً من هدفي، من المهم جداً في هذا المجال تشجيع ودعم المواهب لتحقيق طموحاتهم، وأثبتت برامج مثل أكاديمية ألباين جنباً إلى جنب مع السباق التجريبي والمتسابقات بأنه لدينا الفرصة والمقدرة للقيام بذلك، لقد كان من دواعي سروري أن ألتقي بأسيل، وأن أسمع عن جميع مبادراتها لدعم المتسابقين والمتسابقات الشباب».

حدث ملهم للفتيات

أما لوران روسي، الرئيس التنفيذي لشركة ألباين، فقد صرح بالقول: «إن قيادة فتاتين لسيارة فورمولا 1 عبر عاصمة المملكة العربية السعودية، والمعالم التاريخية القديمة في قلب مدينة الرياض، يدل على أن أي شخص لديه ما يكفي من المهارة يمكنه متابعة أحلامه في رياضة السيارات». مضيفا: «أثبتت أسيل أن النساء من جميع الثقافات مرحب بهن، بينما أثبتت آبي بأن رياضة السيارات هي مسار مهني حقيقي للنساء، ونأمل أن يلهم هذا الحدث الفتيات من جيل الشباب، ويثبت بأن كل شيء ممكن».

بادرة تاريخية

وكان الرئيس التنفيذي عضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة فهد حميد الدين قد صرح قائلاً إن السياحة ترتبط بالرياضة ارتباطاً وثيقاً تتحقق معه تطلعات رؤية المملكة ٢٠٣٠ في شتى المجالات، وخصوصا جوانب التمكين والتشجيع والدعم والتدريب للشابات السعوديات، وأضاف في تصريحه: «أشعر بالسعادة والفخر وأنا الأب لابنتين؛ بالانضمام لهذه البادرة التاريخية، ومتابعة الشغف والإنجاز، وتحقيق آمال وطموحات جيل من الفتيات السعوديات المبدعات».

يذكر أن سيارات ألباين A 522 ستتزين بشعار «روح السعودية» خلال سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 في جدة.