كتاب ومقالات

رمضان.. يا لمسة الدفء

سارة الأهدل saraalahdl7@

كلما تذكرناك في شهور عامنا، ابتسمنا غبطة وحياءً.. فرحنا لفجرك المنير بالرحمات والسمو لأعلى الدرجات.. لصلاة الضحى المشرقة على أيامك ببركات صدقيتها ولذتها الخاصة بك.. لظُهرك الساكن كالثلث الأخير من الليل.. لعصرك المليء بالضحكات والتعاون وهدوء الخلوات وارتقاء الروح بالمناجاة.. صوت القرآن يعم الأرجاء.. يغمرنا فنفيض دعاءً ورجاء.. للون شفقك الممزوج مع بياض مآذن الحرم المكي وساحات المسجد النبوي.. وعلى خضرة القباب أذان مغربك من هام المآذن الطاهرِة ينساب.. بين الأزقة الحنونة على جص النوافذ من بين الأبواب.. يُذهبُ الضمأ وتبلل العروق.. تُمرر أكواب الماء وصحن التمر من يدٍ ليد يتبارك بسخاء.. وهمسات البشاشة والملاعق والدعاء.. تزيد اتصالك الجميل فينا.. تربت بحنوٍ على اكتاف لحظاتنا فنزداد ليناً.

وهناك.. تبتسم لنا الفوانيس المخضرة روحانية.. المحمرة خجلاً من فرط إحساننا.. المصفرة بهجة وفرحاً بنا.. نجوم السماء على زجاجها ولنا تبتسم.. لياليك مضيئة بالملائكة الحاضرة على كل موطئ قدم.. تستحيل الأرض حدائق تهتز وتزهو بخطواتنا إلى المساجد.. تتمايل رائحة العود بجانبِ محرابٍ مليء بالسجود وصلاة «التراويح» وخرزات التسابيح.. صلوات عميقة تتجذر بإذن خالقها في صحف أعمالنا.. شجرٌ مدهام لا يبس فيه يتبارك من لدن حكيم عليم بصدق النوايا.

يا لمسة الدفءِ في صقيع عمرنا.. يا رمضان.