كتاب ومقالات

رمضان والدواء.. إعادة برمجة بين التداخل والتجاهل

صبحي الحداد

د. صبحي الحداد sobhielhaddad@ صيدلي، مستشار إعلام صحي

مع اقتراب رمضان تكثر الاستفسارات عن كيفية تناول الأدوية وتوقيت أخذ جرعاتها، خصوصاً المصابين بأدواء مزمنة.

تتركز تلك الأدوية على «المضادات الحيوية»، وأدوية أمراض الصرع والقلب والسكري، وكلها لا بد من تعديل أوقات تناولها في هذا الشهر الفضيل إلا القليل منها، فهناك أدوية يتناولها المريض مرة واحدة أو مرتين؛ وهذه لا مشكلة في تناولها في الإفطار والسحور، والتي تؤخذ ثلاث مرات أو أكثر؛ فلا بد من مراجعة الطبيب لإيجاد بدائل مناسبة ومكافئة لها لتناولها مرة أو مرتين يومياً.

«مريض القلب» لا يسمح لهم بالصيام، مثل«المصابين بالجلطة الحديثة أو بهبوط القلب الحاد أو الذبحة القلبية، وإذا أصيب مريض الصرع بنوبة صرعية أثناء الصيام فعليه الإفطار فوراً بمواد غذائية تحتوي على نسبة عالية من السكر ثم مراجعة طبيبه لإعادة تنظيم العلاج وأخذ قرار الصيام من عدمه.

أما مريض السكري؛ فالأفضل قبل أن يأخذ أدويته (الأنسولين، والأقراص المخفضة للسكر) مراجعة طبيبه المختص قبل الشهر الكريم لعمل فحوصات وتحليلات والتأكد من القدرة على الصيام، ولا داعي لتغيير جرعة أقراص الميتفورمين (منظم السكر) لأنها لا تسبب انخفاضاً في نسبة السكر دون المعدل الطبيعي.

كما أن على مريض السكري مراجعة أخصائي التغذية وذلك للتغير الجذري في النظام الغذائي أثناء رمضان في فترة قصيرة بين المغرب والفجر، ولذلك ينصح الأطباء بعدة أمور:

أولاً: تناول كميات كبيرة من الأطعمة المحلاة عند وجبة الإفطار.

ثانياً: تناول الأطعمة النشوية بشكل أكبر.

ثالثاً: تناول وجبة السحور قبيل الفجر بقليل، للمحافظة على نسبة الجلوكوز أثناء الصيام.

رابعاً: تناول الفواكه الطازجة والزبادي بكميات أكبر.

خامساً: الإقلال من الأطعمة المقلية قدر الإمكان.

أخيراً:

يجب الانتباه إلى تداخل الأدوية في رمضان، فنوعية طعام الإفطار تؤثر على امتصاص بعض عناصر الدواء، مثلاً: شرب الشاي والقهوة وعصير البرتقال يزيد من امتصاص الأسبرين والمضادات الحيوية وبعض المنومات، ويؤدي إلى حبس مفعول بعض مضادات الاكتئاب والهيستامين.