كتاب ومقالات

حديث الأمير – المبادئ والثوابت

ماجد قاروب

حوار الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في مجلة ذا أتلانتيك الأمريكية أكد على الثوابت والمبادئ والقيم السعودية الراسخة من 3 قرون من عمر الزمان وهذا هو سر التفوق والتميز السعودي مع آل سعود.

حوار أكد على التغير والتطوير للأفضل الذي يشهده القاصي والداني والمحب والغيور والحاقد والحاسد لنا على نعم الأمن والأمان والرخاء والاستقرار.

حوار يحمل التأكيد على ما سبق أن طرحه الأمير حفظه الله من لحظة الانفتاح غير التقليدي وغير المسبوق لولي العهد في المملكة العربية السعودية بالحديث الإعلامي للشرح والتوضيح.

كل متابع ومراقب يدرك أن الحديث لم يخرج عن الأسس التي وضعت منذ اللقاء الأول الذي شمل جميع العناوين الرئيسية من مكافحة الفساد والنزاهة والشفافية والاقتصاد والترفيه والبطالة وسوق العمل والحوكمة والرقابة والتشريعات القضائية والقوة الناعمة والرياضة والطاقة وجودة الحياة. وفي كل لقاء لسموه الكريم نجد هناك تأكيداً على الثوابت وشرحاً للمستجدات وكل ذلك في إطار رؤية 2030 التي غيّرت وجه الإدارة الحكومية التي أثبتت قدرتها وفعاليتها في ظل أزمة كورونا بالرغم من الضغوط الأمنية والعسكرية المحيطة بنا من كل جانب، وآخرها الحرب الروسية الأوكرانية التي تؤكد على مكانة المملكة العربية السعودية وثقلها السياسي والاقتصادي على الصعيد العربي والإسلامي والدولي.

سأتتبع في سلسلة مقالاتي القادمة جزءاً من حوار سمو ولي العهد بحسب القطاع الذي تحدث عنه للتأكيد على أنه تأكيد دائم على الثوابت وفي مقدمتها الدين الصحيح السليم بعيداً عن الأهواء والتطرف والإرهاب والتشدد والغلو وفق صحيح المبادئ التي تعطي ولي الأمر الحق الشرعي لرسم السياسة الشرعية للبلاد والعباد ووجوب السمع والطاعة له بتوجيه رباني صحيح وصريح «وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم».

لقد أكد سموه على ثوابت الحكم السعودي المرتبط بملكية قائمة منذ ثلاثمائة عام، عاشت بها الأنظمة القبلية والحضرية طيلة السنوات الماضية، وكانت جزءاً من استمرار السعودية دولة ملكية.

تم تأسيس السعودية على الملكية المطلقة المكونة من آلاف الأنظمة تحتها من شيوخ قبائل ورؤساء مراكز وهجر، وهذا هو البعد التاريخي للأسرة المالكة السعودية قبل 600 سنة، كأسرة حاكمة، حيث أسسوا الدولة السعودية قبل 300 سنة، حيث أوضح سموه الكريم في شرحه أن الأسرة والدولة قد تعلمت الكثير من الدروس وتطورت كما تطور النظام، وعندما يأتي ملك جديد، يأتي ولي عهد جديد، ولا يحاولان تقويض سلطات الدولة الأساسية لأن هذه هي قوة السعودية.

أوضح سموه حفظه الله قائلاً نحن في السعودية ليس لدينا مفهوم الدماء الملكية، وطريقتنا كأسرة مالكة هي خدمة الشعب والحفاظ على وحدته، نحن جزء من الشعب، ووالدتي ليست من الأسرة المالكة، بل من أسرة قبلية، من قبيلة العجمان من قبائل يام، وإذا نظرتم إلى الأسرة المالكة، ستجدون أننا نتزوج من عامة الناس وليس لأي فرد من الأسرة المالكة حق خاص ليمارسه ضد الشعب، وإذا تخطى حدًّا فسيُعاقب مثل أي شخص في السعودية، وإذا ارتكب جريمة سيُعاقب ويواجه القانون كأي شخص في السعودية، أما كونه فرداً من الأسرة المالكة فهو لقب عليه احترامه.

هذا بعض من المبادئ والقيم والثوابت التي أكد عليها سموه من سيادة القانون وعمل سلطات الدولة القضائية والتنفيذية والتشريعية برعاية الملك الذي نرفع له وللشعب السعودي الكريم وكل مقيم وزائر ومعتمر لهذه الأرض الطاهرة خالص التبريكات بحلول شهر رمضان أعاده الله علينا والمسلمين باليُمن والبركات، وللحديث بقية.