مرتان صام المسلمون..28 يوماً!
هل يُبعد الفلكيون متحري الهلال؟
الجمعة / 29 / شعبان / 1443 هـ الجمعة 01 أبريل 2022 03:48
محمد الشهراني (الدمام) mffaa1@
في الوقت الذي دعت المحكمة العليا في المملكة إلى تحري رؤية هلال شوال خلال اليومين الماضيين، كما درجت في كل عام إلى تحري رؤية هلال رمضان وهلال ذي الحجة، قُبيل دخول الأشهر الفضيلة، فيكثر الحديث في العديد من الدول الإسلامية عن رؤية أهلة تلك الأشهر، وهل تم دخول الشهر فعليا أم أن هنالك تفاوتا من دولة لأخرى، إلا أن الكثير من الدول تعتمد على رؤية الهلال في السعودية لدخول هذه الأشهر.
وتعد عملية تحري رؤية الهلال وميلاد القمر الجديد الذي يحدد بداية مراقبة الشهر القمري مهمة في تحديد أشهر السنة الهجرية التي ترتبط الشعائر الإسلامية بها، وتبدأ عملية المراقبة بعد غروب شمس التاسع والعشرين من الشهر القمري مباشرةً، وتكون المراقبة محدودة بوقت قصير، لا يتجاوز الساعة أحيانا، ثم يختفي بعدها الهلال فلا يمكن رؤيته بعدها، ويتم الرصد في الأماكن المفتوحة التي يظهر الأفق فيها دون معوقات كالتلال والجبال والعمران، كما يبتعد الراصد عن مصادر الإضاءة المشوشة لعملية الرصد، فضلا عن عوامل الطقس ونسبة الرطوبة والغبار والغيوم التي تؤثر على وضوح الرؤية وإمكانيات الرصد.
متى لا تقبل الشهادة ؟
الخبير الفلكي سلمان آل رمضان قال لـ«عكاظ»، إن هلال كل شهر يرصد ومنه هلال رمضان وذي الحجة في التاسع والعشرين من الشهر القمري (الهجري)، وأول شروط الرصد والتحري هو أن يكون القمر قد دخل في دورة جديدة؛ وهو ما يعرف في علم الفلك بالاقتران وعند عامة الناس بولادة الهلال، ثم أن يكون للقمر مكث وهو أن يبقى بعد غروب الشمس وقتا كافيا يمكن خلاله أن يخف وهج الشمس وتحل الظلمة وأن يكون القمر قد صنع زوايا هندسية مع الشمس والأرض في مكان الرصد لتسمح بانعكاس نور الشمس على جزء منه وهو الهلال.
وأضاف آل رمضان أن الناس في زمن مضى درجوا على الرصد بشكل عشوائي في ليلة ٣٠ من الشهر ولم يكن هناك التفات للاقتران، فضلا عن الخصائص الهندسية، وكان يُكتفى بعدالة الشهود وتزكيتهم، لكن الوضع اليوم فيه معرفة، ودأب الفلكيون والراصدون الحقيقيون بنشر الثقافة الفلكية عموما منها ثقافة الرصد والاستهلال، فلم تعد الشهادة مقبولة قبل حدوث الاقتران أو غروب القمر قبل الشمس، لأن ذلك من المسلمات العلمية.
صيام 28 يوما.. ما الحل ؟
يرى الفلكي سلمان آل رمضان، أن لكل شهر ظروفا تختلف عما قبله وما بعده وفي التاريخ الإسلامي، عموما حصلت أحداث كثيرة حول هذا الأمر، خصوصا مع توسع رقعة البلاد الإسلامية وأصبح من المعتاد اختلاف البلدان في مواعيد بداية الأشهر وإن كان اللافت في الصوم والفطر، ففي التاريخ حدث صوم ٢٨ يوما بسبب غم عدة أشهر ما جعلهم يعدونها ٣٠ يوما، وفي نهاية رمضان وتحديدا ليلة ٢٩ ظهر الهلال واضحا، إلا أن الأمر تكرر قبل نحو ٣ عقود في السعودية بسبب عدم مراعاة علم الفلك والاكتفاء بعدالة الشهود، كتب عدد من الفلكيين والراصدون وتحدثوا في المحاضرات والندوات والمؤتمرات وفي الإعلام حول ذلك.
ويستذكر من صام رمضان في 1404هـ، بيان وزارة العدل من العام نفسه حول صيام رمضان 28 يوما وطلب البيان من المسلمين قضاء يوم إضافي ليتم لهم شهر رمضان 29 يوما، وأصدرت وزارة العدل آنذاك بيانا، جاء فيه «نظرا لثبوت دخول شهر شوال هذا العام 1404هـ الجمعة الموافق 30 رمضان حسب تقويم أم القرى بالبنية الشرعية المعدلة في غير موقع من المملكة.. وقد ثبت بذلك أن أول رمضان يوم الخميس والمسلمون في المملكة ومن صام بصومهم لم يصوموا إلا 28 يوما وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال (الشهر هكذا وهكذا وعدد مرة ثلاثين يوما ومرة تسعة وعشرين يوما).
لذا على المسلمين في المملكة ومن صام صيامهم، أن يصوموا يوما ليتم لهم الشهر 29 يوما كما صرح بذلك أهل العلم في مثل هذه الحالة استنادا لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة الشهر، ومن أراد أن يصوم ستة من شوال ألا يصومها إلا بعد قضاء هذا اليوم».
صيام يوم قضاء
ألقى فضيلة الشيخ محمد السبيل، رحمه الله، خطبة العيد في المسجد الحرام بعد ثبوت دخول شهر شوال، إذ صام المسلمون في ذلك العام 28 يوماً من رمضان بدلاً من 29 يوماً، وأكد الشيخ السبيل حينها ضرورة صوم يوم قضاء، لأنه فرض وهو مقدم على صوم النفل وكان ابن تيمية ذكر في فتاواه أن هذا حدث في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إذ صاموا 28 يومًا، وأمرهم علي بصيام اليوم الذي نقصهم وإتمام الشهر 29 يوماً.
كيف يعلم الناس دخول العيد ؟
تمثل وسائل الإعلام منذ القدم أهمية بالغة في التعريف للناس بدخول الشهر الفضيل، حيث كانت تمثل الإذاعة سابقا المصدر الوحيد في العديد من بلدان العالم في دخول شهر وكذلك رمضان دورا مهما في الإعلان عن رؤية الهلال، ومع ظهور التلفاز والتطور في تلقي المعلومات بدأ الناس في الجلوس خلف شاشات التلفزة لمشاهدة نشرات الأخبار لمعرفة دخول هلال رمضان بعد اعتماد الرؤية من هيئة كبار العلماء.
ما حكم من رأى وحده ؟
• بم يثبت دخول شهر رمضان وخروجه، وما حكم من رأى الهلال وحده عند دخول الشهر أو خروجه؟
•• أجاب على هذا السؤال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- وقال: يثبت دخول الشهر وخروجه بشاهدي عدل فأكثر، ويثبت دخوله فقط بشاهد واحد، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا».
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم، أنه أمر الناس بالصيام بشهادة ابن عمر رضي الله عنهما، وبشهادة أعرابي، ولم يطلب شاهدًا آخر. والحكمة في ذلك والله أعلم، الاحتياط للدين في الدخول والخروج، كما نص على ذلك أهل العلم، ومن رأى الهلال وحده في الدخول أو الخروج ولم يعمل بشهادته، فإنه يصوم مع الناس، ويفطر مع الناس، ولا يعمل بشهادة نفسه في أصح أقوال أهل العلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون».
وتعد عملية تحري رؤية الهلال وميلاد القمر الجديد الذي يحدد بداية مراقبة الشهر القمري مهمة في تحديد أشهر السنة الهجرية التي ترتبط الشعائر الإسلامية بها، وتبدأ عملية المراقبة بعد غروب شمس التاسع والعشرين من الشهر القمري مباشرةً، وتكون المراقبة محدودة بوقت قصير، لا يتجاوز الساعة أحيانا، ثم يختفي بعدها الهلال فلا يمكن رؤيته بعدها، ويتم الرصد في الأماكن المفتوحة التي يظهر الأفق فيها دون معوقات كالتلال والجبال والعمران، كما يبتعد الراصد عن مصادر الإضاءة المشوشة لعملية الرصد، فضلا عن عوامل الطقس ونسبة الرطوبة والغبار والغيوم التي تؤثر على وضوح الرؤية وإمكانيات الرصد.
متى لا تقبل الشهادة ؟
الخبير الفلكي سلمان آل رمضان قال لـ«عكاظ»، إن هلال كل شهر يرصد ومنه هلال رمضان وذي الحجة في التاسع والعشرين من الشهر القمري (الهجري)، وأول شروط الرصد والتحري هو أن يكون القمر قد دخل في دورة جديدة؛ وهو ما يعرف في علم الفلك بالاقتران وعند عامة الناس بولادة الهلال، ثم أن يكون للقمر مكث وهو أن يبقى بعد غروب الشمس وقتا كافيا يمكن خلاله أن يخف وهج الشمس وتحل الظلمة وأن يكون القمر قد صنع زوايا هندسية مع الشمس والأرض في مكان الرصد لتسمح بانعكاس نور الشمس على جزء منه وهو الهلال.
وأضاف آل رمضان أن الناس في زمن مضى درجوا على الرصد بشكل عشوائي في ليلة ٣٠ من الشهر ولم يكن هناك التفات للاقتران، فضلا عن الخصائص الهندسية، وكان يُكتفى بعدالة الشهود وتزكيتهم، لكن الوضع اليوم فيه معرفة، ودأب الفلكيون والراصدون الحقيقيون بنشر الثقافة الفلكية عموما منها ثقافة الرصد والاستهلال، فلم تعد الشهادة مقبولة قبل حدوث الاقتران أو غروب القمر قبل الشمس، لأن ذلك من المسلمات العلمية.
صيام 28 يوما.. ما الحل ؟
يرى الفلكي سلمان آل رمضان، أن لكل شهر ظروفا تختلف عما قبله وما بعده وفي التاريخ الإسلامي، عموما حصلت أحداث كثيرة حول هذا الأمر، خصوصا مع توسع رقعة البلاد الإسلامية وأصبح من المعتاد اختلاف البلدان في مواعيد بداية الأشهر وإن كان اللافت في الصوم والفطر، ففي التاريخ حدث صوم ٢٨ يوما بسبب غم عدة أشهر ما جعلهم يعدونها ٣٠ يوما، وفي نهاية رمضان وتحديدا ليلة ٢٩ ظهر الهلال واضحا، إلا أن الأمر تكرر قبل نحو ٣ عقود في السعودية بسبب عدم مراعاة علم الفلك والاكتفاء بعدالة الشهود، كتب عدد من الفلكيين والراصدون وتحدثوا في المحاضرات والندوات والمؤتمرات وفي الإعلام حول ذلك.
ويستذكر من صام رمضان في 1404هـ، بيان وزارة العدل من العام نفسه حول صيام رمضان 28 يوما وطلب البيان من المسلمين قضاء يوم إضافي ليتم لهم شهر رمضان 29 يوما، وأصدرت وزارة العدل آنذاك بيانا، جاء فيه «نظرا لثبوت دخول شهر شوال هذا العام 1404هـ الجمعة الموافق 30 رمضان حسب تقويم أم القرى بالبنية الشرعية المعدلة في غير موقع من المملكة.. وقد ثبت بذلك أن أول رمضان يوم الخميس والمسلمون في المملكة ومن صام بصومهم لم يصوموا إلا 28 يوما وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال (الشهر هكذا وهكذا وعدد مرة ثلاثين يوما ومرة تسعة وعشرين يوما).
لذا على المسلمين في المملكة ومن صام صيامهم، أن يصوموا يوما ليتم لهم الشهر 29 يوما كما صرح بذلك أهل العلم في مثل هذه الحالة استنادا لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة الشهر، ومن أراد أن يصوم ستة من شوال ألا يصومها إلا بعد قضاء هذا اليوم».
صيام يوم قضاء
ألقى فضيلة الشيخ محمد السبيل، رحمه الله، خطبة العيد في المسجد الحرام بعد ثبوت دخول شهر شوال، إذ صام المسلمون في ذلك العام 28 يوماً من رمضان بدلاً من 29 يوماً، وأكد الشيخ السبيل حينها ضرورة صوم يوم قضاء، لأنه فرض وهو مقدم على صوم النفل وكان ابن تيمية ذكر في فتاواه أن هذا حدث في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إذ صاموا 28 يومًا، وأمرهم علي بصيام اليوم الذي نقصهم وإتمام الشهر 29 يوماً.
كيف يعلم الناس دخول العيد ؟
تمثل وسائل الإعلام منذ القدم أهمية بالغة في التعريف للناس بدخول الشهر الفضيل، حيث كانت تمثل الإذاعة سابقا المصدر الوحيد في العديد من بلدان العالم في دخول شهر وكذلك رمضان دورا مهما في الإعلان عن رؤية الهلال، ومع ظهور التلفاز والتطور في تلقي المعلومات بدأ الناس في الجلوس خلف شاشات التلفزة لمشاهدة نشرات الأخبار لمعرفة دخول هلال رمضان بعد اعتماد الرؤية من هيئة كبار العلماء.
ما حكم من رأى وحده ؟
• بم يثبت دخول شهر رمضان وخروجه، وما حكم من رأى الهلال وحده عند دخول الشهر أو خروجه؟
•• أجاب على هذا السؤال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- وقال: يثبت دخول الشهر وخروجه بشاهدي عدل فأكثر، ويثبت دخوله فقط بشاهد واحد، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا».
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم، أنه أمر الناس بالصيام بشهادة ابن عمر رضي الله عنهما، وبشهادة أعرابي، ولم يطلب شاهدًا آخر. والحكمة في ذلك والله أعلم، الاحتياط للدين في الدخول والخروج، كما نص على ذلك أهل العلم، ومن رأى الهلال وحده في الدخول أو الخروج ولم يعمل بشهادته، فإنه يصوم مع الناس، ويفطر مع الناس، ولا يعمل بشهادة نفسه في أصح أقوال أهل العلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون».