أخبار

الرئيس اليمني: الحوثيون يطمحون لتطبيق التجربة الإيرانية في اليمن

الحرب فُرضت علينا.. ونواجه الانقلاب بدعم أشقائنا

«عكاظ» (الرياض)

أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من نظام طهران تطمح لتطبيق التجربة الإيرانية في اليمن، مشدداً على أن الحرب فرضها الحوثيون على الشعب اليمني ولا سبيل لوقفها إلا بسلام عادل مبني على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرارات الأممية وفي مقدمتها القرار ٢٢١٦.

وقال الرئيس في كلمته التي ألقاها (الإثنين)، خلال إقامته مأدبة إفطار حضرها نائبه الفريق الركن علي محسن صالح، ورئيسا مجلسي الوزراء والشورى الدكتور معين عبدالملك والدكتور أحمد عبيد بن دغر، ومستشارو رئيس الجمهورية، وأعضاء مجلسي النواب والشورى والسلطات القضائية، وقيادات المؤسسة العسكرية والأمنية وعدد من القيادات والشخصيات الوطنية: «إخواني وأخواتي الحضور.. أنتم رموز وقيادات الدولة اليمنية بمختلف سلطاتها ومكوناتها وأطيافها، ووجودكم اليوم في هذه اللحظة التاريخية ضمن المشاورات «اليمنية ـ اليمنية» برعاية الأشقاء بمجلس التعاون الخليجي هي فرصة حقيقية مهمة، فرصة لنقييم وضعنا.. لنوحد صفنا.. لننشد السلام والوئام.. وللنظر للمستقبل، ويؤسفني عدم حضور الحوثيين الذين مددنا إليهم يدنا للسلام عدة مرات وفي كل مشاورات أو مفاوضات».

ووجه الرئيس اليمني 4 رسائل في كلمته..

الرسالة الأولى للحوثيين:

«كنت أتمنى أن يلبي الحوثيون هذه الدعوة من الأشقاء في مجلس التعاون، وأن يضعوا مصلحة اليمنيين فوق كل مصلحة، ومن هنا أدعوهم مرة أخرى لمراجعة حساباتهم والنظر من حولهم لحال شعبنا اليمني الذي يعاني في داخل وخارج اليمن من جراء هذه الحرب المستمرة التي تدخل عامها الثامن بسبب طموحاتهم غير المشروعة بتطبيق التجربة الإيرانية في اليمن».

«أقول لكم: عودوا كمكون سياسي يمني يلتزم بالثوابت الوطنية الجمهورية والوحدة والديمقراطية وتعالوا لطاولة الحوار لنصنع السلام لشعبنا اليمني ولنعود لمسار بناء الدولة المدنية الاتحادية التي توافقنا جميعا على بنائها في مؤتمر الحوار الوطني، ابتعدوا عن مشاريع إيران التدميرية، عودوا لنلملم جراح وطننا الممزق، لنجعل ولاءنا لليمن الواحد والكبير، يدنا ممدودة لكم لسلام شامل وعادل مبني على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرارات الأممية وفي مقدمتها القرار ٢٢١٦».

الرسالة الثانية لقيادات الدولة وللمكونات:

«أدعوكم جميعا لاستغلال هذا الحشد الوطني في هذه المشاورات لتوحيد الصفوف والترفع عن كل الولاءات والحسابات الضيقة، كونوا كبارا كما هو بلدنا كبير بشعبه وتاريخه، وحدوا صفوفكم وصفوا قلوبكم وانظروا للمستقبل احتراماً وإجلالاً لدماء الشهداء الأخيار وأنين الجرحى والمعتقلين ولمعاناة كل الشعب اليمني، وأنا معكم ومع أي توصيات تدعم وحدة الصف وتسعى لبناء دولة بمؤسسات وطنية قوية تصحح أي اختلالات.. أنا مع أي جهود تسعى لتحقيق السلام لأبناء شعبنا اليمني الذي سوف يسألنا الله جميعا عنه.. أنا معكم كما كنت في مؤتمر الحوار الوطني وفي كل تجمعات ومؤتمرات ومفاوضات تسعى لتحقيق السلام وتوحيد الصفوف وجمع الكلمة بما يحقق الأمن والاستقرار لبلدنا وشعبنا».

«هذه فرصة كبيرة أمامنا جميعا لأن نتحدث في ما بيننا بمسؤولية وأن نضع مصلحة وطننا فوق اعتباراتنا الخاصة، فنجاح هذه المشاورات هي مهمتنا جميعاً، وليست فقط مهمة الأشقاء، فالقضية اليمنية هي قضيتنا نحن، نريد أن تخرج هذه المشاورات بما يحقق السلام كل السلام لليمن واليمنيين وبما يحقق أهدافنا جميعا في استعادة الدولة بكامل مؤسساتها وإنهاء الانقلاب والحفاظ على ثوابتنا ومكتسباتنا الوطنية».

الرسالة الثالثة لأبناء الشعب اليمني:

«والله إنني أتألم على كل معاناتكم وظروفكم التي تمرون بها، وأعلم أن الحرب أنهكتكم جميعا، فدماء شهدائنا في كل المناطق غالية بما فيها دماء أبنائنا المغرر بهم من الحوثيين، فدم اليمني على اليمني حرام، والوضع الاقتصادي والخدمي صعب، ولكنها حرب فرضت علينا ولا سبيل لنا إلا السلام ووقفها، ولكن على أسس تضمن العدالة والمساواة لكل اليمنيين، فلا فرق بين يمني ويمني، وعلى مبدأ السلام الشامل والعادل والدائم الذي لا يؤدي لحروب وصراعات أخرى، سلام يحترم التضحيات ويحقق الطموحات المشروعة لأبناء الشعب، سلام يعيش فيه الجميع سواسية، سلام لا يملك السلاح فيه إلا الدولة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية الوطنية، سلام يأمن فيه جيراننا وأشقاؤنا من أي مهددات، سلام نعود فيه جميعا لبناء يمن اتحادي مدني وديمقراطي نبني فيه مستقبلا أفضل لأبنائنا».

«تعلمون جميعا أننا وافقنا على هدنة إنسانية لمدة شهرين تتخللها بعض الإجراءات التي نظن أنها تساعد أبناءنا المواطنين، صحيح نحن قدمنا بعض التنازلات لكننا نقدم التنازلات من أجل المواطن، نعلم جميعاً أن الشعب اليمني يعرف حقيقة من يحاصره ومن يوقف قاطرات النفط ويصر على تحصيل الإيرادات ويثقل كاهل المواطنين بالأعباء ويمتنع عن تحمل مسؤولياته في دفع المستحقات للمواطنين، ومن يصر على حصار أبناء تعز ويرفض حتى مجرد الإفصاح عن حالة المعتقلين، ولذلك نحن حين نتنازل فإننا نتنازل من أجل ذلك المواطن الذي قررنا مواجهة الانقلاب والتمرد بدعم أشقائنا أساساً من أجله ومن أجل حماية مكتسباته والدفاع عن خياراته ومصالحه».

الرسالة الرابعة للأشقاء بدول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية:

«نعلم أن الحرب أنهكت الجميع بمن فيهم أنتم الذين لم تبخلوا يوما بشيء لليمن واليمنيين، فدماء أبنائكم الغالية اختلطت بدماء أبنائنا من أجل أن يبقى اليمن ضمن نسيجه العربي الواحد، ومن هنا أوجه التحية كل التحية لأشقائنا الكرام في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وأدعوكم كما عهدناكم دائما أن تقفوا مع الشعب اليمني العزيز والكريم بحزمة اقتصادية عاجلة تخفف وطأة هذه الحرب، فإخوانكم في اليمن يعانون الجوع والفقر والمرض بسبب هذه الحرب المدمرة، كما أشكركم على كل ما قدمتموه وتقدمونه من أجل اليمن واليمنيين وعلى كل جهودكم الصادقة لوقف الحرب والتوجه نحو سلام عادل وشامل من أجل اليمنيين، وعلى دعوة مجلس التعاون لكافة المكونات اليمنية بمن في ذلك الحوثيون للمشاركة في هذه المشاورات، ونكرر دعوتنا لهم لتغليب صوت الحكمة والانضمام لإخوانهم من بقية المكونات الوطنية».

واختتم الرئيس اليمني حديثه قائلا: «أحييكم جميعاً.. وأحيي كل المشاركين في هذه المشاورات اليمنية ـ اليمنية.. أحيي كافة النساء والشباب.. وأحيي كافة الإعلاميين المشاركين.. أحيي كافة أبنائنا في الجيش الوطني والمقاومة الأبطال في كل مكان».

«الرحمة والخلود لكل شهدائنا.. الشفاء لجرحانا الأبطال.. الحرية للأسرى والمعتقلين.. التحية والإجلال لكل المرابطين المدافعين عن عروبة اليمن الكبير.. والسلام كل السلام لليمن واليمنيين».