كتاب ومقالات

الرياض وهندسة السلام اليمني

حمود أبوطالب

لم يكن التفاؤل يصل إلى النتيجة التي تمخضت عنها المشاورات اليمنية اليمنية في الرياض، كنا نأمل الوصول إلى أكبر قدر ممكن من التوافق للخروج من عنق الأزمة الثقيلة وفي نفس الوقت نخشى أن تؤثر الخلافات الكثيرة والعميقة على تحقيق التوافق المأمول، لكن اليمنيين فاجأونا بنتيجة مبهجة أكبر وأهم من التوقعات، تبعث أملاً حقيقياً كبيراً في أن اليمن سيكون في المسار الصحيح لإنهاء أزمته.

لقد هيأت الرياض ظروفاً استثنائية في إيجابيتها للقاء ذلك الجمع الكبير من مختلف مكونات الطيف اليمني استجابةً لمبادرة مجلس التعاون الخليجي، وكان حرص الرياض كبيراً وصادقاً على نجاح المشاورات بتهيئة كل الأسباب الكفيلة بذلك، رغم التشويش والتشكيك الذي أثاره بعض المستفيدين من استمرار الأزمة الذين تخلوا عن وطنيتهم، لقد وضعت الرياض المجتمعين أمام محك تأريخي تجاه وطنهم، وبذلت كل جهودها لإذابة الخلافات وتقريب وجهات النظر، فأثبتوا أنهم على قدر المسؤولية وفي مستوى تطلعات الشعب اليمني وأشقاء وأصدقاء اليمن الذين يريدون عودته إلى السلام والوئام والحياة اللائقة بشعبه وتأريخه، وللإنصاف فإنه لا بد من إكبار وطنية الرئيس عبد ربه منصور هادي بقراره الشجاع تسليم السلطة إلى مجلس قيادي رئاسي وإقالة نائبه ليتأسس مشهد جديد يخلو من ترسبات الماضي وشروخه العميقة.

المسؤولية الآن يتحملها بشكل كامل المجلس الرئاسي اليمني، وهي مسؤولية ضخمة وحساسة لكنها قابلة جداً للنجاح إذا عمل المجلس بروح جماعية وبمنأى تام عن الأجندات الخاصة السابقة، ومن منطلق أنه يمثل الشعب اليمني وشرعية الدولة اليمنية مقابل الطرف الحوثي الذي لا يملك سوى خيار الانخراط في المسار السياسي السلمي أو مواجهة جبهة موحدة تمثل كل اليمنيين.

دعواتنا بالخير والسلام لليمن العزيز.