رنَّة شوق.. حنَّة توق.. «التمثيليات» القديمة و«التلفزيون» الخشبي.. بكاء حنين
خماسية «هل؟» في الدراما العربية: تُريق «البهاتة».. تُزهق «الركاكة».. تُعيد «الوضاءة»
الأربعاء / 12 / رمضان / 1443 هـ الأربعاء 13 أبريل 2022 00:12
طالب بن محفوظ (جدة) talib_mahfooz@
جيل الثمانينات الميلادية وما قلبها؛ تفوح منه «رائحة شوق» لبرامج و«تمثيليات» ارتبطت بجيل ذهبي لنجوم أفلت.. جيلٌ تائقٌ إلى «رنة حنين» لمعانقة صندوق «التلفزيون» الخشبي السحري.. جيلٌ متلهفٌ إلى «طعم الذكريات» بالأبيض والأسود أو بدايات الألوان الباهتة.. جيلٌ يشعر بالابتهاج حين يستجلب الماضي بمشاهدة تمثيلية أو شهود مسرحية أو سماع أغنية. شَوقٌ جامحٌ.. إلى أعمال درامية قديمة خالدة: مسابقة رمضان «فوازير الأطفال»، «تحفة ومشقاص»، «أبو مسامح»، «أصابع الزمن»، «الكاميرا الخفية»، «خالتي قماشة»، «درب الزلق»، «أبي وأمي مع التحية»، «ليالي الحلمية»، «رأفت الهجان».
حنينٌ شامخٌ.. إلى أغاني رمضان بجمالها وسحرها؛ «وحوي يا وحوي» (1937)، «والله بعودة يا رمضان»، «رمضان جانا»، «مرحب شهر الصوم»، و«أهوه جاء يا ولاد».
تلهفٌ طامحٌ.. إلى أعمال تلفزيونية تستقي أحداثها من روايات كبار الأدباء العرب؛ كما فعل بعض صنَّاع الدراما العام الحالي؛ مثل: مسلسل «ساق البامبو» للروائي سعود السنعوسي الحاصل بتلك الرواية على جائزة البوكر 2013، ومسلسل «أفراح القبة» المأخوذ من روايتي الطريق واللص والكلاب للنجيب العربي الراحل نجيب محفوظ.
تلك الدراما الإذاعية والتلفزيونية القديمة بتاريخها الطويل وجودة إنتاجها وتوهج نجومها؛ اهتمت بالشأن العربي ككل، وجعلت اللهجات المحلية للدول العربية أكثر شيوعاً وتبادلاً بين أبنائها.. وبين المسلسلات التاريخية والبوليسية القديمة قاسماً مشتركاً؛ تجسيد الحقائق التاريخية عبر العصور، وتقتبس أحداثا حقيقية معاصرة.
أما صناعة الدراما الحديثة فشهدت انحداراً بائناً، ففي الأعوام الرمضانية الأخيرة أثارت المسلسلات انتقادات شديدة في محتواها ومضمونها؛ مبالغتها في إظهار الجوانب المظلمة للمجتمعات العربية، التركيز على العنف والجريمة، وزيادة المشاهد والأزياء الفاضحة.. ذلك الذي رسم في وجدان المشاهد صورة ذهنية سلبية عن مجتمعاتنا العربية.
وإذا كانت تلك الدراما الحديثة باهتة الجودة، مكررة النصوص، فاقدة الرونق، ناقصة البريق، أصابتها التقنية الحديثة بـ«الركاكة»؛ فهناك ثلاثة «هل» استفهامية: هل هناك فجوة بين الأعمال التلفزيونية قديماً وحديثاً؟ هل تعود الدراما المأخوذة من روايات عظماء القلم لتترجم إلى صوت وصورة؟ وهل تستعيد الأعمال الدرامية توهجها بالاستقاء من الأدب؟.. والإتمام باثنتين من الـ«هل»: هل أصبحت المسلسلات من لوازم رمضان؟ وهل المسلسلات لا تصلح إلا بالتوابل؛ العنف والجنس؟
حنينٌ شامخٌ.. إلى أغاني رمضان بجمالها وسحرها؛ «وحوي يا وحوي» (1937)، «والله بعودة يا رمضان»، «رمضان جانا»، «مرحب شهر الصوم»، و«أهوه جاء يا ولاد».
تلهفٌ طامحٌ.. إلى أعمال تلفزيونية تستقي أحداثها من روايات كبار الأدباء العرب؛ كما فعل بعض صنَّاع الدراما العام الحالي؛ مثل: مسلسل «ساق البامبو» للروائي سعود السنعوسي الحاصل بتلك الرواية على جائزة البوكر 2013، ومسلسل «أفراح القبة» المأخوذ من روايتي الطريق واللص والكلاب للنجيب العربي الراحل نجيب محفوظ.
تلك الدراما الإذاعية والتلفزيونية القديمة بتاريخها الطويل وجودة إنتاجها وتوهج نجومها؛ اهتمت بالشأن العربي ككل، وجعلت اللهجات المحلية للدول العربية أكثر شيوعاً وتبادلاً بين أبنائها.. وبين المسلسلات التاريخية والبوليسية القديمة قاسماً مشتركاً؛ تجسيد الحقائق التاريخية عبر العصور، وتقتبس أحداثا حقيقية معاصرة.
أما صناعة الدراما الحديثة فشهدت انحداراً بائناً، ففي الأعوام الرمضانية الأخيرة أثارت المسلسلات انتقادات شديدة في محتواها ومضمونها؛ مبالغتها في إظهار الجوانب المظلمة للمجتمعات العربية، التركيز على العنف والجريمة، وزيادة المشاهد والأزياء الفاضحة.. ذلك الذي رسم في وجدان المشاهد صورة ذهنية سلبية عن مجتمعاتنا العربية.
وإذا كانت تلك الدراما الحديثة باهتة الجودة، مكررة النصوص، فاقدة الرونق، ناقصة البريق، أصابتها التقنية الحديثة بـ«الركاكة»؛ فهناك ثلاثة «هل» استفهامية: هل هناك فجوة بين الأعمال التلفزيونية قديماً وحديثاً؟ هل تعود الدراما المأخوذة من روايات عظماء القلم لتترجم إلى صوت وصورة؟ وهل تستعيد الأعمال الدرامية توهجها بالاستقاء من الأدب؟.. والإتمام باثنتين من الـ«هل»: هل أصبحت المسلسلات من لوازم رمضان؟ وهل المسلسلات لا تصلح إلا بالتوابل؛ العنف والجنس؟