زوايا متخصصة

«المُسْتَخْفِية» تبتلعُ أمريكا!

1.000.000 حالة جديدة يومياً.. وخبراء يتوقعون أن تكون «بُعْبُع» الشتاء القادم

متطوع صيني يستخدم مكبر صوت لمخاطبة سكان مبنى يخضع للإغلاق في شنغهاي. (وكالات)

«عكاظ» (لندن، واشنطن) OKAZ_online@

بعد نحو يوم من ارتفاع العدد التراكمي لإصابات العالم بفايروس كوفيد-19 الى أكثر من 500 مليون إصابة؛ أعلنت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أمس أن سلالة BA.2، المنبثقة وراثياً من أوميكرون، التي تعرف علمياً بـBA.2، غدت تهيمن على 90% من عدد الإصابات الجديدة في ولايات شمال شرقي الولايات المتحدة؛ أي أنها تصيب 9 من كل 10 أشخاص في تلك الأرجاء. وحذرت من أن هذا التفشي المتسارع يرافقه ارتفاع مماثل في عدد الحالات التي يقرر الأطباء تنويمها في المشافي. وتشير أرقام المراكز الأمريكية المذكورة إلى أن BA.2 أضحت تهيمن على 85.9% من الإصابات الجديدة في جميع أنحاء أمريكا، مرتفعة الى تلك النسبة من 75.4% خلال أسبوع فقط، ويعني ذلك أن BA.2 نجحت في إقصاء سلالتها الأم (أوميكرون) من المشهد الصحي تماماً. وأعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أنها قررت إلغاء الترخيص المؤقت الذي منحته لشركتي غلاكسوسميثكلاين وفير تكنولوجي، لاستخدام كوكتيل الأجسام المضادة الذي ابتكرتاه باسم «سوتروفيماب»، بدعوى أنه ليس مفيداً في كبح الإصابة بسلالة BA.2. واستشعاراً من مسؤولي الولايات الأمريكية لخطورة عواقب تسرع ولاياتهم في إلغاء قيود ارتداء الكمامات، والالتزام بمسافة التباعد الجسدي؛ ذكرت شبكة «سي بي اس نيوز» التلفزيونية الليل الماضي أن ولايات عدة تدرس جدياً إعادة فرض تلك التدابير الوقائية. وتأتي التدابير والهواجس الأمريكية فيما يواصل فايروس كورونا الجديد هجمته على الإنسانية بمعدل لا يقل عن 900 ألف إصابة جديدة يومياً. وكان العدد التراكمي لإصابات العالم حقق قفزات مخيفة خلال الأشهر القليلة الماضية؛ إذ لم يتعد 300 مليون إصابة بحلول مطلع يناير 2022. وحين أهلّ فبراير الماضي قفز العدد الى أكثر من 400 مليون إصابة. وها هو يقفز (الثلاثاء) الى ما يتجاوز 500 مليون إصابة. ويجمع الخبراء الصحيون على أن العدد الحقيقي لإصابات العالم قد يكون أكبر من الأرقام المعلنة كثيراً؛ إذ إن كثيراً من الإصابات لا يتم تشخيصها، وبالتالي لا يتم الإبلاغ الرسمي عنها، في عدد كبير من دول العالم، خصوصاً الفقيرة والمتدنية المداخيل. كما أن دولاً غربية غنية قررت التخلي عن الفحوص المجانية، مكتفية بالفحوص الذاتية المنزلية، التي لا يوجد ما يلزم من يستخدمونها بإبلاغ السلطات عن نتائجها. ولذلك فإن خبراء منظمة الصحة العالمية دأبوا خلال الآونة الأخيرة على حض الدول الأفريقية والأمريكية الجنوبية على تكثيف الفحوص، وتتبع المصابين ومخالطيهم، خصوصاً في أتون الارتفاع المتزايد في الإصابات الجديدة الذي تكتوي به البلدان الأوروبية. وذكر تحليل حديث لخبراء منظمة الصحة العالمية أن نحو 65% من سكان أفريقيا أصيبوا بالفايروس خلال الفترة المنتهية في سبتمبر 2021؛ وهو تقدير يفوق الأرقام المعلنة رسمياً في بلدان القارة السمراء بنحو 100 مرة، طبقاً لتقديرات «نيويورك تايمز» أمس (الأربعاء). وعلى رغم أن عدد الحالات الجديدة والوفيات بالفايروس على مستوى العالم آخذ في التراجع؛ فإن مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس غبرسيوس، وهو وزير سابق للصحة في إثيوبيا، حذر من أن العالم لا يزال في أتون «المرحلة الحرجة» من الوباء العالمي. ويرى الخبراء أن مشكلة الأزمة الصحية العالمية تتمثل في شعور السكان في كل مكان بأنهم ضاقوا ذرعاً بالقيود الصحية والوقائية، وما رافقها من تغيرات في السلوك الاجتماعي. ولهذا عمدت دول عدة الى التخلي عن تلك التدابير، حتى يتمكن سكانها من العودة لحياتهم الطبيعية. غير أن انطلاق سلالة BA.2، التي يطلق عليها أحياناً «السلالة المتخفية»، بهذا التسارع يهدد بتقويض تلك الآمال في مهدها. فهي الأسرع تفشياً من بين جميع سلالات فايروس كورونا الجديد. كما أنها غدت تهيمن على المشهد الصحي في غالبية أرجاء المعمورة. ولا شك في أن تفشيها الراهن يهدد باندلاع وبائي جديد خلال شتاء 2022. كما أنه فيما قد تشعر دول بأنها قامت بتسطيح منحنى إصاباتها خلال الشهر الماضي؛ فإن دولاً أخرى لا تزال تعاني من ويلات أوميكرون والسلالات المتحدرة منها، كالصين، وهونغ كونغ.

رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون واثقاً أمس من أنه سيتجاوز حادثة تغريمه، جراء مخالفته الإجراءات الصحية التي فرضتها حكومته بقانون في عام 2020، ليقيم حفلة بذكرى يوم ميلاده في المقر الرسمي لإقامته في لندن. وعلى رغم مطالبة المعارضة العالمية، وتنظيمات ذوي ضحايا كوفيد-19 في بريطانيا، إلا أن نواب حزب المحافظين الحاكم استبعدوا أن تؤدي الغرامة لاستقالة جونسون. وكان جونسون سعى الى التغطية على مشكلاته بشأن ما يعرف بـ«بارتي غيت» من خلال إظهار تشدد في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا، والمغامرة بزيارة العاصمة الأوكرانية تحت تهديد القصف الروسي. وقال جونسون ليل الثلاثاء إنه دفع الغرامة التي أوقعتها الشرطة عليه، متمسكاً بأنه سيواصل القيام بواجباته في قيادة الحكومة البريطانية.

انهيار أسهم شركة دواء.. بسبب «أقراص كوفيد» بدا

انخفض سعر سهم شركة شيونوغي وشركاه الدوائية اليابانية (الثلاثاء) الى أدنى مستوى له منذ عقد؛ وذلك بعد إعلانها أن تجارب تجريها على حيوانات مخبرية لدواء تجريبي لعلاج كوفيد-19 أظهرت أنه يؤدي الى تشوه الجنين في بطن الحامل. وذكرت وكالة كيودو نيوز اليابانية أمس أن القرص الذي ابتكره علماء شيونوغي لن يحصل على توصية باستخدامه بالنسبة الى الحوامل. وانهارت نسبة احتمال تحقيق الدواء الجديد نجاحاً تجارياً من 5% إلى 50%. لكن خبراء في الصيدلة توقعوا أن تخلص الرقابة الصحية اليابانية الى إقرار القرص الجديد، لكنها ستقرن ذلك بشروط مشددة. ويذكر أن الأدوية القليلة المماثلة تم فسحها مع تحذيرات على كل عبوة. ومنها قرص شركة ميرك وشركاه الأمريكية، الذي يتضمن تحذيراً من وصفه للحوامل، بعدما كشفت تجاربه المخبرية أنه قادر على تشويه الأجنة أثناء الحمل. وعلى رغم أن قرص باكسلوفيد، الذي ابتكرته شركة فايزر الأمريكية، تم فسحه من دون شروط مماثلة؛ إلا أن التجارب المخبرية أشارت الى أنه قادر على إنقاص وزن الجنين في بطن الأرانب المخبرية.