احذروا الطقوسيين في رمضان
الجمعة / 14 / رمضان / 1443 هـ الجمعة 15 أبريل 2022 00:00
عبدالله بن بخيت
من هو الطقوسي؟ ربما جارك أو شقيقك أو أنت.
يمتاز شارع دانفورث في تورنتو بتنوع أعراق وديانات العاملين في المحلات التجارية المصطفة على جنباته. عرب وأفارقة ويونانيون وأعراق أخرى، مسلمون ومسيحيون وأديان مختلفة.. من أهم معالمه مسجد جامع تقف أمامه كنيسة معتبرة. أزوره بين فترة وأخرى. في إحدى زياراتي للشارع في صباح يوم جمعة لاحظت لوحة كتب عليها صيانة جوالات. فانتهزت الفرصة لاستبدال شاشة جوال آي فون على وشك أن ينتهي عمره. صادفني في المحل شاب أفغاني وعرض علي شاشة أصلية وشاشة تقليد. سعر الأصلية 70 دولاراً وسعر التقليد 50. استغربت من سعر الأصلية فسعرها في متجر أبل 150 دولاراً، لكنه أوضح أن الأسعار تتفاوت بين محلات أبل الفاخرة وبين محلاتنا المتواضعة، فاتفقت معه على تركيب الأصلية فطلب مني أن أعود بعد أداء صلاة الجمعة. حاولت أن ينجزها على عجل ولكنه رفض قائلاً علي أن أذهب إلى البيت واستحم واغتسل وأبدل ملابسي وعلي أن أذهب مبكراً إلى المسجد لسماع الخطبة. أعجبني حرص هذا الشاب الأفغاني على أمور دينه فاتفقنا أن أعود إليه بعد الصلاة. بعد الصلاة عدت إليه وركب الشاشة وشكرته. بعد أسابيع عدة كنت أسير في الحي الصيني. لمحت محل صيانة جوالات. تذكرت قلقي من سعر شاشة الأفغاني. من الصعب أن يكون فرق سعر شاشة آي فون بين متجر أبل وبين المحلات الأخرى أكثر من النصف. فقررت أن أسأل الصيني. أخذ الصيني الجوال بين يديه ثم قال هذي شاشة تقليد، أنصحك أن تبقيها فجوالك قديم. فسألته ما هو دينك. لم يجبني ولم أكن في حاجة للجواب فقد حصلت على الجواب الأعظم. فالشاب الأفغاني كان حريصاً على الصلاة، ولم يكن حريصاً على الأمانة.
ثمة عدد كبير في المملكة يشبهون هذا الشاب. حريصون على الطقوس غير مبالين بالأخلاق. لعل قارئ هذا المقال شاهد مقطع على الواتس اب يحكي بدقة أخلاق الطقوسيين. عدد من الرجال يتضاربون في الحرم الشريف في رمضان في ملابس الإحرام. لم يردعهم الإحرام ولم يردعهم رمضان ولم يردعهم بيت الله الحرام. هؤلاء طقوسيون بامتياز. صنعت الفتاوى وخطب الدعاة طبقة من المسلمين منفصلة عن الإيمان الديني، شديدي الحرص على أداء الشعائر وترديد الأدعية ولا يتوقفون عن الاستغفار ولا تفوتهم ركعة واحدة مع الجماعة. كل هذه الطقوس لا تردعهم عن الغش في الامتحان ورمي المخلفات في الحدائق، وشتم المخالفين وعدم احترام الأنظمة والعنصرية. لم يكن من مهام مواعظ الدعاة تهذيب أرواحهم وتمدينهم وطرح السكينة في قلوبهم. قدمها لهم الدعاة كتسهيلات أخروية فقط، تمكنهم من التصالح مع الشجاع الأقرع في القبر والفوز بسبعين حورية في الجنة.
احذروا منهم في الشوارع قبيل أذان المغرب، سيقود الطقوسي سيارته بجنون وبلا احترام لقوانين المرور ولا خوف على أرواح الآمنين، فواجبه الديني يفرض عليه (فقط) تأخير السحور وتبكير الفطور.
يمتاز شارع دانفورث في تورنتو بتنوع أعراق وديانات العاملين في المحلات التجارية المصطفة على جنباته. عرب وأفارقة ويونانيون وأعراق أخرى، مسلمون ومسيحيون وأديان مختلفة.. من أهم معالمه مسجد جامع تقف أمامه كنيسة معتبرة. أزوره بين فترة وأخرى. في إحدى زياراتي للشارع في صباح يوم جمعة لاحظت لوحة كتب عليها صيانة جوالات. فانتهزت الفرصة لاستبدال شاشة جوال آي فون على وشك أن ينتهي عمره. صادفني في المحل شاب أفغاني وعرض علي شاشة أصلية وشاشة تقليد. سعر الأصلية 70 دولاراً وسعر التقليد 50. استغربت من سعر الأصلية فسعرها في متجر أبل 150 دولاراً، لكنه أوضح أن الأسعار تتفاوت بين محلات أبل الفاخرة وبين محلاتنا المتواضعة، فاتفقت معه على تركيب الأصلية فطلب مني أن أعود بعد أداء صلاة الجمعة. حاولت أن ينجزها على عجل ولكنه رفض قائلاً علي أن أذهب إلى البيت واستحم واغتسل وأبدل ملابسي وعلي أن أذهب مبكراً إلى المسجد لسماع الخطبة. أعجبني حرص هذا الشاب الأفغاني على أمور دينه فاتفقنا أن أعود إليه بعد الصلاة. بعد الصلاة عدت إليه وركب الشاشة وشكرته. بعد أسابيع عدة كنت أسير في الحي الصيني. لمحت محل صيانة جوالات. تذكرت قلقي من سعر شاشة الأفغاني. من الصعب أن يكون فرق سعر شاشة آي فون بين متجر أبل وبين المحلات الأخرى أكثر من النصف. فقررت أن أسأل الصيني. أخذ الصيني الجوال بين يديه ثم قال هذي شاشة تقليد، أنصحك أن تبقيها فجوالك قديم. فسألته ما هو دينك. لم يجبني ولم أكن في حاجة للجواب فقد حصلت على الجواب الأعظم. فالشاب الأفغاني كان حريصاً على الصلاة، ولم يكن حريصاً على الأمانة.
ثمة عدد كبير في المملكة يشبهون هذا الشاب. حريصون على الطقوس غير مبالين بالأخلاق. لعل قارئ هذا المقال شاهد مقطع على الواتس اب يحكي بدقة أخلاق الطقوسيين. عدد من الرجال يتضاربون في الحرم الشريف في رمضان في ملابس الإحرام. لم يردعهم الإحرام ولم يردعهم رمضان ولم يردعهم بيت الله الحرام. هؤلاء طقوسيون بامتياز. صنعت الفتاوى وخطب الدعاة طبقة من المسلمين منفصلة عن الإيمان الديني، شديدي الحرص على أداء الشعائر وترديد الأدعية ولا يتوقفون عن الاستغفار ولا تفوتهم ركعة واحدة مع الجماعة. كل هذه الطقوس لا تردعهم عن الغش في الامتحان ورمي المخلفات في الحدائق، وشتم المخالفين وعدم احترام الأنظمة والعنصرية. لم يكن من مهام مواعظ الدعاة تهذيب أرواحهم وتمدينهم وطرح السكينة في قلوبهم. قدمها لهم الدعاة كتسهيلات أخروية فقط، تمكنهم من التصالح مع الشجاع الأقرع في القبر والفوز بسبعين حورية في الجنة.
احذروا منهم في الشوارع قبيل أذان المغرب، سيقود الطقوسي سيارته بجنون وبلا احترام لقوانين المرور ولا خوف على أرواح الآمنين، فواجبه الديني يفرض عليه (فقط) تأخير السحور وتبكير الفطور.